الخميس، 24 مارس 2011,6:04 م
البحث عن عصابة
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٧١ الخميس ٢٤ آذار ٢٠١١

الأيادي الخارجيّة... الإسلاميّون... إسرائيل... عصابات... وحتّى جرذان... نعوت ومفردات غرف منها الحكّام العرب كما يشاؤون في وصفهم لبدايات الانتفاضات الشعبيّة في بلدانهم. لكنّ استخدامها سرعان ما أعطى مفعولاً معاكساً، إذ امتلأت الساحات بالمواطنين الأفراد الذين يعلنون على الملأ هويّتهم الوطنيّة، العربيّة، المدنيّة. غير أنّ النظام السوري، على ما يبدو، مصرّ على استخدام المفردات نفسها لوصف ما يجري في درعا. كأنّه لم يشهد ما جرى في مصر وتونس، وما يجري في ليبيا واليمن والبحرين.
يقال إنّ سوريا ليست مصر أو تونس. هذا صحيح. فالأرجح أنّ ما من بلد عربيّ يمكنه أن يكون مصر أو تونس بعد ما حدث في ليبيا واليمن والبحرين. فبخلاف سقوط نظامَيْ مبارك وبن علي، أعادت انتفاضات البلدان الأخرى تذكيرنا بالتشقّقات الأهليّة والبنيات القَبليّة والطائفيّة، فضلاً عن النفط. وهذا كلّه ممّا لا يجعل التغيير واحداً ومتشابهاً في تلك البلدان التي باتت العروبة فيها لا تعني إلا عدوى الحريّة.
إلا أنّ مشهد «الشعب» الواحد الذي ظهر في ميدان التحرير، وعاد ليظهر «شعوباً» في أمكنة أخرى، لا يلغي حقيقة أنّ أيّ حاكم عربي ـــــ سواء استمرّ أو لم يستمرّ ـــــ لا يمكنه أن يتصرّف بعد اليوم كما لو أنّ مواطنيه غائبون عن الوعي أو غير موجودين. فالعالم العربي اليوم عنوانه واحد: الخبز، الحرية، والكرامة. وحتّى لا يساء الفهم مرّة أخرى، الكرامة هنا ليست في مواجهة العدوّ الخارجيّ حصراً، بل أيضاً ـــــ وأساساً ـــــ في مواجهة الشرطيّ ورجل الاستخبارات وأفراد الحاشية.
ما زالت أبعاد ما جرى في درعا غير واضحة. لكنّ ما نعرفه هو أنّ النظام في سوريا، بالطريقة التي تعاطى فيها مع أحداث درعا، لا يبدو كمن يعطي نفسه فرصة جديدة للإصلاح. فهل يعقل أن يجري تقديم قصّة «العصابة المسلّحة» والمشهد السينمائي الرديء بشأن الفلوس والبنادق المصطفّة جنباً إلى جنب، على أنّه رواية رسميّة؟ وهل يعقل القبول بسفك الدماء بعدما أقدمت مجموعة من التلامذة الصغار على كتابة شعارات على الجدران؟
مصدر رسميّ صرّح بأنّ «قوى الأمن تواصل ملاحقة العصابة المسلّحة التي تروّع المدنيّين وتقوم بعمليات قتل وسرقة وحرق المنشآت العامة والخاصة في درعا». كلّ ما يتمنّاه المرء هو القبض على تلك «العصابة» فعلاً. وفي الانتظار، فإنّ الشام جميلة، وهي تستحقّ الخبز والحرية والكرامة.

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 14 مارس 2011,8:09 م
النصف ناقصاً واحداً
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٦٢ الاثنين ١٤ آذار ٢٠١١

رغم الصوت المرتفع الذي تميّزت به، أمس، تظاهرة 14 آذار، كانت المرّة الأولى التي ترفع فيها هذه القوى صوتها طلباً للاعتراف بها. ففي 2005، لم تكن 14 آذار مستعدّة للاعتراف بأحد سواها. مَن تظاهر قبلها بستّة أيّام وُصف بكونه إمّا «غير لبناني»، أو «غير وطني»، أو في أفضل الأحوال، «مضلَّلاً». ثمّ جاءت وثيقة «العبور إلى الدولة» التي تحدّثت عن ثقافتين، وعن فصل ووصل، لكنّها أعلنت مدّ يدها إلى الطرف الآخر الذي لم يعد تجاهله ممكناً. أمّا اليوم، فها هي 14 آذار تطمح إلى أن تكون نصف الشعب اللبناني، وألّا يصرّ النصف الآخر على تجاهلها.

إلا أنّ مهرجان «لفت النظر» لم يكن موجّهاً إلى الداخل وحسب، فالكثير ممّا فعله سعد الحريري منذ إقصائه عن السلطة، بما في ذلك «يوم الغضب»، موجّه إلى الخارج أيضاً. ولعلّ الصورة العملاقة التي رُفعت للملك عبد اللّه في ساحة الشهداء لتظهر وراء المنبر الذي اعتلاه الحريري، تحمل رغبةً في التبنّي أكثر ممّا تدلّ على إعلان تمثيل أو ولاء. فالحريري لم يفقد فقط الصفة التمثيليّة لـ«الشعب اللبناني»، بل فقد أيضاً جزءاً من احتكاره للدعم الدولي. المواقف السعوديّة المتناقضة بالغة الدلالة، ولا سيّما الموقف الذي صدر أخيراً عن وزراء خارجيّة مجلس التعاون الخليجيّ. الرسالة وصلت أيضاً إلى الإدارة الأميركيّة. ففي ظلّ تعثُّر أيّ صفقة دوليّة في الشرق الأوسط، لا يزال الحريري المُعتمَد الأميركي الذي تقدّم، أمس، خطوة إضافيّة على سلّم المطالب الأميركيّة. فجمْعُ عشرات الآلاف في العاصمة اللبنانيّة للهتاف ضدّ سلاح حزب اللّه، وفقط ضدّ سلاح حزب اللّه، أمر لم يكن وارداً إلا في أحلام جيفري فيلتمان.
رغم إقصائه عن السلطة، لا يزال الحريري يملك العديد من نقاط القوّة. وما حشد أمس إلّا أحد الأدلّة على ذلك. وهو حين يخلع سترته وربطة عنقه على المنبر، ثمّ يشمّر عن ساعديْه، يبعث برسالة مفادها أنّه سيُخرج من جيبه كلّ الأوراق التي يملكها، وهو مستعدّ لرميها على الطاولة، حتّى لا يخرج من اللعبة.
من 14 آذار 2005 إلى 14 آذار 2011، مسيرة حافلة بالتراجعات، إلا أنّ الحريري لا يزال قادراً على الإزعاج، وخصوصاً حين يعدّ له خصومُه المسرح.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 11 مارس 2011,8:05 م
14 آذار وبناء الشخصيّة
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٦٠ الجمعة ١١ آذار ٢٠١١

حين يصاب البشر بالضعف، يلجأون إلى حِيَل أو تعويضات نفسيّة. من هذه الحِيَل: إنكار الواقع، وتضخّم الذات، وأشياء أخرى. وإذا صدقت بعض مدارس علم النفس، فإنّ عمليّة التعويض هذه تبدأ مع تكوّن الشخصيّة عند السادسة من العمر. وفي هذه السنّ بالذات، وجدت قوى 14 آذار نفسها، في حال تستوجب مجموعة من التعويضات.
يبدأ الأمر عادةً بعمليّة معقّدة لإعادة تركيب الماضي بما يتلاءم وصورة المرء عن نفسه. لذلك، لم يكن صدفة أن يبدأ اجتماع البريستول، أمس، بسرديّة طويلة تروي تجربة الأعوام الماضية.

لسنا أمام جردة حساب. فما من خطأ واحد طيلة تلك الفترة. مجرّد إنجازات ومواقف تؤكّد صورة 14 آذار عن نفسها.
وأمام هذا الماضي المجيد، لا يمكن تصوّر إلا مستقبل زاهر. لكن، بين الماضي والمستقبل، يختفي الحاضر تماماً، تحجبه أو تحوّره عمليّة إنكار مُحكَمة. هكذا يسهو المجتمعون عن خسارتهم الأكثريّة النيابيّة، فيؤكّدون أنّ «لدينا كتلة نيابيّة منحتها أكثريّة الشعب اللبناني الثقة مرّتين». يسهون أيضاً عن الزيارات الحريريّة المتتالية إلى دمشق، والطلب منها الضغط على الحلفاء، ويتناسون الاعتماد على الأموال السعوديّة في المواسم الانتخابيّة، ويضغطون «Delete» بعد كلّ رسالة قصيرة تصل إلى هواتفهم من جيفري فيلتمان، فيعلنون أنفسهم «قوى حزبيّة أدركت أن لا مكان كريماً لها خارج سرب السيادة». هكذا أيضاً، يقمعون ذاكرتهم حتّى يُمحى مشهد السندويشات في عوكر في حرب تمّوز، ويتصرّفون وكأنْ لا أحد يعرف الضغط الأميركي على إسرائيل كي تطيل أمد الحرب، وكأنْ لا أحد يعرف توسّلهم للإدارة الأميركيّة كي تكثّف هذا الضغط. فيصبح الأمر، وفقاً لمروان حمادة – نعم، مروان حمادة – أنّ الطرف الآخر «خلق مناخات انقساميّة عبر حملة تخوين غير مسبوقة أعقبت حرب تمّوز». يا عيب الشوم على حزب اللّه. كيف تجرّأ على لوم من كانوا يسعون ليلَ نهار كي تطول تلك الحرب على لبنان، وصولاً إلى إنهاء المقاومة إلى غير رجعة.
لكنّ الإنكار وحده لا يفي بالغرض. إعادة صياغة الماضي وحدها لا تفي بالغرض. لا بدّ من الوقوف أمام مرآة كاذبة لاكتشاف أنّ «حلمنا اللبناني أخذ يعانق حلم الناس في كلّ المنطقة»، وأنّ حركة 14 آذار اللبنانية شكّلت «نموذجاً احتذاه شباب العالم العربي». نموذج قدّمه فؤاد السنيورة حين ربّت جورج بوش كتفه، وأعاد التذكير به أمين الجميّل حين نقل إلينا، قبل أقلّ من شهرين، تأكيد حسني مبارك «دعمه الكامل للديموقراطيّة في لبنان».

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 10 مارس 2011,8:12 م
خطيئة العالم
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٩ الخميس ١٠ آذار ٢٠١١

قبل تنحّيه، خاطب الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، المصريّين قائلاً إنّه يحزّ في نفسه أن يرى بعض مواطنيه يطالبونه بالرحيل، وإنّه واثق بأنّ أكثريّة الشعب المصري تعرف جيّداً من هو حسني مبارك. زين العابدين بن علي لم يكن بعيداً عن وهم كهذا. فالرئيسان ينتميان إلى ذاك الصنف من الديكتاتوريّين الذين يبلغ بهم الانفصال عن الواقع حدّاً يعتقدون معه أنّ شعوبهم لا يمكن أن تستغني عنهم.
معمّر القذافي يأتي من مدرسة مختلفة. فمنذ اللحظة الأولى، خلط تهريجه بتهديده. بعث ابنه بدايةً، ثمّ ظهر بنفسه ليحذّر من أنّ أيّ تمادٍ في الاعتراض عليه سيقوده إلى حملة «تطهير» تسيل فيها دماء كثيرة. لكنّ القذافي الذي يعرف من أين تؤكَل الكتف، لم يكتفِ بتهديد شعبه، بل ربط ذاك التهديد بتحذيرات رماها في وجه الدول الغربيّة. كأنّ «العقيد» يخاطب القادة الغربيّين على طريقة «دافنينه سوا»: «لندع الحديث عن الشعب والحرية جانباً. بيننا ثلاثة ملفّات رئيسية: منابع النفط، تنظيم «القاعدة»، والمهاجرون، حتّى لا نتحدّث عن إسرائيل. أنا الذي أحمي النفط ومن يعقد معكم الاتفاقات المربحة. أنا الذي أحارب الإرهاب وأمنع تسلّله إليكم. وأنا الذي ألعب معكم لعبة القذارة بالنسبة إلى فقراء المهاجرين إلى أوروبا. وإذا كنتُ أفعل ذلك، فلأنّي ديكتاتور أو مجنون أو ملك ملوك، سمّوني ما شئتم».
معمّر القذافي، إذ يخاطب الغرب على هذا النحو، لا يمارس الابتزاز وحسب. إنّه، في الواقع، يفضح التواطؤ الذي بدأت ترتفع أصوات غربيّة ضدّه. أين النقد الذاتي؟ يسأل روجر كوهين مثلاً في «نيويورك تايمز». «كيف دعمنا، استخدمنا، وشجّعنا عنف الديكتاتوريّين العرب على مدى سنوات؟ إلى أيّ درجة أشعل هذا التشجيع الغضب الجهاديّ الذي تسعى المجتمعات الغربيّة إلى إخماده؟»... ويتابع كوهين قائلاً: «ثمّة أسباب عديدة تجعلني أعارض تدخّلاً عسكرياً غربياً في ليبيا... لكنّ السبب الأعمق هو الإفلاس الأخلاقي للغرب تجاه العالم العربي»...
ليس الغرب وحده من يعاني الإفلاس الأخلاقي في الموضوع الليبي. النقد الذاتي الذي تقاعس عنه الغرب، لم يقم به العرب أيضاً. لم يقم به اليسار العربي خصوصاً، ولا سيّما أنّ مئات من الأحزاب والتنظيمات والمؤسّسات اعتاشت أعواماً من فتات موائد «العقيد». ما يحدث في ليبيا ليس خطيئة القذافي وحده. ليس خطيئة الغرب وحده. إنّها خطيئتنا جميعاً، نحن الذين تفرّجنا أربعين عاماً على أرض تُدعى ليبيا تختفي تحت عباءة أنيقة لنظام قذر.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 9 مارس 2011,8:02 م
أخلاقيّات متري
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٨ الاربعاء ٩ آذار ٢٠١١

لا بدّ من الاعتذار لوزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس المرّ. فحين نشرت «الأخبار» وثيقتَيْ «ويكيليكس» اللتين تبيّنان نوع الأحاديث التي كانت تدور بينه وبين السفراء الأميركيّين في لبنان، هوجم المرّ عن غير حق. فقد عرف المواطنون آنذاك أنّ وزير دفاعهم يتبرّع بإعطاء معلومات عن الجيش وتركيبته لسفارة أجنبيّة، متباهياً بأنّ معلومات كهذه لن تتمكّن السفارة من الحصول عليها من الجيش نفسه. ثمّ يشرح وجهة نظره بالنسبة إلى مهمّات الجيش والدفاع عن الوطن، التي بدا أنّها لا تمتّ إلى الدفاع بصلة، بل تحمل حقداً على بعض الطوائف وعلى اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان.

الاعتذار واجب من وزير الدفاع، لأنّ ما فعله وقاله يبدو أنّه ليس خاصّاً به، ولم يأتِ من بنات أفكاره، بل كان جزءاً من التوصيف الوظيفيّ لوزراء تلك المرحلة. فوفقاً للوثيقتين اللتين نشرتهما حديثاً صحيفة «أفتن بوستن» النروجيّة (http://www.aftenposten.no/spesial/wikileaksdokumenter/article4025304.ece) و(http://www.aftenposten.no/spesial/wikileaksdokumenter/article4025513.ece)، يتبيّن أنّ وزير الإعلام طارق متري كان يفعل الأمر نفسه ضمن نطاق عمل وزارته.
ووفقاً للوثيقتين المذكورتين، يستفيض متري في شرح ما يجري في مجلس الوزراء من نقاشات، يشي بوزراء المعارضة السابقة الذين يعرقلون عمل الحكومة، يشرح خطّة عمله لـ«تأديب» الإعلام... ثمّ يقدّم مطالعته عن الوضع الإعلامي، مسدياً النصح إلى السفارة الأميركية بألّا تركّز كثيراً على قناة «المنار»، فثمّة أمكنة أخرى يرمي فيها حزب اللّه «زبالته»، وفقاً لتعبير وزير الإعلام اللبناني الذي يشكو للسفيرة حرمانه حقيبة الثقافة. وهذه الأمكنة الأخرى ليست إلا وسائل إعلاميّة تقول السفيرة إنّ وزير الإعلام يبدي قرفه منها.
لا ندري إن كانت دُرر متري جاءت في معرض النُّصح أو التحريض. فالمُخبرون الصغار يمرّرون أحياناً معلومات لأسيادهم عن خصوم، عسى ولعلّ يصيبهم الأذى.
ماذا تخبّئ لنا «ويكيليكس» أيضاً؟ فلننتظر. لكن ما نعرفه حتّى الآن هو أنّ الأعوام السابقة لم تترك لنا إلا حطام بلاد: وزير دفاع لا يعنيه الدفاع عن البلد، ومشغول بتحطيم صورة الجيش داخل أروقة السفارة الأميركيّة. ووزير إعلام يعد السفارة نفسها بتأديب إعلامه، ومشغول بشتم وسائل إعلام بلده.
... أمّا «الأخبار» التي خصّها متري بما لا يليق إلا بأخلاقيّاته، فلا تضيرها شتائم مثقّفي البلاط، وهي لا تنتظر شهادات المتسكّعين على أبواب السفارات.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 8 مارس 2011,8:06 م
«لأ» للابتزاز
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٧ الثلاثاء ٨ آذار ٢٠١١

حتّى الساعة، رغم كلّ الحملات الإعلانيّة، الفاشل منها والناجح، ليس واضحاً ما هي القضيّة التي سينزل لبنانيّون من أجلها في 13 آذار. فالوصايا المنتشرة على اللوحات الإعلانيّة لا تحمل إلّا كلمة «لأ». وإذا كان لهذه الـ«لأ» من معنى، فهو أنّ حركة 14 آذار باتت تفتقد أيّ مشروع باستثناء الاعتراض على ما تفترضه مشروعاً لـ8 آذار. نحن أمام انقلاب في الأدوار إذاً، بعدما تحوّلت الحركة «الثوريّة» من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، ومن موقع المبادر إلى رسم خريطة طريق للعبور إلى لبنان الجديد، إلى موقع الرافض للواقع القائم من دون أيّ فكرة عن البديل المقترح.
كان يمكن شعاراً كهذه الـ«لأ» أن يمرّ، لو امتلكت 14 آذار، خلال الأعوام السابقة، نموذجاً تطرحه كاستراتيجيّة دفاعيّة مثلاً. لكنّ الجميع يعلم الطابع الهزليّ لطاولة الحوار، والجميع يعلم أنّ القصّة لم تكن بحثاً عن حماية بديلة للبلد، بقدر ما هي بحث عن حصّة أكبر في السلطة.
ولعلّ ما يزيد الأمر فضائحيّة هو أنّ سلاح المقاومة، بما هو مسألة شديدة الحساسية والجدية، تحوّل على يد الحركة الثوريّة المجيدة إلى عنوان للاستهلاك والابتزاز السياسي. فإذا ما وافق حزب اللّه وحلفاؤه على المشاركة في سلطة يترأسها سعد الحريري، وتسهيل أمور الأخير في إمرار ما يشاء من قرارات، يطوى موضوع السلاح إلى حين. أمّا إذا خرج الحريري من السلطة، فيتحوّل السلاح إلى عائق أمام بناء الدولة.
حين رفع الثوّار العرب شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، كانوا يريدون من هذا الشعار العامّ وغير الفئوي أن يحقّق الوحدة الوطنيّة في وجه النظام الذي اتّبع دائماً سياسة «فرِّق تسُد» بين أبناء شعبه، والذي لم يتوانَ حتّى عن إثارة النعرات الطائفيّة كي يوطّد سلطته. كانوا يريدون للاختلافات الأيديولوجيّة والطائفيّة أن توضع جانباً ريثما يتمّ التخلّص من الطاغية. أمّا حين ترفع قوى 14 آذار شعار «الشعب يريد إسقاط السلاح»، فإنّها تختار أكثر الشعارات فئويّة عبر إثارتها المطلب الذي يحقّق أكبر قدر من الانقسام بين فئات الشعب اللبناني. وهي تختار ذلك بعد «يوم غضب» لم يفعل إلا المجاهرة بخروج المارد الطائفي من القمقم.
حظّاً سعيداً للآلاف الذين سيتجمّعون الأحد في ساحة الشهداء.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 7 مارس 2011,8:10 م
استعادة الهويّة
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٦ الاثنين ٧ آذار ٢٠١١

رغم تصدُّر مطلب «إسقاط النظام الطائفي في لبنان» تظاهرات بيروت الأخيرة، فإنّ تلك التظاهرات تحمل من الدلالات ما يتجاوز الشعارات التي ترفعها:
أولاً، منذ آذار 2005، المجتمع اللبناني مقسوم إلى نصفين: 8 و14 آذار. لم يحتكر هذان الفريقان السياسة في لبنان وحسب، بل احتكرا أيضاً الهويّة. فبات التعريف عن النفس بـ 8 أو 14، هو ما يجعلك لبنانياً أمام نفسك أوّلاً، وأمام الآخرين ثانياً. وحتّى لو لم تكن مرتاحاً تماماً لهذا التصنيف، فإنّ الخريطة السياسيّة لم تكن تتّسع لك عملياً ما لم تنضوِ تحت أحد هذين الخيارين.

ما إن تبدّلت بعض الظروف السياسيّة في لبنان والمنطقة، حتّى خرج من يتنفّس خارج القمقم. تظاهرة أمس هي مطالبة باستعادة الذات قبل أيّ شيء آخر.
ثانياً، رغم أنّ تظاهرة 14 آذار 2005 كانت في أحد جوانبها دعوة مدنيّة إلى التظاهر لم يختزلها زعيم بعينه، فإنّها سرعان ما تحوّلت بعد تحقُّق مطلب خروج الجيش السوري من لبنان، إلى مجرّد تظاهرة سنويّة للهتاف والتصفيق لزعيم أو لعدد من زعماء الطوائف. تظاهرات «إسقاط النظام الطائفي» تعيد الاعتبار للنزول إلى الشارع من دون عدّة «بالروح... بالدم»، وهو ما لم تشهده بيروت منذ زمن، ما عدا بعض التحرّكات المطلبيّة المحدّدة كتظاهرات المعلّمين مثلاً.
ثالثاً، تعيد تظاهرات «إسقاط النظام الطائفي» لبنان إلى التفاعل الصحّي مع محيطه العربي. فنحن هنا أمام شباب لبنانيّين يحاولون التعلّم من «ثوّار الفايسبوك» في مصر وتونس. وقد يتعثّرون في مطالبهم أو يصيبون، لكنّهم لا يحملون ذاك التعجرف اللبنانوي المطمئن إلى أنه سبق أن قام بواجباته في آذار 2005، وأنّ كلّ ما يجري اليوم في المنطقة ليس إلا من ارتدادات «تجدُّب» شجرة أرز واحدة.
رابعاً، مهما بلغ الاختلاف في النظرة إلى النظام الطائفي، فإنّ بلوغه حدّه الأقصى خلال الأعوام الفائتة مع تكتّل كلّ طائفة حول زعيمها، يفتح السجال على ضرورة إصلاحه أو تغييره. وهذا شأن أخطر من أن يُترَك لزعماء الطوائف وحدهم ليقرّروا فيه. تظاهرات العلمانيّين تسحب بساط «إلغاء الطائفية السياسية» من تحت أقدام زعماء الطوائف، لتعيده إلى الحيّز العام. فإذا كانت المتاجرة بالطائفية هي لعبة زعماء الطوائف المفضّلة، فإنّ المتاجرة بإلغاء الطائفيّة ينبغي أن تصبح لعبتهم المحرَّمة.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 4 مارس 2011,9:58 ص
الرئيس المناضل
خالد صاغية
الأخبارالعدد ١٣٥٤ الجمعة ٤ شباط ٢٠١١

الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز يريد إرسال بعثة سلام دوليّة لتسوية النزاع في ليبيا، وذلك تجنّباً للتدخّل الأجنبي في البلد النفطي. أمّا هدف البعثة، فالقيام بوساطة بين الزعيم الليبي معمّر القذافي والمتمرّدين. ولمزيد من التشويق، وُصفت البعثة بـ«بعثة المساعي الحميدة». كيف لا، وفنزويلا وليبيا، وفق تشافيز، متّحدتان «في مصير واحد، ومعركة واحدة، ضدّ عدو واحد» هو الإمبرياليّة الأميركيّة!
هوغو تشافيز على حق حين يتخوّف من غزو أميركيّ لليبيا. وهو على حق حين يتساءل عمّا يريده الأميركيّون والأوروبيّون من ليبيا، فيجيب نفسه: النفط. أمّا عداء القذافي للإمبرياليّة، فادّعاء مثير للغثيان، وخصوصاً بعدما خلع «العقيد» ثيابه الأنيقة أمام الأميركيّين، ولم يُعرَف من عدائه لهم إلا بعض التهريج في المناسبات «الوطنيّة».
والواقع أنّ ثمّة يساراً ويميناً يصرّان على وضع القذافي في خانة «نضاليّة». وكلاهما يفعل ذلك بخبث موصوف. فاليمين يريد مصادرة الثورات الشعبيّة في العالم العربي، عبر ادّعاء تماهٍ بين ديكتاتوريّات المنطقة وبين العداء للسياسات الأميركيّة فيها، وبين اليسار وكراهية الديموقراطيّة. ولا يرفّ جفن ذاك اليمين لحقيقة أنّ معظم تلك الديكتاتوريّات، إن لم تكن كلّها، كانت دائماً خادماً أميناً للمصالح الأميركيّة في المنطقة، وكانت دائماً منحازة طبقياً ضدّ عامّة شعبها. أمّا اليسار الذي على شاكلة تشافيز، فما زال ـــــ رغم سقوط المعسكر الاشتراكي ـــــ يصرّ على وضع نفسه في موقع المستخفّ بمسألة الحريات والمدافع عن فكرة «الزعيم» الذي يختزل الشعب كضمانة وطنيّة في وجه الاستعمار والإمبرياليّة. أضف إلى ذلك أنّ الصراخ ضدّ الإمبرياليّة اللاهثة وراء النفط يستبطن ادّعاءً آخر، هو أنّ القذافي لا يقف ضدّ عملية السطو الغربيّ وحسب، بل يستخدم النفط أيضاً في مشاريع تنمويّة أزالت الفقر من ليبيا، وقلّصت الفوارق الاجتماعيّة فيها.
لعلّ المعنى العميق لهذه الثورات العربيّة أنّ من شأنها إخراج العالم العربي من قبضة هذين اليسار واليمين المبتذَلَيْن، نحو تيّارات سياسيّة يساريّة ويمينيّة من نوع آخر، ليبراليّة واشتراكيّة من نوع آخر. وبالمناسبة، هل انتبه هوغو تشافيز، الحائز جائزة القذافي لحقوق الإنسان، إلى أنّ الثورتين المصريّة والتونسيّة ما زالتا مستمرّتين، وها هما تسقطان رئيس الحكومة بعد رئيس الجمهوريّة، ومع ذلك لم يظهر بعد «قائد» أو «زعيم» للثورة؟


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 3 مارس 2011,9:57 ص
ولو من باب الانتهازيّة
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٣ الخميس ٣ شباط ٢٠١١

تماماً كما تنتشر في بلادنا مصانع تقليد الماركات العالميّة للألبسة، ثمّة من يريد التذاكي لتقديم نسخة مزوّرة من شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» لتصبح «الشعب يريد إسقاط السلاح»، رغم أنّه يعرف أنّ عادة التقليد لا تقتصر في لبنان على فريق دون آخر، وأنّه يمكن تنظيم تظاهرات لا تقلّ أهمية تحت شعار «الشعب يريد إبقاء السلاح».
من المأمول أن تكون هذه مجرّد شائعات. فلا يمكن أن يكون أرباب الدعاية السياسية في منطقة الشرق الأوسط مجنّدين لدى آل الحريري للخروج بفكرة بهذه الخفّة. تستطيع العبقريّة اللبنانيّة، حتّى في ظلّ غياب أيّ قضية ذات صدقيّة، أن تنتج ما هو أكثر إبداعاً من «لأ»، اللهمّ إلّا إذا كان قد صدر قرار سياسيّ وماليّ يحصر شعارات الحملة الإعلانية بالمفردات التي يتقنها رئيس حكومة تصريف الأعمال.
لكن، بعيداً من الـ«لأ» والـ«لشو؟»، لا بدّ من الملاحظة أنّ الرئيس نجيب ميقاتي يؤلّف حكومته في لحظة صعبة بالنسبة إلى أيّ حاكم، إذ يشعر الشباب اللبناني برغبة النزول إلى الشارع للتعبير عن ضيقه من الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة الصعبة، من دون أن يملك «الزعيم» أو «الديكتاتور» الذي يُفترَض أن يجري التظاهر في وجهه. هكذا قرّر البعض التصويب نحو «ديكتاتور» غير متجسّد يُدعى «النظام الطائفي»، واختار آخرون عنوان «الغلاء». وهكذا أيضاً سيرفع الحريريّون عنوان «السلاح».
وفي وضع سياسي كهذا، لا يملك ميقاتي ترف ممارسة «الوسطيّة» في الموضوع الاقتصادي. فالحماسة العربيّة المنتقلة بالعدوى إلى لبنان، لن ترضى بـ«ستاتوكو» في مسألة السلاح، وفي مسألة المحكمة، وفي مسألة النهب المنظّم. وبما أنّ سعد الحريري مستفَزّ بما فيه الكفاية واختار أن يخوض معركته على طريقة الـ«صولد»، لا معنى لتمسّك ميقاتي بشعار حماية النهب والحفاظ على السياسات الاقتصادية نفسها من أجل «عدم الاستفزاز». لا بل إنّ اتباع سياسات اقتصادية مختلفة وفضح عمليّات النهب المنظّم التي استباحت البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية وحتّى اليوم، يكاد يكون هو الطريق الوحيد أمام حكومة ميقاتي كي تتمكّن من الاستمرار.
لم يعد الإصلاح الاقتصادي مطلباً اجتماعياً وحسب. بات ضرورة على قوى المعارضة السابقة العمل على تحقيقها، ولو من باب الانتهازيّة السياسيّة.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 2 مارس 2011,12:25 ص
هل يمكن؟
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥٢ الاربعاء ٢ آذار ٢٠١١

يعرف الجميع في لبنان والدول المعنيّة به، أنّ سعد الحريري، رغم خروجه من السلطة، ورغم أخطائه قبل هذا الخروج وبعده، لا يزال يتمتّع بشعبيّة كبيرة. ويعرف الجميع أنّ 14 آذار، فكرةً وتجمّعاً، لا تزال مغرية لعدد لا بأس به من اللبنانيّين. لا حاجة إلى إثبات ذلك للشعب اللبناني أو لشقّ 8 آذار منه أو لأيّ من الدول الإقليميّة. من الواضح التسليم بأنّ الأكثريّة النيابيّة الجديدة أخرجت الحريري من السلطة، لكنّها لم تخرجه من الحياة السياسيّة اللبنانيّة.
وإذا كان الحريري غير مقتنع بأنّ خصومه يرون فيه معارضاً جدّياً، فمن الممكن الطلب من أولئك الخصوم إصدار وثيقة موقّعة بهذا المعنى، تتبنّاها أيضاً دول إقليميّة يسعى الحريري إلى لفت نظرها ومعاتبتها على تبنّي مرشّح سواه لرئاسة الحكومة. يمكن اللبنانيّين، من فريقَيْ 8 و14 آذار، الإسهام في إصدار وثيقة كهذه، مقابل الاستغناء عن مهرجان 14 آذار هذه السنة، وفقط هذه السنة.
أسباب الإلغاء ليست سياسيّة بحتة، رغم أنّ في السياسة ما يكفي من حجج لذلك. فالحريري لا يزال رئيس حكومة تصريف أعمال ولم تؤلّف حكومة أخرى بعد، وأكثر التوقّعات تفاؤلاً لا تشير إلى القدرة على حشد أرقام مشابهة للأعوام السابقة، وشعارات 14 آذار تخلّى عنها الحريري قبل سواه... إلخ. لكن، رغم ذلك، لا تنبع فكرة الإلغاء من أسباب سياسيّة محليّة، بل من سبب إنساني وأخلاقي.
فالحريري وفريقه السياسي يحتاجان إلى الكثير من جنون العظمة وأساليب إنكار الواقع للاعتقاد بأنّ ثمّة مكاناً الآن على الخريطة السياسيّة العربية لخطابات من نوع التأتأة الساذجة التي تحفل بها عادةً ساحة الشهداء في وسط بيروت. وأمام الثورات الشعبيّة التي تغيّر وجه العالم العربي وتطلقه إلى الحياة، ينبغي للتعبئة الطائفيّة أن تخجل من نفسها قليلاً فتنكفئ ولو إلى حين، أقلّه حتّى ينتهي الثوّار العرب من دفن شهدائهم. وأمام تلك الثورات، ينبغي لمن خسر مُلكاً موروثاً، أن يبكيه بصمت داخل المنزل، وألّا يخرج إلى الساحات يستعرض خسارته الشخصيّة.
زعماء لبنان، تماماً كأرزه، مالئو الدنيا وشاغلو الناس. هل يمكن الضغط على زرّ «Pause» للحظات؟


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 1 مارس 2011,12:27 ص
«عيدو من أوّلو»
خالد صاغية
الأخبار العدد ١٣٥١ الثلاثاء ١ آذار ٢٠١١

لا، ليس غراماً كي نعيده من أوّله كما تقول الأغنية الفيروزيّة. فالنهاية الفاشلة لا تعني فقط تعثّراً في الطريق، بل تعني أيضاً أنّ منطلقات البداية كانت فاشلة هي الأخرى. لكن، لمَ علينا أن نعيد الكرّة مرّة ثانية؟ لأنّ الرئيس المكلّف، بحسب خصمه المصرِّف للأعمال، لم يملك إجابات واضحة بشأن ثلاث نقاط:
1ـــــ إنهاء غلبة السلاح في الحياة السياسية في لبنان.
2ـــــ الالتزام بالمحكمة الخاصة بلبنان.
3ـــــ الالتزام بدستور الطائف.
لكن، أليست هذه النقاط الثلاث هي ما لم يتمكّن الرئيس الحريري نفسه من تقديم إجابات واضحة بشأنها؟ هل يستطيع الحريري الآن تأليف حكومة تنهي غلبة السلاح؟ هل يملك أصلاً حلاً لمسألة السلاح؟ وهل التزم دستور الطائف؟ أليس هو من وقّع اتفاق الدوحة؟ هل يرغب الحريري أصلاً في تنفيذ بنود اتفاق الطائف كإلغاء الطائفية السياسية مثلاً؟ أليس الحريري من فاوض على المحكمة، ورفض في النهاية البيع بحجّة أنّ الأثمان غير ملائمة لما يُعرَض في السوق؟
صدق سعد الحريري. فالواقع أنّه «مش ماشي الحال». «مش ماشي الحال» أن ندور دورة كاملة لنعود إلى نقطة البداية. «مش ماشي الحال» أن يخرج زعيم ليخاطب جمهوره قائلاً: لقد دعمتموني ستّ سنوات من أجل لا شيء. أوصلنا البلاد إلى حافة الحرب الأهلية من أجل لا شيء... انسوا البيان الوزاري للحكومة التي ألّفتها. انسوا كلّ خطاباتي بعد الانتخابات النيابيّة الأخيرة، وتعالوا نعُد إلى الزمن الأوّل. إلى 2005. إلى تصريحاتي لـ«واشنطن بوست» بشأن نزع سلاح حزب اللّه. وإلى حرب تمّوز حين صفّقنا سرّاً للدمار. وإلى أحداث 7 أيّار التي طلبناها ثمّ شتمناها.
يعرف الحريري وفريقه كلّ ذلك. يعرفون أنّ ما يقدّمونه مجرّد شروط لا يرغبون في تبنّي الحكومة المقبلة لها أصلاً. لكنّ الواضح أنّ ثمّة تدرّجاً سريعاً لدى ما بقي من 14 آذار، في اللهجة والمضمون، الهدف منه ركوب موجة الثورات العربيّة، وادّعاء تماهٍ بين سلاح المقاومة وسلاح القمع للأنظمة العربيّة البوليسيّة. لا يريد الحريري أن يقتنع بأنّ ملاعق الذهب لا تنتج ثورات شعبيّة، وأنّ من ينهب وسط المدينة لا يحقّ له النطق باسمها، اللهمّ إلا إذا أسعفتْه نعمة الطائفيّة. لكن، ساعتها، لا ثورة ولا من يحزنون.


 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments