الأربعاء، 1 نوفمبر 2006,1:13 ص
وردة أكرم

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٣١ تشرين الأول ٢٠٠٦

استفاق أوّل من أمس سعادة النائب. نظر في المرآة وقال: «يا ضيعان شبابك يا أكرم». كان يشعر بضيق ما. ضيق يسمّى عادة الحنين إلى زمن مضى. ولا بدّ من أنّ تبدّل الطقس، وحلول فصل مكان آخر، فاقم من هذا المُصاب الحنينيّ. فحين تمطر بعد صيف، يصبح الواقع أكثر التباساً.التفت أكرم إلى بذلته الرسمية المعلّقة داخل الخزانة، وتفحّص بازدراء ربطات عنقه وألوانها المختلفة، وقال: «اللّه يلعـــن هالإيّام. لقد لبستُ كما يفعل الناس المحترمون. ترشّحتُ للانتخابات، وخاطبت الجماهير وخطبت فيهم عن الديموقراطيّة والدولة والمؤسّسات. تسلّمت مناصب وزاريّة. تحدّثتُ بالفصحى، حتّى إنّي حـــــاولتُ أن أكون مهذّباً. وعلى رغم ذلك، أشعر دائماً بأنّها مــــش ظابطة معي».رنّ الجهاز الخلوي. حان وقت المشاركة في ندوة في قاعة ثانوية النهضة العلمية في بلدة قبيع. تأمّل أكرم في اسم القاعة، ثمّ هزّ برأسه هازئاً: «قال نهضة علميّة قال». اعتبر أكرم أنّ هذه فرصته، «بلا دولة بلا بطيخ». صعد إلى المنبر. كانت السماء ممطرة. فازداد شعوره بالحنين. عُدْ إلى أصلك يا أكرم. هيّا. تستطيع أن تفعلها. شعر بـ«تشّة برد». مرّت أمامه صورة وليد بيك، ووجوه ناس آخرين تمّت تصفيتهم خلال الحرب الأهليّة. فاستردّ قوّته فجأة، وبدأ صوته يرتفع: «باسم كلّ القوى نقول... لن نقف مكتوفي الأيدي... والرصاصة لن تُواجه بوردة».علا التصفيق في القاعة. وعاد أكرم إلى أكرم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: