عدد الخميس ١١ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الأثنين ٢٩ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الاربعاء ٢٤ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الثلاثاء ٢٣ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الجمعة ١٩ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الخميس ١٨ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الاربعاء ١٧ كانون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغيةالأخبار عدد الاثنين ١٥ كاون الأول ٢٠٠٨
خالد صاغية
الأخبار عدد ١٢ كانون الأول ٢٠٠٨
رغم كلّ شيء، لا يستطيع المرء إلّا أن يبدي إعجابه بالفئة الأكبر من السياسيّين اللبنانيّين. فهم يحاولون، وسط العواصف الإقليمية والدولية، أن يحافظوا على تسيير شؤون البلاد والحفاظ على وحدتها. صحيح أنّ هؤلاء السياسيّين يرتكبون الأخطاء أحياناً، وصحيح أنّه كانت لهم، من دون شك، يد في ما وصلنا ونصل إليه، إلا أنّهم على الأقلّ يعرفون أحجامهم، ولا يدّعون ما ليس لهم. فإذا كانت هناك من صفة جامعة لهم، رغم كلّ الانقسامات، فهي التحلّي بالتواضع.
على سبيل المثال لا الحصر، سُئل الرئيس أمين الجميّل أمس عن رأيه في مطالبة العماد ميشال عون بتعديل الطائف، فأجاب: «مسرورون، فالخطاب الذي ألقيتُه في الفوروم دو بيروت بمناسبة عيد الحزب وذكرى استشهاد نجلي بيار، رفع مستوى النقاش في البلد، وانتقلنا من مرحلة السجالات العقيمة والشتائم، إلى البحث في العمق، في لبّ المشكلة اللبنانية وضرورة تطوير النظام».
درس في التواضع ونكران الذات والاعتراف بالخطأ. لا يسع المرء إلا التوجّه بالشكر إلى ربّ العالمين والملائكة والأولياء والقدّيسين لكون هذا الرجل قد ارتضى أن يكون واحداً من الطاقم السياسي اللبناني. بخطاب واحد، نقل البلاد من حال إلى حال. أنهى السجالات العقيمة. ابتعد عن الشتائم والمهاترات، وأخذنا مباشرةً إلى لبّ المشكلة.
وكيف للّبنانيين أن ينسوا الخطاب الاستثنائي في عمقه الذي ألقاه الرئيس أمين الجميّل. أوَتذكرون تلك الجملة الشعريّة التي شعر بالزهو وهو يلقيها، ونالت إعجاب الحاضرين، حين قارن بين باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، وزلزال 1 وزلزال 2 وزلزال 3؟
لنضع جانباً كلّ البثّ العنصري والطائفي والمطالبة بالفدرالية... كلّ ذلك من الكلام المعلوك. ولنفكّر في هذه الجملة العميقة. يا اللّه: باريس 1 مقابل زلزال 1. هل يُعقل كلّ هذا التواضع بعد هذا التجلّي العبقري؟
فعلاً، لا يستطيع المرء إلا أن يبدي إعجابه بالفئة الأكبر من السياسيّين اللبنانيّين. فها هو سياسيّ واحد بخطاب واحد قد غيّر المعادلة. لا عجب إذاً أن نُقصَف كلّ يوم بسيل من الخطابات. فمعادلات كثيرة لا تزال تنتظر التغيير.
التسميات: لبنان
خالد صاغية
عدد الخميس ١١ كانون الأول ٢٠٠٨
من المفهوم أن يثير الحديث عن تعديل الطائف اعتراضات كثيرة، إلا أنّه حديث لا بد من فتح أوسع نقاش حوله، لأنّه يمثّل لُبّ المشكلة اللبنانيّة اليوم، وهي سقوط التوافقات الدولية والإقليمية التي أدّت إلى توقيع الاتفاق وحمايته، وزوال المبرّرات السياسيّة الداخلية للقبول به، وغياب البوليس الإقليمي الذي يقمع الاعتراضات عليه. لكن ثمّة من لا يريد فتح الحديث، يريد الاستمرار في خوض الانتخابات النيابية تحت شعارات عَضَلاتيّة، كنزع سلاح حزب الله. الجميع يعلم أنّ هذا الموضوع مطويّ الآن، منذ السابع من أيار، لا بسبب ما حمله هذا التاريخ من عنف استخدمه حزب الله وحسب، بل لما يحمله هذا التاريخ من إشارة إلى تغيّرات في التوازنات الإقليمية والدولية سمحت للحزب بأن يفعل ما فعله. وحتّى التوافق على استراتيجيّة دفاعيّة يبدو مؤجّلاً حتّى إشعار آخر، وها هي طاولة الحوار تتأجّل بسبب ومن دون سبب كمن يريد أن يبعد كأس الحوار عنه.
لا مكان في عالم السياسة اليوم لمطلب نزع سلاح حزب الله، إلا بانتظار موجة أخرى من المتغيّرات في المنطقة وعمليّة السلام فيها. الاستمرار في توتير الأجواء تحت هذا الشعار يخدم فكرة واحدة: التعمية عن الأزمة الأساسية، عن أزمة النظام اللبناني والعلاقات بين طوائفه في مرحلة ما بعد الانسحاب السوري.
قد لا يكون تعديل الطائف ممكناً اليوم، لكن لا يكفي أن يتغنّى المدافعون عنه بقدسيّته. عليهم أن يدلّونا على حلّ لمشكلة الصلاحيات والثغرات الدستوريّة التي ظهرت في السنوات الثلاث السابقة، وأن يعطوا جواباً للأكثرية المسيحية إن كانت هذه الأكثرية لا تزال ترى الطائف مهمِّشاً لها، وأن يقترحوا بديلاً من تقسيم العمل الشيعي ـــــ السنّي (المقاومة ـــــ الإعمار) الذي كان سائداً خلال الحقبة السوريّة.
لكنّ كلّ ذلك يراد له أن يُغفَل تحت شعار: لا مسّ بالطائف، والحلّ بالالتفاف حول الدولة. لكنّ الدولة عندنا ليست إلا دولة الطوائف التي لم يعد الطائف، مع الأسف، قادراً على صوغ علاقاتها.
التسميات: لبنان
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ٥ كانون الأول ٢٠٠٨
ثمّة وقت ضائع في لبنان بانتظار الانتخابات النيابيّة. يعرف الجميع أنّه ليس باستطاعتهم القيام بخطوة كبيرة قبل الاستفتاء الشعبي، العام المقبل. وثمّة وقت ضائع في لبنان بانتظار الإدارة الأميركية الجديدة. يعرف الجميع أنّه ليس باستطاعتهم القيام بخطوة كبيرة قبل تسلّم الرئيس باراك أوباما زمام الأمور، وقبل تحديد الوجهة التي ستتعاطى بها الإدارة مع عملية السلام في الشرق الأوسط، ومع الملف النووي الإيراني، ومع الانفتاح على سوريا. لكن، رغم هذا الوقت الضائع، يقوم فريق المعارضة ـــ سابقاً بمبادرات كثيرة. يستغلّ هذا الوقت الضائع لتحسين مواقعه وقضم مراكز قوى جديدة وتحسين صورته أمام جمهوره، سواء كانت حساباته خاطئة أو لا. يدفع حزب اللّه مثلاً إلى مزيد من المصالحات والتهدئة بعد تحرّك السابع من أيّار. يحاول وزراء التيار الوطني الحر ونوّابه اتّخاذ خطوات لافتة في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء، لتعزيز فكرة الإصلاح والتغيير. يقوم العماد ميشال عون بزيارة دمشق بعد طهران، موسِّعاً دائرة الأرضية المشتركة بين المعارضة اللبنانية ـــ سابقاً وإيران وسوريا، ومظهراً نفسه أمام جمهوره كزعيم قويّ تتّجه إليه الأنظار أينما حلّ، ويُستقبل بحفاوة بالغة في دول فاعلة في المنطقة، وسط زوال القطيعة التي كانت مفروضة عليه من الدول الأخرى.
في المقابل، يبدو فريق 14 آذار فاقداً للمبادرة، وكأنّه مسلّم بهزيمة مقبلة، أو باستحالة فعل أي شيء. جلّ ما يتمخّض عنه هذا الفريق هو التأكيد اليومي، الذي بات يشبه النفي، بأنّ 14 آذار ستخوض الانتخابات موحّدة على لوائح واحدة. لا خطاب جديداً. لا أداء مميّزاً. تفكّك حتّى على مستوى النقاشات في مجلس الوزراء والمجلس النيابي. حتّى مقابلة النائب وليد جنبلاط، أوّل من أمس، التي أريد لها أن تنافس زيارة عون إلى دمشق، جاءت من دون أي جديد. كان يمكنها أن تُبَثّ قبل شهرين مثلاً.
قد يكون ذلك نتيجة الإحساس بأنّنا في الوقت الضائع. لكن من المفيد التذكير بأنّ هذا الوقت الضائع ستطول مدّته، وخصوصاً أنّ الانتخابات قد لا تجري تحوّلات كبرى، وأنّ الإدارة الأميركية قد تتأخّر كثيراً قبل الالتفات مجدّداً إلينا. إنّ ترك الساحة لفريق واحد، على هذا النحو المفضوح، لا يفيد أحداً.
التسميات: لبنان
خالد صاغيةالأخبار عدد الخميس ٤ كانون الأول ٢٠٠٨
التسميات: لبنان
خالد صاغيةالأخبار عدد الاربعاء ٣ كانون الأول ٢٠٠٨
التسميات: لبنان
خالد صاغيةالأخبار عدد الثلاثاء ٢ كانون الأول ٢٠٠٨
التسميات: لبنان
خالد صاغية
الأخبار عدد الاثنين ١ كانون الأول ٢٠٠٨
المشاركون في ماراثون بيروت افتقدوا هذا العام الرئيس فؤاد السنيورة. دولته، بعد تعيينه رئيساً للحكومة للمرّة الأولى، أراد أن يمحو من ذاكرة الناس صورة مدقّق الحسابات الذي يفرض الضرائب، وأن يعطي عن نفسه صورة تقرّبه من الشعب. وهو من دون شك كان يتابع في الصحف صور رؤساء دول وحكومات يقومون بالجوغينغ الصباحي أمام أعين الناس وكاميراتهم، فلم يتأخّر عن ارتداء الشورت والمشاركة في ماراثون بيروت. لكن، هذا العام، لم يتمكّن الرئيس السنيورة من المشاركة. إلا أنّ ذلك لم يمنعه من الركض.
السنيورة ركض فعلاً يوم أمس، لكنه سلك طريقاً غير طريق الماراثون. فهو لا يستطيع التوقّف عن الركض أصلاً. طموحاته لا يمكن أن تتحقّق وفق سرعة سير عاديّة. لا بدّ من الركض، من الجري، من النطنطة، من الهرولة، من الشقلبة، من تسلّق الحبال، والقفز العالي...
فليس سهلاً الاستمرار في السياسات الاقتصادية نفسها بعد الأزمة العالميّة. يحتاج الأمر لبعض الركض قبل أن تأتي مؤسّسة دوليّة وتضربنا على أيدينا وتقول: كفى. لا نيوليبرالية بعد الآن. لا يمكن الاستمرار في إفقار الفقراء إلى ما لا نهاية.
يحتاج الأمر لبعض الركض قبل أن يتوقّف الخليج العربي عن إنكار تأثّره بالأزمة، فيعيد إلينا «الأدمغة» التي شجّعناها، أو شجّعتها السياسات الاقتصادية نفسها، على الهجرة.
يحتاج الأمر لبعض الركض حتّى يتمكّن من حوّلوا أنفسهم بيادق للمشروع الأميركي المتعثّر، أن يستمرّوا على رأس السلطة.
يحتاج الأمر لبعض الركض للهروب من الواقع، حتّى لا يرى المرء الهزيمة على وجوه حكّام إسرائيل بعد تمّوز 2006.
يحتاج الأمر لبعض الركض حتّى يستمرّ في نبذ الطائفيّة وإشعال نارها في الآن نفسه.اركض... اركض... يا دولة الرئيس. ففي نهاية الطريق، لا بدّ من أن تصادف إشارة النهاية.
التسميات: لبنان