الخميس، 30 نوفمبر 2006,7:35 م
معارضة مسكينة
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٣٠ تشرين الثاني

مساكين أركان المعارضة اللبنانية. مساكين لأنّهم «بلا عازة»، وعاجزون عن تقديم أيّ إضافة إلى المشهد السياسي.منهم من يدّعي أنّه يدافع عن العروبة. لكن أنّى لعروبتهم أن ترقى لعروبة «فؤاد لبنان أولاً». ألا يعلم هؤلاء أنّ رئيس حكومتنا قد شارك في تظاهرة عروبية حين كان في الرابعة عشرة من عمره؟ ألم يسمعوا الشيخ سعد يقول «نحن العروبة، ونحن أصل العروبة»؟ومن المعارضين أيضاً من يرفعون لواء المقاومة. وهؤلاء أيضاً ممّن يجهلون التاريخ. ولو كانوا يستمعون إلى ما تقوله السلطة، لاتّعظوا ممّا ذكّرهم به وليد جنبلاط من أنّهم حديثو النعمة في هذا الكار. فالمقاومة ابتدأت قبلهم، وتجلّت أكثر ما تجلّت في تضحيات الحزب التقدّمي الاشتراكي إبّان الاجتياح الإسرائيلي.تشكّل الحرية والسيادة والاستقلال أيضاً همّاً لدى بعض أطياف المعارضة. لكنّ كلّ ما بذله هؤلاء لا يشكّل نقطة في بحر السياديّين الجدد الذين لم يمنعهم ولعهم بالسيادة من الدفاع عن الوجود «الشرعي والضروري والمؤقّت»، والإشادة بحكمة «القائد التاريخي» الراحل.بعض المعارضين يطرحون شعار مكافحة الفساد وبناء الدولة العادلة. لكنّهم بشعاراتهم هذه لن يستطيعوا منافسة سلطة يقودها «رجل الدولة» ويدعمها سمير جعجع الذي يؤكّد يومياً أنّ خياره هو الدولة. وهو معروف أصلاً بمواقفه الداعمة للشرعية، وشرطه الوحيد أن يكون «الأمر لي».أمّا المعارضون بحجّة مناهضة الإمبريالية، فلا داعي للردّ عليهم. لغتهم خشبيّة ولم يدخلوا بعد عصر التنوير الوهابي.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 29 نوفمبر 2006,7:32 م
«سنبيع دمنا»

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاربعاء ٢٩ تشرين الثاني


كان المواطن ألِف يحتسي فنجاناً من القهوة في وسط المدينة، حين سمع دويّ سيارات الإسعاف تصل إلى ساحة النجمة. ظنّ ألِف للوهلة الأولى أنّ عملية اغتيال جديدة قد طاولت أحد النواب، أو أنّ نائباً من الأكثرية أغمي عليه من شدّة الإرهاق، جرّاء عمله المتواصل في ســـــــــبـــــــــيل السيادة والاســـــــتقلال.لكن سرعان ما تبيّن أنّ النواب بخير، وأنّ سيارات الإسعاف تابعة لبنك الدم في الصليب الأحمر اللبناني. ففكّر ألِف أنّ ما يجري، قد يندرج في إطار حملة تبرّع بالدم يقوم بها النواب لمصلحة ضحايا القنابل العنقودية في الجنوب. ثمّ راح يراقب الأكياس التي تخرج من مبنى البرلمان لتدخل إلى بنك الدم. فوجد أنّها ثقيلة جداً، وأعدادها لا بأس بها. ومع كلّ كيس داخل إلى سيارات الإسعاف، كان يشاهَد أحد النواب خارجاً من المبنى. لاحظ ألِف أنّهم جميعاً من نواب الأكثرية.اقترب ألِف من عناصر الصليب الأحمر وسألهم عمّا يجري. فقيل له: «ألم تسمع؟ إنّه وليد عيدو!». لكن، ما دخل وليد عيدو بكلّ هذا التبرّع بالدم؟، سأل ألِف. فأجيب أنّ ما يجري ليس تبرّعاً، إنّه بيع للدم. لقد قرّر نواب الأكثرية أن يبيعوا دمهم، عملاً بنصيحة زميلهم السيّد عيدو الذي صرّح أمس «إنّنا سنبيع دمنا كي نشتري أسلحة نواجههم بها». وفهم ألِف أيضاً أنّ الدم مدفوع ثمنه سلفاً. أمّا الأسلحة، فاسألوا عنها سمير جعجع.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2006,7:29 م
تلاق

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الثلاثاء ٢٨ تشرين الثاني

في بعض الأحيان، يصبح الواقع معقّداً لدرجة يفقد معها الأفراد قدرتهم على تقبّله والتعاطي معه. فيلجأ البعض إلى اعتماد طقوس وثنية، ويجدون في الطلاسم أو كتابة الرسائل إلى الموتى، راحة نفسية. آخرون ينتهي بهم الأمر إلى إنكار الواقع، إنكار وجوده تماماً، حتّى يتمكّنوا من إنقاذ وجودهم.الواضح أنّ الفريق الحاكم بأمره يسير في الاتّجاهين المشار إليهما أعلاه. ولعلّ وضع مشروع قانون إنشاء المحكمة الخاصة على ضريح الرئيس الحريري يصبّ في الاتّجاه الأوّل، فيما تصبّ ممارسات الرئيس فؤاد السنيورة منذ استقالة ستّة من وزرائه في الاتّجاه الثاني.فإذا ما سئل رئيس الحكومة اليوم، هل هناك وزراء مستقيلون في الحكومة؟ سيكون جوابه: بالطبع لا. هناك وزراء متغيّبون عن الجلسات، «آخدين برد»، وحين يصحّون سيحضرون. وهم أصلاً موافقون على كلّ القرارات التي نتّخذها.وإذا ما قيل له إنّ أداء هذه الحكومة خلال العدوان الإسرائيلي لم يرق لمجموعة كبيرة من الشعب اللبناني، يأتي ردّه: هذه مجرّد شائعة. ولا يقبل إلا بتسمية حكومته «حكومة المقاومة».أمّا الأزمة السياسية الحادّة، فهاكم أنموذج تناقلته الصحف لتعاطي «رجل الدولة» مع عدم وجودها: «اتّصل السنيورة ببرّي وخاطبه قائلاً: لي عتب على الكلام الذي أدليت به في طهران حول حصول طلاق بيننا... يجب استبدال حرف «الطاء» في (طلاق) بـ«تاء» ليصبح (تلاق). فوافقه برّي على الاستبدال»!هذه ليست نكتة. إنّها عدوى نايلة معوّض.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 27 نوفمبر 2006,7:26 م
«هيدا حكي»

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ٢٧ تشرين الثاني

منذ أن دخلت البلاد في نفق النكبات المتتالية في 14 شباط 2005، لم يشعر المواطن ألِف براحة مثلما شعر مساء السبت. خرج من بيته مزهوّاً، وراح يتنشّق الهواء ملء رئتيه. اتّجه نحو وسط المدينة، وبدأ يراقب بفرح عظيم القوى الأمنية المنتشرة بكثافة، موزّعاً ابتساماته يمنة ويسرة. يربّت كتف جنديّ من هنا، ويدعو بالتوفيق لدركيّ من هناك. منذ زمن طويل، لم يشعر ألِف بمثل هذه السعادة.«هيدا حكي». الأمور لم تعد فالتة، والأمن أصبح ممسوكاً تماماً. تعالوا أيّها المجرمون لنريكم. تعالوا يا أعداء المحكمة الدولية حتّى نقطّعكم إرباً إرباً. ها هي السجون «تاعولنا» بانتظاركم. وها هي فرق التحقيقات «تاعيتنا» تتعقّب آثار جرائمكم. ها هو السبع «تاعنا» يتنازل أخيراً وينزل عند رغبة رئيس الحكومة، فيعود عن استقالته.انظروا إلى بيروت، وقد نزل أهاليها إلى الشوارع حاملين لافتات «يا سبع، يا كبير». انظروا إلى أبناء الأشرفية الذين طالبوا باستقالة السبع كيف عادوا اليوم إلى رشدهم، بعدما عانوا الفراغ الأمني الذي تركه الوزير المستقيل. أين أنت يا جون بولتون حتّى تخبّر عن شعب لبنان العظيم؟!رجل واحد لم ينم في تلك الليلة. على من «سيقدّ مراجل» بعد اليوم؟ هل يعقل أن يمضي بقيّة أيامه ينظّم الماراتونات ومباريات كرة السلّة؟ حزنَ المواطن ألِف حزناً شديداً حين فكّر بهذا الرجل... وكذلك فعل متذوّقو الشاي، في الوطن والمهجر.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 24 نوفمبر 2006,7:23 م
وحدة وطنية
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ٢٤ تشرين الثاني

كبر قلب اللبنانيين أمس. كبر قلبهم لدى سماع وليد جنبلاط يتحدّث عن حبّ الحياة. وكبر قلبهم لدى الإدراك أنّ سمير جعجع، رغم كلّ شيء، ما زال حاضراً وراغباً في المواجهة. وكبر قلبهم لأنّ سعد الحريري بشّرهم بالوحدة الوطنية. إنّها من اللحظات النادرة التي يشـــعر فيها المواطن الفـرد بصفاء ذاتي، وغبطة الانتماء إلى الوطن الرسالة.توزيع الأدوار الثلاثي يذكّر بما حدث في ذكرى 14 شباط. وكالعادة، كانت الحلقة الأضعف، تلك غير المعترف بها، هي صاحبة الصوت الأعلى. فتارة تستعير دور طارق بن زياد، وتارة أخرى دور خالد بن الوليد.ثمّة من تحدّث عن الوحدة الوطنية بدهاء العارف أنّ «علك» الحديث عنها لن يؤدّي إلا إلى فرطها. وثمّة من تحدّث عن الوحدة الوطنية، كمن يتجرّع السمّ. فيما باتت الوحدة نفسها، بالنسبة إلى ثالث، عادة تشبه غسل الأسنان في الصباح. مجرّد روتين يومي لا بد منه لمواجهة العالم الخارجيّ.نصف الشعب اللبناني على الأقلّ مطرود من جنّة الوحدة الوطنية. إنّه غير مدعوٍّ إليها أساساً. فهذا النصف، على ما يبدو، لا يحبّ الحياة. إنّه شبيه بضحايا الحرب الأهلية الذين سقطوا على يد روّاد الوحدة الوطنية. سقطوا من شدّة ولعهم بـ«ثقافة الموت». إنّه شبيه بالفقراء اللبنانيين الذين ما كانت مدينة الحياة لتبنى إلا على إفقارهم. إنّه شبيه بالعمّال السوريين الذين جرى الانتقام منهم، ذات يوم، احتفالاً بحبّ الحياة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 23 نوفمبر 2006,7:21 م
حفاظاً على التعدّدية
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٢٣ تشرين الثاني
بالطبع، لا يحتاج النائب سعد الحريري، ولا قوى 14 آذار، إلى من يقف بين جموعهم ويبدأ بالهتاف الحماسيّ: «لبّيك سعد الدين... لبّيك سعد الدين»، مثلما حصل في قريطم أثناء إلقاء الشيخ سعد كلمته. كما لا يحتاج النائب الحريري، ولا قوى 14 آذار، إلى رفع تحيّة «هتلرية» أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري، مثلما حصل منذ أسبوع، وخصوصاً إذا ما كان رافعو التحية من الشباب، وخصوصاً أنّ التحية تُرفع أمام ضريح. ليس تيار «المستقبل» مضطراً إلى أن يستعير من «حزب الله» المشهد الأوّل، ولا من «القوات اللبنانية»، أيّام عزّها، المشهد الثاني. علماً أنّ هاتين الاستعارتين تنبعان من مصادر اجتماعية وثقافية مختلفة كلياً عن «الأصل»، ما يجعل منهما مشهداً كاريكــــــاتورياً خالصاً.ستنزل قوى 14 آذار إلى الشارع اليوم لتعبّر عن استنكارها للجريمة البشعة، وللتأكيد أنّها ما زالت تتمتّع بتأييد شعبي كبير. يُستحسَن ألا يحمل تجمّع اليوم أياً من هذه المظاهر المذكورة أعلاه، لما في ذلك من مصلحة لقوى 14 آذار نفسها. فهذه القوى تدّعي بعض الشعارات الليبرالية، من الأفضل أن تتمسّك بها، ولو صوريّاً، وذلك حفاظاً على التعدّدية.ثمّة من يعتقد أنّ كارثة حقيقية ستحلّ على البلد حين تقتنع قوى 14 آذار أنّها لن تنتصر في معركتها إلا إذا ما تماهت مع الخصم. بإمكاننا أن نضيف أنّ الكارثة نفسها ستحلّ حين تتماهى هذه القوى مع نفسها!

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 22 نوفمبر 2006,7:19 م
مرّة أخرى
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٢٢ تشرين الثاني

مرّة أخرى، لا نجد ما نفعله سوى الجلوس أمام الشاشات، والتفرّج.من كان منّا يظنّ أنّه ينتمي إلى فريق سياسي يملك الأكثرية في البرلمان اللبناني، فسيكتشف أنّ اللعبة التي نعيش فصولها لا تعترف ببرلمانات ولا بأكثريات ولا أقليات.ومن كان منّا يظنّ أنّه ينتمي إلى فريق سياسي يملك الأقلية في البرلمان اللبناني، ويستعدّ للنزول إلى الشارع لجعل تمثيله السياسي داخل الحكومة أكثر إنصافاً، فسيكتشف أنّ هذا التمثيل لا يعني شيئاً، وأنّ الحكومة، سواء كانت حكومة استقلال ثانٍ أو حكومة جيفري فيلتمان، هي حكومة لا تحكم. وإن حكمت، فلا ندري على من تحكم، ولا بماذا تحكم، ولا على أيّ أرض تحكم.ومن كان منّا يظنّ أنّه لا ينتمي إلى أيٍّ من الفريقين السابقين، فسيكتشف أنّ انتماءه أو لا انتماءه مسألة لا تهمّ أحداً، وأنّ انتماءه أو لا انتماءه لن يقيه ضرورة الدخول في اللعبة التي تبتلع الجميع، من دون أن تسألهم عمّا يشعرون به أو ما يفكّرون به.مرّة أخرى، لا نجد ما نفعله سوى الجلوس أمام الشاشات، والتفرّج.فنتأكّد من أمر واحد، أنّ شيئاً لا يستطيع أن يوقف المهزلة السياسية التي نعيش. حتّى الموت... حتّى الموت قتلاً ليس بالنسبة إلى الوجوه التي اعتدنا رؤيتها على الشاشة إلا مناسبة أخرى للمضيّ في البهلوانيّات المعتادة.... ها أنا أدخل مجدّداً في اللعبة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 21 نوفمبر 2006,7:18 م
مواطن بسيط

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٢١ تشرين الثاني


هل أنا مثلهم؟نظر المواطن ألِف مليّاً في المرآة. لم يجد شبهاً بينه وبين البيك. اليدان، العينان، الرأس... لا، لا، غير معقول.ثمّ تمعّن ألِف في صورة البيك في الصحف. ولم يجد أيضاً أيّ شبه بين البيك وبين المواطن البسيط، أيّ مواطن بسيط. هو بيك أصلاً، فمِن أين له أن يأتي بالبساطة؟منطق سليم. لكن أليس البيك من قال: إنّ في مواجهة «محازبين فاشيّين»، ثمّة «مواطناً بسيطاً، مواطناً مثلنا»! إذاً، البيك مثله مثل المواطن البسيط.أصيب ألِف بالارتباك. نظر مجدّداً في المرآة. اليدان، العينان، الرأس... لا، لا، غير معقول.كان باستطاعة البيك، بكلّ بساطة، أن يقول إنّ في مواجهة المحازبين الفاشيين، بكوات مثلنا... أثرياء مثلنا... أمراء حرب مثلنا... أذكياء مثلنا... كان لكلّ من هذه الصفات أن تعطي وقعاً أقوى في المعركة المقبلة. فلمَ محاصصة المواطن البسيط حتّى على آخر ما بقي له... على بساطته؟أنا لستُ بسيطاً، قال المواطن ألِف فجأة. أنا شديد التعقيد، وصاحب كلفة، وجدّي كان لورداً. أوكي؟ كما انّي لا أطيق أن ينطق أحد باسمي، ولا أن يتشبّه أحد بي، أو يدّعي صلة نسب معي. فلنكن واضحين. البيك بيك، والبسيط بسيط، و«اللي بْيِكْدِب ما نعرفوش».لقد بدأ الأمر بادّعاء السلطة التمثيل السياسي للمواطن البسيط، وانتقلنا اليوم إلى إقامة التماثل مع هذا المواطن. إذا لم تكن هذه هي «الحزبية الفاشية»، فماذا تكون؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 20 نوفمبر 2006,7:16 م
«رجل دولة»


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ٢٠ تشرين الثاني

رجل دولة الولايات المتّحدة في لبنان. رجل دولة المملكة العربية السعودية في لبنان. رجل دولة بريطانيا في لبنان. رجل دولة فرنسا في لبنان.رجل دولة الرمل العالي. رجل دولة مرجعيون. رجل دولة قريطم. رجل دولة مجدليون.رجل دولة الدين العام. رجل دولة السمسرة. رجل دولة الشركات العقارية. رجل دولة «مجموعة البحر المتوسّط» وسائر المصارف. رجل دولة تستعبد عمّالها. رجل دولة تتسوّل لتطعم المتخمين فيها.رجل دولة طامحة إلى إلغاء بعض مواطنيها. رجل دولة تزكّي الصراعات الطائفية وتعتاش منها. رجل دولة تخرق الدستور حفاظاً على السلطة.رجل دولة بالأصالة. رَجلُ رَجلِ دولة...كلّ ما سبق يتطابق مع مصطلح «رجل دولة»، ولا يتناقض معه. لذا، على جوقة المدّاحين الذين يطلقون على الرئيس فؤاد السنيورة صفة «رجل دولة» أن يزيلوا الالتباسات التي ينتجها مصطلحهم، وأن يكونوا أكثر دقّة ووضوحاً. فحين يقولون إنّ رئيس الحكومة «رجل دولة»، يكون كلامهم صائباً. فكلّ ما قام ويقوم به في رئاسة مجلس الوزراء، وقبل ذلك في وزارة المال، يثبت حقاً أنّه «رجل دولة» في الزمن الصعب. وما إصراره على عقد الجلسات الوزارية، وكأنّ شيئاً لم يكن، إلا تأكيد على أنّ مطلقي هذه العبارة على صواب.لكن، وحفاظاً على هيبة رئاسة مجلس الوزراء، على المدّاحين أن يعمدوا إلى التحديد. فرئيس حكومة 14 آذار هو «رجل دولة»، لكنّ علينا أن نعرف: «رجل أيّة دولة؟».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 17 نوفمبر 2006,7:14 م
صِحّة
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ١٧ تشرين الثاني

على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. من يعاني ضعفاً بنيويّاً، عليه بزيت السمك. ومن يعاني سوء الهضم، يُنصح بخلّ التفاح. ومن كان يستهلك حبّة من الفيتامين، ينبغي له أن يأخذ حبّتين من النوع الذي يحتوي على المعادن، وخصوصاً الزنك والمانغانيز. ومن يكثر من أكل الخضر، عليه غسلها جيداً تجنّباً لأي ميكروبات. وعلى الجميع ألا ينسوا غسل اليدين قبل الأكل وبعده.على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. أركضوا إلى الصيدليات. اشتروا الأدوية سريعاً، لأوجاع المعدة والرأس والكبد، للإسهال والإمساك، للقفص الصدري، للمسالك البولية، لترقّق العظام، للزكام وأمراض الحنجرة، للروماتيزم والألزهايمر، لفقر الدم، لكلّ شيء... الاحتياط واجب. والزمن لا يحتمل الترف.على كلّ مواطن لبناني، من الآن فصاعداً، أن ينتبه إلى صحّته. من كان متّكلاً على «الضمان» أو على شركات التأمين الخاصة، فلينسَ الأمر. القصّة لا تتعلّق بالمصاريف. ومن كان يظنّ أنّ لبنان «مشفى الشرق»، ويدافع عن سمعة المستشفيات الخاصة وأطبّائها الإخصّائيين، فليخفّف من دفاعاته قليلاً.على كلّ مواطن أن ينتبه إلى صحّته، وصحّة جيرانه، وصحّة سكان الحيّ، وصحّة الطوائف كلّها. وعلى «جماعة 8 آذار» أن يحبّوا «جماعة 14 آذار» ويحضنوا بعضهم بعضاً. فكلّه إلا «الصحّة». معاليها قادمة إليها. إنّها الوزيرة البديلة، بعد نجاح منقطع النظير. صحّتها جيّدة، وصحّتنا «فَرَتِتْ».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 16 نوفمبر 2006,7:25 م
«حامِضا تمام»

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ١٦ تشرين الثاني ٢٠٠٦
تماماً كما انتشر «في الزمانات» شعار «حامِضا كيف؟ حامِضا تمام!»، يراد اليوم لـ«لن ننسى» أن يصبح شعار المرحلة. الفكرة وجيهة، وخصوصاً أنّ اللبنانيين قصيرو الذاكرة. لذلك يجب التأكيد أنّنا: «لن ننسى» كوندوليزا رايس، ولا صواريخها الذكية، ولا العناق الحميم بينها وبين «رجل الدولة».«لن ننسى» تكريم جون بولتون.«لن ننسى» دعاة العروبة الديموقراطية، وهم يطالبون برأس المقاومة، في الوقت الذي يشتدّ فيه الحصار على المنطقة بأسرها.«لن ننسى» من لا يحسنون العيش إلا في المراعي الخضراء، فحوّلوا البلاد إلى مزرعة.«لن ننسى» رجل الدولة، أمين خزانة الجمهورية الثانية. الخزانة التي وجدت نفسها، بإدارته الحكيمة، تنزف أكثر من أربعين مليار دولار في وطن يكاد لا ينتج شيئاً.«لن ننسى» أنّ ثمّة من حاول إقناع اللبنانيين بأنّ بناء «سويسرا الشرق» ممكن تحت «الجزمة» السورية.«لن ننسى» كيف تحوّل وسط بيروت إلى عملية سطو وإثراء غير مشروع.«لن ننسى» كيف اعتُمِد المال السياسي برنامجاً للحكم، ووسيلة للحوار، ومنبراً للثقافة.«لن ننسى» الإقطاعي المتنوّر الذي صدرت من أجله كلّ القوانين الانتخابية المتخلّفة، «استثنائياً ولمرّة واحدة».«لن ننسى» من وقّع وتواطأ وحرّض على تهميش طائفة بكاملها، ولم تثنِه «ثورة الأرز» عن تكرار الأمر نفسه قبل صياح الديك.أخيراً، «لن ننسى» الحرب الأهليّة... ولا نُسّاكها القَتَلة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 15 نوفمبر 2006,7:12 م
دَوْخَة


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٦

غريب أنّ نصف الشعب اللبناني على الأقلّ يدور في المحور السوري - الإيراني منذ أكثر من سنة، وعلى رغم ذلك، لم تنتشر عوارض «الدوخة» بعد. فكيف يكون في إمكانك أن تتابع الدوران، من جبل عامل إلى كسروان إلى دمشق وطهران، من دون أن تدوخ؟سؤال حملناه إلى أطباء الأنف والأذن والحنجرة، فوجدنا أنّهم يعانون الدهشة نفسها. وكان قسم كبير منهم قد ألغى كل إجازاته، بعد بيان 14 آذار الأخير، استعداداً لاستقبال المرضى الذين كان من المتوقّع ارتفاع عددهم كثيراً. وأشار هؤلاء الأطباء إلى مسألة انقطاع بعض الأدوية من السوق، إذ عمد المستوردون إلى تخزين كميات كبيرة من الحبوب المضادة لـ«الدوخة»، على حساب أدوية أخرى.نقيب مستوردي الأدوية عبّر، بدوره، عن دهشته. وأشار إلى أنّ الشعور بـ«الدوخة» الناتج من الدوران في المحور السوري - الإيراني لا مجال للتشكيك فيه، غير أنّه يمكن تخطّي عوارض «الدوخة» إذا ما دهمك النعاس فيما أنت تدور في المحور. وأضاف النقيب أنّ الدراسات تتّجه حالياً لمعرفة أسباب النعاس.لم تُستكمَل الدراسات بعد. إلا أنّ الخلاصات الأكثر ترجيحاً تشير إلى أنّ المواطن الذي يدور في المحور السوري - الإيراني هو مسلوب الإرادة، ولا يمكنه بالتالي التنبّه إلى الدوران، إلا إذا ما نوّره مواطن سياديّ. يرجّح أنّ هذا التنوير يُبثّ على موجة تبعث على النعاس، في بيانات تتلى بنبرة ناعسة، أمام سياسيين ينقصهم بعض النوم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 14 نوفمبر 2006,7:11 م
«جميع اللبنانيّين»

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الثلاثاء ١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٦
«صدق»... «تجرُّد»... «موضوعيّة»... و«حياد». أربع مفردات متتالية استخدمها الوزير الدكتور خالد قبّاني للإشارة إلى أنّ الرأي الدستوري الذي يدلي به غير منحاز للتيار السياسي الذي يمثّله. لكنّ إيراد هــــذه المــفردات المتشابهة، في جملة واحدة، يوحي بأنّ قبّاني يشعر، في مــــكان ما من نفسه، بأنّ رأيه كـ«خبير» قانونيّ، ليس مستقلّاً تــــمــــامـــاً. تـــوكيد الشيء هنا لا يفيد إلا عكسه.وفي الواقع، لم يكن معاليه بحاجة إلى تكبّد عناء الإدلاء بــــمـــداخلته. فلا داعي لــــلاســــتــعانة بـ«قانونيّ البلاط»، ما دام الرئيس السنيورة، كما أكّد معاليه، لم يشعر ولا «لحظة واحدة» بأنّ الجلسة غير شرعية. و«لو تبيّن له للحظة واحدة» عكس ذلك، لما دعا إلى عقدها.بالتأكيد، يمكن توفير قراءة للدستور شبيهة بما فعله قباني. وبالتأكيد أيضاً، يمكن للطرف المقابل أن يوفّر قراءة معاكسة تماماً، من دون أن تتحلّى بـ«صدق» أقلّ، أو «تجرّد» أقلّ، أو «موضوعيّة» أقلّ، أو «حياد» أقلّ.فالمسألة ليست في صوابية رأي قباني أو عدم صوابيته. المسألة هي في ما بدأ الوزير قباني حديثه به. إنّها في عبارة «إلى جميع اللبنانيين» الذين توجّه إليهم. إذ ينبغي على أحدٍ ما أن يبلغ معالي الوزير أنّ استقالة الوزراء في هذا الظرف السياسي لا تعني أنّ الشيعة لم يعودوا ممثَّلين في الحكومة، بقدر ما تعني أنّ معاليه ومعالي زملائه، ببساطة، لم يعودوا وزراء «جميع اللبنانيين».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 13 نوفمبر 2006,7:09 م
Merci Moulinex



خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١٣ تشرين الثاني ٢٠٠٦

دخل المواطن ألِف إلى الدكان، وطلب كوباً كبيراً من عصير المانغا. وما هي إلا لحظات، حتّى اقتربت منه عناصر مجهولة، وانهالت عليه ضرباً. ثمّ أُبلغ بأنّ شرب المانغا خلال تشرين يسيء إلى المحكمة الدولية.اعتذر المواطن ألِف، وقال إنّ علاقته بالمانغا تعود إلى ذكريات الطفولة، وإنّ لا نيّة لديه لتعطيل المحكمة. قبلت العناصر المجهولة الاعتذار. وطلبت منه أن يشرب عصير الفراولة....دخل المواطن ألِف إلى الدكان، وطلب كوباً كبيراً من عصير الفراولة. وما هي إلا لحظات، حتّى اقتربت منه عناصر مجهولة، وانهالت عليه ضرباً. ثمّ أُبلغ بأنّ شرب الفراولة خلال تشرين يسيء إلى المحكمة الدولية.اعتذر المواطن ألِف، وقال إنّ علاقته بالفراولة تعود إلى أيّام المراهقة، وإنّ لا نيّة لديه لتعطيل المحكمة. قبلت العناصر المجهولة الاعتذار. وطلبت منه أن يشرب عصير التين....دخل المواطن ألِف إلى الدكان، وطلب كوباً كبيراً من عصير التين. فاقترب منه صاحب الدكان وقال: «لا يوجد تين في تشرين». ارتبك ألِف قليلاً، ثمّ قال: «لا إله إلا الله...». ثمّ حضرت العناصر المجهولة، وردّدت هي الأخرى: «لا إله إلا الله...». ثمّ صاح ألِف: «وكيف ستقوم محكمة دولية من دون عصير التين؟». فعمّ المكان حزن عميق. ونُظِّمت مسيرات إلى مسرح الجريمة، رُفعت خلالها أوراق التين، وألقيت كلمات شدّدت على فوائد عصير التين.يُذكر أنّ الحدث كان برعاية «مولينكس».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 10 نوفمبر 2006,7:07 م
لا يعرف أنّه يعرف

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني ٢٠٠٦

«كما يعرف الجميع، ثمّة أشياء نعرف أنّنا نعرفها (known knowns)... ونعرف أنّ ثمّة أشياء لا نعرفها (known unknowns)... لكن أيضاً، ثمّة أشياء لا نعرف أنّنا لا نعرفها (unknown unknowns)»...هذه مقتطفات من قصيدة فلسفيّة كتبها دونالد رامسفيلد في آذار عام 2003. يومها، كان رامسفيلد، على الأرجح، يقصد بـ«الأشياء التي لا نعرف أنّنا لا نعرفها» تهديدات صدّام حسين التي لا يمكن لنا حتّى التكهّن بمدى خطورتها. أحد الفلاسفة علّق على «قصيدة» رامسفيلد بالقول إنّ ثمّة بعداً رابعاً أغفله سيّد البنتاغون. إنّها الأشياء التي لا نعرف أنّنا نعرفها (Unknown knowns). والترجمة العراقية لهذا النوع من «الأشياء» تكمن في فضائح «أبو غريب».هذه الفضائح التي أثبتت أنّ الخطر الأساس إنّما ينبع من الأشياء التي «لا نعرف أنّنا نعرفها»، من المعتقدات التي ننكرها، والممارسات التي ندّعي أنّنا لا نعرف عنها شيئاً.بإمكاننا القول إنّ دونالد رامسفيلد كان يمثّل هذا الدور تحديداً. إنّه ملك الأشياء التي لا نعرف أنّنا نعرفها. فهو لم يعطِ تعليمات بتعذيب السجناء، لكنّ كلّ من تلقّى التعليمات اعتبر أنّ المطلوب ممارسة التعذيب. وهو من تستّر على فضائح «أبو غريب» ثمّ أعلن أنّها ليست إلا «رأس جبل الجليد».طار رامسفيلد، ربّما، لأنّ اللعبة انتهت. و«الفِيَش» أصبحت كلّها على الطاولة. أمّا في لبنان، فثمّة من لا يزال مصرّاً على أنّه لا يعرف أنّه يعرف.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 9 نوفمبر 2006,7:06 م
من دون جدوى
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٩ تشرين الثاني ٢٠٠٦

عُثِر على المواطن ألِف جالساً على الرصيف. بدا وجهه شاحباً، وكان يلهث من شدّة التعب.فمنذ مطلع الأسبوع، وهو يجول على كل المستشفيات والمخافر في الوطن والمهجر من دون جدوى. قطع الساحل اللبناني كلّه من النهر الكبير الجنوبي شمالاً إلى رأس الناقورة جنوباً، وهو يحفر في رمال الشاطئ من دون جدوى. تسلّق قمم جبال لبنان. سلّم على صنّين، ووصل إلى القرنة السوداء. استخدم أحذية خاصّة ورزماً من الحبال... من دون جدوى.حصل ألِف على إذن خاص بدخول الأنفاق التي حفرها المقاومون في الجنوب. أعاد تفتيشها مرّتين، من دون أن يجد شيئاً. وتوجّه ألِف إلى المناطق المنكوبة جرّاء العدوان الإسرائيلي. راح يفتّش بين الأنقاض... من دون جدوى.عاد من هناك إلى ساحة الشهداء. جال فيها زاوية زاوية، ثمّ بدأ التنقيب تحت الأرض علّ الحضارات القديمة قد تركت له مبتغاه. ومن التنقيبات انتقل إلى القلاع الأثرية في الشقيف وطرابلس والمسيلحة، لكن من دون جدوى.لبس كمّامة واتّجه نحو مستوعبات «سوكلين»، فَلْفَش فيها مستوعباً مستوعباً، وحين لم يعثر على شيء، أكمل صوب مكبّ النورماندي ومطامر النفايات الموزّعة في المناطق... أيضاً من دون جدوى.عُثِر على المواطن ألِف جالساً على الرصيف. بدا وجهه شاحباً، وكان يلهث من شدّة التعب. أمّا المارّة فكانوا ينظرون إليه بشفقة. وسُمع أحدهم يتمتم: مسكين ألِف. لقد أضاع ثلثه المعطّل.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,1:24 ص
سوء تفاهم
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٨ تشرين الثاني ٢٠٠٦
فتشت أوّل من أمس دورية إسبانية منازل في بلدة حولا. عبّر الأهالي عن استغرابهم للأمر. ردّ الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» بأنّ الجنود الإسبان مستاؤون من الأخبار التي قالت إنّهم فتّشوا منازل في حولا، وأنّ قوات «اليونيفيل» لم تفتّش أي منزل في حولا أو أي منطقة أخرى.يبدو أنّ المسألة ليست، في الواقع، أكثر من سوء تفاهم. ويعود ذلك، على الأرجح، إلى اختلاف في الثقافات، وإلى كون الجنود الإسبان ينتسبون إلى حضارة مختلفة عن تلك التي ورثها أهالي حولا عن أجدادهم الجنوبيّين. ولم ينجح الفتح الأندلسي في تقريب وجهات النظر. ففي إسبانيا، ببساطة، لا يسمّى التفتيش تفتيشاً.تنبّهت قيادة «اليونيفيل» إلى الأمر. وقرّرت، إثر الحادثة، توظيف عدد إضافيّ من المترجمين، وإقامة دورات تدريبيّة لجنودها على العادات والتقاليد الجنوبيّة. وفي المقابل، سيوصي مجلس الأمن بإخضاع أهالي القرى جنوبي الليطاني لدورات من أجل التعرّف إلى ثقافة الآخر، تماماً كما خضعت بعض العشائر العراقية للتدريب على الديموقراطية. وأعدّت شعبة العلاقات العامّة في «اليونيفيل» مسابقة ستعمّم على كلّ المدارس الجنوبية، عنوانها: «الآخر هو الآخر... حلّل وناقش». الفائزون بالمسابقة سيحصلون على بطاقة سفر إلى أي بلد يختارونه من البلدان المشاركة في «اليونيفيل»، باستثناء البلدان الإسلامية. ذلك أنّ ما من فروقات ثقافية تُذكر بين أهالي حولا وأهالي إندونيسيا، ما دام الإسلام هو الإسلام، والغرب هو الغرب، والصابون هو الصابون.الجنود الإسبان قرّروا التعبير عن استيائهم بالتظاهر. لكنّهم عادوا وأحجموا، بعدما تذكّروا أنّ اللبنانيين قد اخترعوا، إلى جانب الأبجدية، حكمة مفادها أنّ كلّ شارع يقابله شارع.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 7 نوفمبر 2006,1:23 ص
مواطن مُتشاوِر

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاثنين ٦ تشرين الثاني ٢٠٠٦
استفاق المواطن ألِف باكراً اليوم. لبس بذلة محترمة، تعطَّر جيّداً، ثمّ توجّه إلى وسط المدينة. قرع باب البرلمان، وقال إنّه جاء للمشاركة في جلسة التشاور.خضع ألِف للتفتيش من حرس المجلس النيابي. وبعد التدقيق، تبيّن أنّه ليس نائباً في البرلمان، وأنّه لا ينتمي إلى الفئة «باب أوّل». اعتذر الحرس من ألِف، وطلبوا منه إخلاء المبنى. لكنّ ألِف أصرّ على موقفه، وأخرج من سترته بطاقة دعوة باسمه، للمشاركة في طاولة التشاور.نظر الحرس بعضهم إلى بعض بذهول. فالبطاقة صحيحة مئة في المئة، وتحمل فعلاً توقيع صاحب الدعوة، رئيس المجلس النيابي. لكن، رغم ذلك، لم يأذنوا له بالدخول.عندها، بدأ ألِف بإبراز جميع المستندات المطلوبة. أخرج أوّلاً تقريراً طبياً يثبت انعدام حساسيّته. فأدّى له الحرس التحيّة، لكنّهم رأوا أنّ ذلك وحده لا يخوّله المشاركة. فأبرز لهم سند ملكيّته لمجموعة من المصارف والشركات العقارية الضخمة. فأبدى الحرس دهشتهم، لكنّهم قالوا إنّ شرف المشاركة في التشاور يتطلّب المزيد. فأعطاهم حصر إرث يثبت أنّ والده، قبل موته، قد أورثه طائفة لبنانية كاملة. ثمّ أرفق حصر الإرث هذا بعريضة موقّعة من كافّة أبناء الطائفة تُسلِّم له زمام قيادتها.عندئذٍ، اتّصل حرس المجلس بالقاعة التي تجمّع فيها المتشاورون، وقالوا لهم: «يبدو أنّ واحداً منكم ينتظر هنا». تبادل المتشاورون النظرات، ثمّ قال أحدهم: «اسأله... هل كان مجرم حرب؟».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأحد، 5 نوفمبر 2006,1:19 ص
82

خالد صاغيّة - ساحة رأي

الأخبار عدد السبت ٤ تشرين الثاني ٢٠٠٦

بالتأكيد، لا يبدو الحزب الشيوعي اللبناني، في عيده الثاني والثمانين، بخير. لكن، بالتأكيد أيضاً، أنّ الانتقادات والتعليقات التي انهالت عليه بعد مهرجانه الأخير لا تصبّ في خانة نقل هذا الحزب من حال «اللاخير» إلى «العافية». إنّها من النوع الذي يطالب، ويتمنّى، أن يتولّى الحزب دفن نفسه.ومن البديهي، في ظلّ الظرف السياسي الحالي، أن تنصبّ الانتقادات هذا العام على مسألة تحالف الحزب الشيوعي مع حزب الله. وأحياناً يترفّع البعض عن تناول هذا الحلف من زاويته السياسية البحتة، ليطرحوا أسئلة ذات طابع فكريّ. ويمكن اختصار تلك الأسئلة بصرخة استهجان مسعورة: «وَلوْ... هل يجوز أن يتحالف الشيوعيّون، أحفاد كارل ماركس، مع تيّار دينيّ «ظلاميّ»، «معادٍ» للحداثة والتقدّم؟».السواد الأعظم من مطلقي هذه الصيحات هم من الماركسيين أو الشيوعيين السابقين. وهم ممّن لم يعلق في أذهانهم من الماركسية إلّا وجهها المبتذل الذي لا ينتمي إلى ماركس، بقدر ما ينتمي إلى القرن التاسع عشر. فهذا القرن الذي افتُتِح مفتوناً بالثورة الفرنسية، أَوْهَمَ مفكّريه أنّ التاريخ يسير بخط تصاعديّ نحو خاتمة سعيدة تمثّل كلّ مرحلة فيها محطّة متقدّمة عمّا قبلها. الأخيار، وفقاً لهذه الخرافة، هي القوى الداعمة لمسار التاريخ، ولذلك يُدعون «قوى تقدّمية». أمّا «الأشرار»، فهي القوى التي تحاول عرقلة هذا الخطّ البيانيّ المتصاعد، ويُطلق عليها اسم «قوى التخلّف». العالم، إذاً، فسطاطان.الفكرة «سكسي» لدرجة أنّ القرن العشرين انطوى قبل أن يتخلّص من ذيولها. وها هم مفكّرونا اليوم يردّدونها بشكل ببغائيّ، كأنّهم يقومون بفتح عظيم. إضافة لـ«سكسيّتها»، تحمل هذه الفكرة شعوراً عظيماً بالراحة. ففي نهاية المطاف، ثمّة «مسيح» تقدّميّ سيخلّصنا، ويقودنا إلى جنّة خاتمة التاريخ السعيدة.ولأنّ الجنّة، كما يقول الماغوط، «للعدّائين وراكبي الدرّاجات»، بدأ البعض يعدو ليصل إلى شرق أوسط جديد، فيما استقلّ آخرون درّاجة الديموقراطية النارية. فهل يُعقل أن يكون الحزب الشيوعي في عداد واضعي العصي في الدواليب، بدلاً من أن يحجز مكاناً له في الجنّة الموعودة؟الإجابة بسيطة، وقد حملها إلينا منذ زمن أحد أبرز مفكّري القرن العشرين الذي قُتل، مثل آلاف الآلاف من الشيوعيّين الآخرين، على يد أنظمة التحديث التي ظنّت التاريخ شجرة فحاولت تسلّقه. يقول من طحنتْه التكنولوجيا النازيّة: «إنّ الطبقة المقموعة، بالنسبة إلى ماركس، هي أولاً طبقة مُستعبَدة تسعى لتحرير نفسها بدافع من صورة أجدادها المستعبَدين، لا بدافع من صورة أحفادها المحرَّرين».ما من جنّة، وما من خلاص في الماركسيّة. ثمّة «مستعبَدون» ينتفضون على واقعهم الآن، وهنا. لذا، على الراغبين في دعوة الحزب الشيوعي إلى التجديد والمراجعة، أن يدعوه إلى إعادة الحفر والتنقيب من أجل فهم أفضل، ونضال أكثر فاعليّة، في مسألتين لا يمكن تخيّلهما خارج رأس أولويات أيّ حزب شيوعي في العالم: المسألة الطبقية ومقاومة المدّ الإمبريالي.وبالتالي، إنّ ما يستدعي التفسير والاستهجان هو وجود حزب شيوعي محايد في منطقة لا تشهد هجمة امبريالية وحسب، بل اتّخذت هذه الهجمة فيها شكل استعمار مباشر. وما يستدعي التفسير والاستهجان أيضاً، هو وجود حزب شيوعي محايد في بلاد تحكمها سلطة أمعنت، وما زالت تمعن، في تهميش الطبقات الكادحة وإفقارها.التجديد الذي يطالَب به الشيوعيّون اليوم لا يتعدّى كونه دعوة إلى اعتبار هاتين المسألتين من مخلّفات اللغة الخشبية، والتفرّغ لمديح ظلّ الليبرالية العالي.حسناً. لكن، ويا للصدفة، ينتهي هذا المديح دائماً باعتماد سياسات لا يستطيع أي عاقل إغفال طبيعتها الطبقية المنحازة. للصدفة أيضاً، الشيوعيّون، تعريفاً، منحازون... لكن في الاتّجاه الآخر.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
السبت، 4 نوفمبر 2006,1:17 ص
At a time

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الجمعة ٣ تشرين الثاني ٢٠٠٦

يا أيّها الرجل الأبيض هل تراني؟ هل تسمعني؟ها أنا أتكلّم بلسانك. وأقوم بأفعالك. وأعبّر عن مواقفك. «شوفوني ما أحلاني».ليس فؤاد السنيورة وحده من يصرخ هكذا. فمن سُمّوا بـ«المعتدلين العرب» يقوم معظمهم بأكثر من ذلك، لجذب انتباه الرجل الأبيض، للحصول على مجرّد اعتراف بأنّهم الأحصنة التي يراهن عليها في مواجهة الأصوليات والإرهاب والتخلّف... وغالباً ما يشعرون بالإطراء حين يُقال عنهم إنّهم مسلمون عرب متمدّنون، ولا يخفّف من زَهْوهم أنّ المقصود هو القول إنّهم متمدّنون، على رغم أنّهم عرب، وعلى رغم أنّهم مسلمون!كان دائماً لافتاً مشهد رئيس حكومتنا حين يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع ضيوفه البريطانيين أو الأميركيين. فعلى رغم توافر ترجمة فورية، وعلى رغم حدوث المؤتمر في مقرّ رسميّ لبناني، كان رئيس الحكومة يصرّ على التحدّث بالإنكليزية.يتعدّى الأمر حدود اللغة كوسيلة تخاطب. إذ لا مجال هنا لإخفاء الدلالات الرمزية. لكن، يبدو أنّ السنيورة قد لبس الدور تماماً. فشرع يستخدم الإنكليزية في مخاطبة الصحافيين اللبنانيين، حتّى من دون وجود ضيف غربي. بالأمس، طلب منهم التزام الدور، قائلاً: «واحد... at a time».ربّما كان مأخوذاً بـ«بروفاته» على أغنية (at a time) لجوني كاش. فمن يدري؟ قد يضطرّ في المستقبل إلى توديع جورج بوش بأغنية كاش القائلة: توقّف عن حبّي/ دعني أفقدك/ ابتعد على مهل، كأنّك لا تريد الرحيل/ اتركني a little at a time.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 3 نوفمبر 2006,1:16 ص
«كلّ الناس بِتْريدو»


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ٢ تشرين الثاني ٢٠٠٦

نزل البيروتيّون إلى الشارع أمس يحيّون نائب الأمّة الأستاذ وليد عيدو. ضاقت الطرق بأبناء المدينة الذين أرادوا تهنئة ابن بيروت البار على منصبه الجديد. وعلت الصيحات: «النائب وليد عيدو... كلّ الناس بتريدو... كلمتو بتهدّ الحيط... وعقلاتو شغل إيدو».فقد نال نائب الأمّة ترقية حزبية، وحاز تنويهاً من قائد تيار المستقبل. فانتقل من رئاسة مكتب توزيع الاتّهامات إلى دائرة توزيع الشهادات في الوطنية. ولمّا كان سعادة النائب آتياً إلى العمل الحزبي من السلك القضائي، وضع معايير موضوعية للتصنيفات «الوطنية»، حتّى يتحكّم ميزان العدل وحده بقضايا الشعبة التي يرأسها.فقد يجد المرء ألف تسويغ لاستقبال المفتي لسمير جعجع، ودحض آراء منتقدي هذه الزيارة، وخصوصاً أنّ في رقبة سمير جعجع دم داني شمعون، تماماً كما في رقبته دم رشيد كرامي. وعلى رغم ذلك، لا أحد يعترض على استقبال البطريرك صفير له. فيبدو أنّ من المسموح به أن يقوم قائد الميليشيا بتصفية زعماء طائفته دون غيرها.لكنّ السيّد عيدو لم يرد الغوص في متاهات كهذه. استخدم صلاحيّاته الجديدة ليعلن أنّ سمير جعجع «قائد وطنيّ». وحتّى لا يلتبس الموضوع على أحد، حدّد عيدو أسباب هذا التصنيف: السيّد جعجع «يطالب بالحقيقة وبالمحكمة الدولية». وبناءً على هذه المعايير نفسها، نالت كوندوليزا رايس درعاً في الوطنية. أمّا جورج بوش فشوهد على حصانه، حاملاً سيفه أمام مدخل وزارة الدفاع في اليرزة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 2 نوفمبر 2006,1:14 ص
السلام قاب قوسين
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الأربعاء ١ تشرين الثاني ٢٠٠٦
الغريب أنّ بين أنصار السلام في الشرق الأوسط من كان شديد الحماسة للحرب الأخيرة. اعتقد أنّ العدوان سيقضي على قوّة معادية للسلام اسمها حزب الله. تحمّس للحرب في لحظة تضيق فيها فسحات التأييد داخل المجتمع الإسرائيلي للحقوق العربية.ومن تابع الصحافة الإسرائيلية خلال الحرب على لبنان، لا بدّ من أن يكون قد فوجئ من درجة الحماسة لحرب كهذه. حتّى إذا ما انتهت الحرب، بدت المفاجأة أكبر حين انصبّت معظم الانتقادات في خانة السؤال عن عدم الانتصار والتقصير، ولم يسائل كثيرون قرار الحرب نفسه.لكن ينبغي الاعتراف بأنّ الحرب الأخيرة حملت إيجابيات بالنسبة إلى السلام في المنطقة، لكنّما لأسباب لا علاقة لها بالقضاء على حزب الله. فقد تبيّن:أولاً، إنّ تعزيز الأمن على الجبهة اللبنانية تسبّب بانخفاض كبير في تهريب المخدّرات.ثانياً، إنّ الدوريات الإسرائيلية لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ساهمت أيضاً في خفض التهريب من مصر.النتيجة: ارتفعت أسعار الحشيش في إسرائيل ثمانية أضعاف.ليس الحشّاشون بالطبع فئة اجتماعية واحدة. لكنّنا نستطيع القول إنّنا، على الأقلّ، أمام فرصة التقاء مصالح مع مجموعة من الإسرائيليين الذين، وإن كانوا لا يؤيّدون قضايانا بالضرورة، إلا أنّهم يشاركوننا الشعور بالإحباط تجاه العدوان.فليرقص أنصار السلام فوق قبور الضحايا. فقد بات حلمهم قاب قوسين أو أدنى.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 1 نوفمبر 2006,1:13 ص
وردة أكرم

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٣١ تشرين الأول ٢٠٠٦

استفاق أوّل من أمس سعادة النائب. نظر في المرآة وقال: «يا ضيعان شبابك يا أكرم». كان يشعر بضيق ما. ضيق يسمّى عادة الحنين إلى زمن مضى. ولا بدّ من أنّ تبدّل الطقس، وحلول فصل مكان آخر، فاقم من هذا المُصاب الحنينيّ. فحين تمطر بعد صيف، يصبح الواقع أكثر التباساً.التفت أكرم إلى بذلته الرسمية المعلّقة داخل الخزانة، وتفحّص بازدراء ربطات عنقه وألوانها المختلفة، وقال: «اللّه يلعـــن هالإيّام. لقد لبستُ كما يفعل الناس المحترمون. ترشّحتُ للانتخابات، وخاطبت الجماهير وخطبت فيهم عن الديموقراطيّة والدولة والمؤسّسات. تسلّمت مناصب وزاريّة. تحدّثتُ بالفصحى، حتّى إنّي حـــــاولتُ أن أكون مهذّباً. وعلى رغم ذلك، أشعر دائماً بأنّها مــــش ظابطة معي».رنّ الجهاز الخلوي. حان وقت المشاركة في ندوة في قاعة ثانوية النهضة العلمية في بلدة قبيع. تأمّل أكرم في اسم القاعة، ثمّ هزّ برأسه هازئاً: «قال نهضة علميّة قال». اعتبر أكرم أنّ هذه فرصته، «بلا دولة بلا بطيخ». صعد إلى المنبر. كانت السماء ممطرة. فازداد شعوره بالحنين. عُدْ إلى أصلك يا أكرم. هيّا. تستطيع أن تفعلها. شعر بـ«تشّة برد». مرّت أمامه صورة وليد بيك، ووجوه ناس آخرين تمّت تصفيتهم خلال الحرب الأهليّة. فاستردّ قوّته فجأة، وبدأ صوته يرتفع: «باسم كلّ القوى نقول... لن نقف مكتوفي الأيدي... والرصاصة لن تُواجه بوردة».علا التصفيق في القاعة. وعاد أكرم إلى أكرم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments