الأربعاء، 30 أبريل 2008,12:26 م
سبب كافٍ
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٣٠ نيسان ٢٠٠٨
عاد النائب سعد الدين الحريري من المملكة العربية السعودية بتعليمات واضحة: الترحيب بالحوار ورفضه في الآن نفسه، الدعوة لانتخابات رئاسية فورية وتعطيلها في الآن نفسه. فتنقّل بين موقع مسيحيّ وآخر، يشكو عجزه عن إغماض عينيه ما دامت الانتخابات الرئاسيّة متعثّرة. تمكّن من خداع البعض، وتواطأ معه آخرون. بدأت حفلة النواح. فالحريري، ومن ورائه أمراء وملوك وأباطرة، مصابون بألم فظيع لرؤية فؤاد السنيورة حاكماً بأمره على رأس حكومة العار. ويتشارك الحريري في هذا الحزن العارم مع الأمانة العامّة لثورة الأرز التي حفظت موقع رئاسة الجمهورية، وصانته من التهميش والعزل.
والواقع أنّ النائب الحريري وشركاءه مستعجلون حقّاً لإجراء انتخابات رئاسيّة لخمسة أسباب وجيهة على الأقلّ:
ــــ البدء برشوته من أجل كفّ يده عن إدارة شؤون البلاد.
ــــ تأمين حضور رسميّ في قدّاس مار مارون.
ــــ الحصول على غطاء مسيحي لاستكمال عمليّة النهب المنظّم.
ــــ «تربيح جميلة» لبكركي.
ــــ الحدّ من نفوذ التيار الوطني الحرّ بين المسيحيّين.
لكلّ هذه الأسباب، صدر بيان عن الاجتماع الأخير لأركان قوى 14 آذار في قريطم، اعتبر «اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار مفتوحة حتى نهاية أزمة رئاسة الجمهورية». لعلّ هذا وحده سبب كافٍ لإقناع الطرف الآخر بالتعجيل في إنهاء الأزمة!

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 29 أبريل 2008,12:42 م
اشتراكيّة دوليّة

خالد صاغية

الأخبار عدد الثلاثاء ٢٩ نيسان ٢٠٠٨

ستشهد الاشتراكيّة قفزة نوعيّة في العالم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وستسلك الردّة اليمينيّة التي تشهدها بلدان عديدة في أوروبا طريق الانحسار. شعبيّة ساركوزي في تدهور مدهش. الأكثريّة التي حازها برلوسكوني لن تعمّر طويلاً. انتهى زمن التردّد اليساري.

فإذا كان الاشتراكيّون الأوروبيّون قد تلقّوا هزائم عديدة لعجزهم عن تقديم برنامج عمل يحافظ على المكتسبات التي قدّمتها دولة الرعاية والتكيّف مع متطلّبات العولمة، فإنّ هذا المأزق وُجدت له مخارج مختلفة في مؤتمر البريستول الأخير.
لقد تنكّبت الاشتراكيّة الدوليّة، بقضّها وقضيضها، مشقّة الحضور إلى بيروت للاستئناس برأي إيدي أبي اللمع في معضلة الإنتاج والتوزيع. أمّا الأمين العام لقوى 14 آذار البلشفيّة، فارس سعيد، فنقل إليهم تجربة قرنة شهوان في تأميم مؤسّسات الطائفة المارونيّة، وتوزيع أراضي الوقف الكنسي على المحتاجين.

غطاس خوري لم يأتِ بصفته الشخصيّة لرواية تجربته في بناء بيوت الأطبّاء، بل جاء ممثّلاً لتيّار المستقبل، صاحب الفضل في تطبيق السياسات الاشتراكيّة في لبنان على مرّ أكثر من عقد. وقد أثنى دوري شمعون على ما حقّقته الحريريّة من ضمانات اجتماعيّة لأبناء العائلات وأصحاب رؤوس الأموال والمضاربين العقاريّين.

بطريرك الجلسة، رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أكّد أنّ النيوليبراليّة هي أقصر الطرُق نحو الاشتراكيّة. هذه كانت وصيّة «المعلّم» كمال جنبلاط، وما الابن إلا سرّ أبيه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 24 أبريل 2008,12:28 م
فتات الموائد
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٢٤ نيسان ٢٠٠٨
«هذا الأمر يجب أن يكون موضع ترحيب من جميع اللبنانيّين، لا أن يكون هناك اعتراض عليه، لأنّ الحريري يسعى دائماً إلى أن يسهم في التخفيف عن كاهل المواطنين من خلال تبرّعه من أمواله الخاصة في سبيل تنفيذ مشاريع اجتماعية وحكومية يستفيد منها جميع اللبنانيين». هذا الكلام هو للنائب سمير الجسر، ردّاً على كلام النائب ميشال عون عن دفع النائب سعد الدين الحريري أموالاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
إذاً، ها هو نائب من نوّاب الأمّة يدعو الشعب اللبناني إلى التحوّل إلى مهنة التسوّل، وأن يقضوا أيّامهم ولياليهم بتقبيل الأيادي وتوجيه الشكر، قبل التوجّه طبعاً إلى صناديق الاقتراع. وفي الصناديق، ينبغي إعادة انتخاب الذين لا يرون للدولة أصلاً أيّ دور في المشاريع التنمويّة، وفي تخفيف حدّة التفاوت الطبقي. وبعد انتخابهم، نقف على أبوابهم وننتظر صدقات من أموالهم الخاصّة، أو من أموال أسيادهم الخاصّة.
لا ينطبق هذا الكلام على النائب سعد الدين الحريري وحده. فمجلس النوّاب (والوزراء؟) بات مرتعاً لهذا الصنف من رجال الأعمال الذين كثيراً ما تنتشر صورهم في الأحياء الشعبيّة.
كان ينبغي لرجل حقوقي كالنائب الجسر أن ينبّهنا مرّة أخرى إلى أنّه ما من حقوق لنا كمواطنين، وأنّ جلّ ما علينا انتظاره فتات موائد الأسياد. ويا ليت الأسياد كانوا أسياداً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 23 أبريل 2008,12:31 م
قجّة
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٢٣ نيسان ٢٠٠٨
غالباً ما يُتّهَم فريق الأكثريّة بتلقّي أوامر من الإدارة الأميركيّة. فيقال إنّ مواقف الوزراء وتصريحات قادة 14 آذار تصدر دائماً بإيحاء أميركي. لكنّ الواقع أثبت أكثر من مرّة عدم صوابيّة هذا الاتّهام.
ففي كثير من الأحيان، يقوم زعماء من الأكثريّة بـ«تنوير» الموفدين الأميركيّين بوجهة نظر السلطة، وشرح أساليب الاضطهاد التي يتعرّضون لها من قبل «الأشرار».
لذلك، يمكننا أحياناً أن نعرف ماذا يدور في أذهان أركان السلطة لدى الاستماع لتصاريح مسؤولين أميركيّين بعد زيارتهم بيروت. دايفيد ولش، مثلاً، ما كاد يغادر العاصمة اللبنانية حتّى أبدى حزنه على الشعب اللبناني بسبب نسبة السياحة المتدنّية التي ستشهدها البلاد هذا الصيف. وأضاف «أعتقد أنّ اللبنانيين قلقون، منذ أن شنّ حزب الله الحرب عام 2006، من أنّ لبنان لن يستفيد خلال فترة الطفرة النفطية، وأنّه سيبقى متأخّراً في المنطقة، بينما هناك تقدّم اقتصادي في أماكن أخرى».
يمكننا أن نتخيّل، فيما نحن على شفير حرب أهليّة، أنّ ثمّة مسؤولاً لبنانياً في السرايا الحكومية يصرّ على المضيّ في التعاطي مع الوطن كقجّة. وكلّما وجد الأموال تنقص في هذه القجّة، أدلى بتصريح خوّن فيه المعارضة، وبدأ باستجداء التدخّل الأميركي.
... بات باستطاعة الوزير جو سركيس أن يستريح. فقد عُيِّن لنا وزير جديد للسياحة. غداً، سيصدر ولش قراراً يحدّد فيه أوقات السهر في ملاهي بيروت.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 22 أبريل 2008,12:36 م
شعاع

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٢٢ نيسان ٢٠٠٨

لطالما تسامح اللبنانيّون مع سياسيّيهم: حين قتلوا، حين نهبوا، حين تقاعسوا، وحين ارتهنوا. حتّى حين أشهر الطاقم السياسي إفلاسه عبر استدعاء قائد الجيش ليؤدّي دور المرشّح الرئاسي التوافقي، اصطفّ المواطنون لتلقّي التهاني.

حدث ذلك بعد تجربة مريرة مع ولايتَيِ العماد إميل لحّود، وبعد صراخ ما زال يتردّد صداه حول مساوئ العسكريّ في الحكم. لكن، حتّى الذين رفضوا وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة بحجّة أنّه «من جذور عسكريّة» (والعبارة لرئيس الحكومة السيّئة الذكر فؤاد السنيورة)، عادوا وبالغوا في إغداق المدائح على العماد ميشال سليمان، بوصفه مرشّح الجمهوريّة المثالي.

قام القادة السياسيّون بخيارهم ببهلوانيّة فائقة. لكنّ الأنصار، وهم بحجم الوطن كلّه، صفّقوا للعرض المستمرّ. وأمام هذا التصفيق الذي يذكّر بالاحتفالات الطنّانة لدى وصول لحّود إلى بعبدا ــ وهو جاء، بالمناسبة، «من فرح الناس»، كما صدحت الأغاني ــ لا يسع المرء إلا التساؤل: ما دام قائد الجيش مرشّحاً فائق الجودة، فلمَ لم يُطرَح اسمه قبل الوصول إلى الفراغ؟

أمّا وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فهاكم نموذجاً لما بات بوسع المرشّح الرئاسي التوافقي أن يبوح به: «تبرز الإنجازات التي حقّقتها المؤسّسة العسكريّة على أكثر من صعيد، كشعاع أمل وسط الظلام الحالك». تذكّروا هذه الجملة جيّداً. سيأتي يوم نأكل أصابعنا ندماً. ففي بعض الأحيان، أن نلعن الظلمة خيرٌ من إضاءة شعاع أمل.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 21 أبريل 2008,12:39 م
عاميّة
خالد صاغية
الأخبار عدد الاثنين ٢١ نيسان ٢٠٠٨
قرّرت قوى السلطة الانتقال إلى مرحلة الهجوم، من البوّابة العونيّة تحديداً. وهي كانت قد التزمت الصمت حيال ما رشح عن خلافات داخل التيّار الوطني الحرّ، إلا أنّها رأت أنّ اللحظة مناسِبةً للانقضاض على عون وتيّاره، تحت شعار: لا يمكن من يدّعي تمثيل المسيحيّين أن يعطّل انتخاب رئيس الجمهوريّة.
بدأت بعض التحرّكات المنظّمة التي افتتحها النائب ميشال المرّ، رافعاً شعاراً بالغ الدلالات: «كلّ من لا يريد توزير الياس، سنقف ضدّه». وقد وصفت إحدى الصحف هذه التحرّكات بـ«العاميّة»، مشبّهة إيّاها بخفّة لا تُحتمَل بـ«عاميّة إنطلياس» في القرن التاسع عشر!
إزاء هذه الحملة، لا تبدو خيارات الهجوم المعاكس ضيّقة لدى عون. لكنّه، لسبب ما، يضيّق هذه الخيارات على نفسه، مصرّاً على الاحتفاظ بجمهوره المسيحي ــــــ أو إعادة كسب ما خسر منه ـــــ عبر استنهاض مشاعر عنصريّة بغيضة تجاه الشعب الفلسطيني. فيستدعي العنصر الفلسطيني، تارةً تحت شعار شراء الأراضي، وطوراً بحجّة فتح ـــــ الإسلام، من أجل استثارة الحميّة المسيحيّة.
وكأنّ التيّار الوطني الحرّ لم يتعلّم من درس الانتخابات الفرعيّة في المتن، ومن الفارق الضئيل الذي أحرزه مرشّحه في مواجهة الرئيس أمين الجميّل. يومها تنافس الطرفان على «بطولات» تل الزعتر، وعلى المزايدة في بثّ اللواعج الطائفيّة... وكأنّ أحداً يستطيع منافسة آل الجميّل في هذا المضمار...
على «العونيّة» أن تختار: إمّا أن تمتلك القدرة على تقديم مشروع مختلف في الوسط المسيحي، وإمّا أن تبتلعها حيتان الزمـان الغابر.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 18 أبريل 2008,10:26 ص
مأدبة عامرة
خالد صاغية
الأخبار الجمعة ١٨ نيسان ٢٠٠٨
تنكّب أركان الأمانة العامّة لقوى 14 آذار مشقّة الانتقال إلى الرابية، للمشاركة في مأدبة غداء في منزل النائب السابق فارس سعيد. أمّا المأدبة، فأقيمت على شرف ديفيد ولش، ترافقه القائمة بالأعمال الأميركية ميشيل سيسون، المنصرفة حالياً إلى أداء دور الجمعيّة الخيريّة المتنقّلة، فتقدّم المساعدات تارةً، وتبكي على مخطوفي الحرب طوراً. وبدت الأمانة العامة شديدة التأثّر بالنيّات الطيّبة لسيسون، ما دفعها إلى إرسال مذكّرة إلى الإدارة الأميركيّة.
المسألة ليست في المآدب العامرة، وخصوصاً أنّ منصب الأمانة العامّة لقوى 14 آذار قد اختُرِع أصلاً للتسلية والترفيه. تكمن المسألة في مضمون المذكّرة التي تؤكّد للإدارة الأميركيّة «أنّ الأزمة اللبنانيّة هي سوريّة المنشأ»، ذلك أنّ البلاد التي أنجبت ثورة الأرز لا يمكن أن تصاب بأزمات داخلية. لكن، حتّى لو سلّمنا بهذا الأمر، فماذا تعني الاستعانة بالولايات المتّحدة، وهي في ذروة أزمتها مع سوريا، للمساهمة في معالجة «ملف العلاقات اللبنانية ــــ السورية»؟ وكي لا يُفهم الموضوع خطأً، تطلب الأمانة العامّة «تأكيد الولايات المتحدة أنّ منطق الصفقات والمقايضات ولّى إلى غير رجعة».
لنُعِد الدرس من أوّله: الأزمة بين دولتين. تطلب الدولة الأولى حلّ أزمتها مع الدولة الثانية عبر استدعاء دولة عظمى لديها أصلاً مشكلة كبرى مع الدولة الثانية. ثمّ يُطلَب من الدولة العظمى ألا تحلّ الأزمة عبر «صفقات»...
كان وليد جنبلاط أكثر صدقاً حين دعا واشنطن إلى إرسال السيارات المفخّخة إلى سوريا. طبعاً، كان يمزح.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 17 أبريل 2008,5:49 م
لا شيء ينتظرنا
خالد صاغية
الأخبار عدد الخميس ١٧ نيسان ٢٠٠٨
يطيب لبعض اللبنانيّين الاعتقاد بأنّ الحلّ آتٍ قريباً، لا محالة. والواقع أنّ أكثر من يروّج لهذا التفاؤل هو رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي. فحين بدا أنّ حكومة الوحدة الوطنيّة قد وصلت إلى حائط مسدود، طرح في خطابه الشهير إهمال فكرة «الثلث المعطّل» والتركيز على رئاسة الجمهوريّة. وحين تعثّر انتخاب الرئيس، تحوّل الموضوع إلى قانون الانتخاب. تنتقل الأولويّات من بند إلى آخر في ما بات يُعرَف ببنود المبادرة العربيّة. إلا أنّ هذه الرشاقة في التنقّل لم تسهم في تخفيف وطأة العقد السياسيّة، إذ تبيّن أنّ كلّ بند من بنود المبادرة أشدّ تعقيداً ممّا سبقه.
ووسط هذه الأبواب الموصدة، يعترف الجميع بأنّ الحلّ سيأتي من الخارج. المبشّرون بالخراب ينتظرون حرباً أميركيّة إقليميّة تعيد خلط الأوراق الداخليّة. المبشّرون بالسلام يدعون لإنجاز صلح سوري ــــ سعودي.
هل يذكر اللبنانيّون حقبة التناغم السوري ــــ السعودي التي جسّدها الرئيس رفيق الحريري؟ لا داعي للتذكير بـ«إنجازات» تلك المرحلة، بما حملته من كوارث على المستوى الاقتصادي، والوطني، والاجتماعي.
نعرف تماماً أنّ انتصار نظريّة «الصقور» في هذه المرحلة سيُدخل المنطقة بأسرها في جحيمٍ لا خروج لها منه. أمّا انتصار نظريّة «الحمائم»، فسيعيدنا إلى عصر سابق اختبرناه جيّداً. الكارثة أنّ ما بين النظريّتين، لا شيء ينتظرنا سوى ذكرى حرب لا نعرف كيف نتذكّرها.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 16 أبريل 2008,10:33 م
ملفّات مفتوحة

خالد صاغية
الأخبار الاربعاء ١٦ نيسان ٢٠٠٨

غريبٌ أن تأتي دعوة النائب وليد جنبلاط لفتح ملفّات عائدة للمرحلة السابقة، بالتزامن مع عودة شبح المقابر الجماعيّة. وكأنّه يريد للقانون أن يحمي ذاكرة انتقائيّة من السقوط.

وغريبٌ أن تُسخَّر قضايا تمسّ الكرامة الإنسانيّة والذاكرة الجماعيّة لوطن يواجه خطر الزوال، في خدمة كيديّات سياسيّة رخيصة. لكن، أيّاً تكن غايات جنبلاط السياسيّة، فلا بدّ من تلقّف اقتراحه بفتح ملفّات الحقبة السابقة التي لا تقتصر على العناوين التي طرحها. وحين نقول المرحلة السابقة، لا نقصد فقط مرحلة السلم الأهلي تحت القبضة السوريّة، بل مرحلة الحرب الأهليّة أيضاً، وخصوصاً أنّ اللبنانيّين أحيوا ذكرى هذه الحرب، من دون أن يدفعهم الخوف من تكرارها إلى طرح إعادة النظر بقانون العفو العام.

فهل يُعقَل أن يقودنا الأفراد أنفسهم إلى حرب أهليّة مرّتين؟ هل يُعقَل أن يقتصر دور «الشرّ» على أربعة ضبّاط، وهل يُعقَل أن يُعتقَلوا بحجّة لا تمتّ بصلة إلى التُّهم التي كان ينبغي أن تُوجَّه إليهم حقّاً؟ وهل يُعقل أن يستنفر فنّانون وجمعيّات لإدانة الحرب ومضغ التعابير المبتذلة عن السلام وحقوق الإنسان، من دون أن يرتفع إصبع باتّجاه المجرمين؟

ثمّة من يحاول غسل الضمائر، كما تُغسَل الأموال. وبالأمس، كان من تبقّى في الحكومة ممّن يسمّون أنفسهم بـ«الأوادم»، يغطّون التستّر على مقبرة جماعيّة لسبب واحد: المرجّح أنّ من ارتكب المجزرة قد التحق أخيراً بقطار حبّ الحياة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 15 أبريل 2008,9:50 ص
ثورة السفرجل
خالد صاغية
الأخبار عدد الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠٠٨
- وصل المشروع الديموقراطي الأميركي في المنطقة إلى دعوات للتمديد للمجالس النيابية، أو رفض نتائج الانتخابات، أو دعم الحفاظ على الفراغ.
- انتهى مشروع إعمار بيروت إلى تدمير مبانيها التراثيّة والقضاء على هويّتها.
- وصل مشروع الإصلاح الاقتصادي إلى تدنّي مستوى معيشة المواطنين، واعتماد توزيع مقلوب للثروة من الفقراء إلى الأغنياء عبر السياسات المالية والضريبية الفذّة التي نفّذها رئيس الحكومة «المنتخبة ديموقراطياًَ» السيّد فؤاد عبد الباسط السنيورة تحت إشراف وتوجيه الرئيس الراحل رفيق الحريري، ثمّ تحت إشرافه وتنفيذه الشخصي.
- وصلت سياسات تشجيع السياحة في لبنان إلى جرف المواقع الأثريّة وإقفال الحانات عند الساعة الحادية عشرة ليلاً.
- انتهت ثورة الأرز إلى ثورة سفرجل. «كل لقمة بغصّة».- انتهت الانتخابات النيابية الحرّة والنزيهة إلى إيصال طاقم نوّاب قد يكون الأسوأ منذ الاستقلال.
- انتهى الاستقلال الثاني إلى أردأ أنواع التبعيّة.
- انتهت دعوات الحداثة إلى نصرة النظام الوهابي والإقطاع والتحريض الطائفي.
- وصل اليسار إلى التصفيق للنيوليبراليّة.
الحياة فعلاً مليئة بالتناقضات. لكنّها تناقضات من النوع الذي لا يدفع التاريخ إلى الأمام، ولا يردّه إلى الوراء. إنّه موسم السفرجل. استعدّوا للموت اختناقاً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 14 أبريل 2008,9:37 م
شمّ النسيم
خالد صاغية
الأخبار الاثنين ١٤ نيسان ٢٠٠٨
أسهمت ذكرى الحرب الأهليّة في الترويج لخطاب سلميّ ينتشر على المنابر السياسيّة وفي أكثر من نشاط تقوم به الجمعيات الأهلية. وأمام هذا الدفق اللاعنفي، يتساءل المرء عمّن حمل البندقيّة طيلة 15 سنة، وعمّن يورّط البلاد في دورة عنف جديدة بدأت اشتباكات الأحياء تنذر بها، ما دام لبنان، شعباً ودولةً ومؤسّسات، على هذا القدر من التمسّك بالسلم الأهلي.
الطريف هو اعتبار كلّ مسؤول سياسي أنّ واجباته لتفادي حرب أهلية جديدة تقتصر على الإدلاء بخطاب ينبذ فيه العنف، فيما يقضي بقيّة نهاره في سلوك أقلّ ما يقال فيه أنّه يؤسّس لحرب مقبلة.
الرئيس فؤاد السنيورة، مثلاً، تطيب له تهنئة «المجتمع الأهلي والمدني» على تحرّكاته ونشاطاته في ذكرى الحرب، «كي لا نعود ونقع في التجربة». لكنّ السنيورة لا يخطر في باله أبداً أنّ أداءه السياسي (وأداء مجموعة كبيرة من المسؤولين) هو جزء أساس من خلق الظروف الملائمة لحرب أهليّة جديدة. وذلك بصرف النظر عن النيّات، طيّبة كانت أو غير طيّبة.
والسنيورة، إذ يحيّي هذه «المبادرات الإيجابيّة والخلّاقة»، يتساءل «كيف للمجتمع المدني أن يقوم إذا ما ضعفت أو تراجعت أو دُمِّرت مؤسّسات الدولة؟». نضع هذا التساؤل برسم من يذكر تماماً الابتسامات العريضة لوزير المال السابق كلّما قمعت الدولة تحرّكاً مطلبيّاً، وكلّما نجحت الدولة في شَقّ نقابة!
هل يتّسع مجتمع السنيورة المدني للنقابات، أم تُراه يقتصر على جمعيّات شمّ النسيم؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
السبت، 12 أبريل 2008,7:08 ص
مدرسة المشاغبين
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ١١ نيسان ٢٠٠٨
لا يريد فؤاد مصالحة زملائه في الصف. يفضّل أن يشكوهم إلى الإدارة، فتتولّى طردهم من المدرسة. عبثاً يحاول الأساتذة تبديل رأيه: «يا فؤاد، يا حبيبي... ما بيصير... هيدول رفقاتك...».
دون جدوى. حمل فؤاد أمتعته وغادر الصف. لفّ مكاتب الإدارة، مكتباً مكتباً، ليخبر المسؤولين بما يجري. اشتكى على حسن، ونبيه، وميشال، وسليمان، وعمر. اشتكى أيضاً على وليد، وسعد، وسمير. فالأوائل غريبو الأطوار بالنسبة إليه، يكرهونه ويريدون له السوء. أمّا الأخيرون فعنيدون، لا ينفّذون له كلّ طلباته، ولا ينصتون إليه حين يتكلّم.
لكن، مع من ستلعب يا فؤاد إذا كنتَ مخاصماً كلّ هؤلاء؟
يحكّ فؤاد رأسه، ويقول: يمكنني أن ألعب مع جورج، ومحمود، وسلام، وحامد، وكوندي... إنّهم يفهمون عليّ. إنّهم يحبّونني، بعكس رفاقي الآخرين.
لكن، يا فؤاد، جورج والآخرون ليسوا قاطنين هنا. مدرستهم بعيدة، ولا يمكن نقلك إليها.
يصمت فؤاد قليلاً، ثمّ يجهش بالبكاء.
عندئذٍ، طلب الناظر لقاء التلاميذ. جمعهم في الملعب، وسألهم: ما مشكلتكم مع زميلكم فؤاد؟ فردّ الجميع: «إنّه فَسِّيد».
لم يفهم الناظر. لكن، في زاوية الملعب، كان المواطن ألِف يسير وحيداً. كانت علامات الجوع ظاهرة على وجهه، إلا أنّه لم يكن يملك ثمن الكرواسان من دكان المدرسة. السائرون بقربه سمعوه يتمتم: «فَسِّيد... وأخدلي مصريّاتي كمان».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 11 أبريل 2008,7:02 ص
آن الأوان
خالد صاغية
الأخبار عدد الخميس ١٠ نيسان ٢٠٠٨
بدأ اليوم التحضير للانتخابات النيابيّة المقبلة. افتتح النائب ميشال المرّ الموسم، وحسناً فعل.بغضّ النظر عن المواقف السياسيّة، بات واضحاً الطريق المسدود الذي وصل إليه التجمّعان الكبيران في لبنان، الثامن من آذار والرابع عشر من العائلة نفسها. حاول فريق السلطة الهروب إلى الأمام عبر تأسيس أمانة عامّة، وإطلاق وثيقة سياسيّة. جاءت النتيجة هزيلة وهزليّة في الآن نفسه. ويحاول الفريق الثاني محاكاة الفريق الأوّل في الإعداد لوثيقة، والنتيجة، على الأرجح، لن تكون أقلّ فشلاً.
أمام القضيّتين الكبريين اللتين يحملهما كلٌّ من الفريقين، واللتين تصادران السياسة والمؤسّسات، لم يعد أمامنا إلا العودة إلى الألعاب اللبنانية الصغيرة، إلى الزعامات المناطقيّة التي قامت على الخدمات، والتي لا يمكن لها أن تستمرّ سوى عبر ذاك النوع من الخدمات.ليس صدفة أن يبدأ التململ من ميشال المرّ، ومحمّد الصفدي، وأمثالهما. فحزب اللّه والمستقبل والتيار الوطني الحر والحزب التقدّمي الاشتراكي (بالإذن من اشتراكيّي العالم)، تستطيع كلّها التعايش مع هذا الوضع أمداً طويلاً، وخصوصاً بعد ابتكار قنوات دَخْل مستقلّة (وإن مؤقّتة) عن مزاريب الدولة.
بات شبح الانتخابات النيابيّة يقضّ مضاجع الزعامات التي ألحقت نفسها أو أُلحِقت بالمحدلتين الكبيرتين. لن تتّسع المقاعد للجميع. حين يتوقّف صوت الموسيقى، سيتحوّل عدد من اللاعبين إلى متفرّجين. ثمّة من لا يطيق دور المتفرّج، لأسباب مصلحيّة بحتة، سيحاول قلب الطاولة. وفي جميع الأحوال، آن لهذه الطاولة أن تُقلَب.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 9 أبريل 2008,11:46 م
...والجرّافات تعمل
خالد صاغية
الأخبارعدد الاربعاء ٩ نيسان ٢٠٠٨
أعلنت شركة «سوليدير» أمس أنّ «الخبر الذي يتردّد مؤخّراً في بعض وسائل الإعلام عن موضوع هدم مبنى الكنيس اليهودي ماغن إبراهيم الواقع في منطقة وادي أبو جميل ــ وسط بيروت هو خبر عارٍ تماماً عن الصحة». من حقّ شركة «سوليدير» أن تنفي طبعاً الخبر الذي تتداوله، وتكاد تؤكّده، كل الأوساط المعنيّة. المفاجأة ليست هنا. إنّها في تتمّة بيان الشركة العقارية التي وضعت يدها على وسط المدينة، إذ يرد فيه: «إنّ المحافظة على الكنيس اليهودي تدخل في إطار مشروع إعادة إعمار وسط بيروت الذي يتضمّن في عناوينه الرئيسية المحافظة على أماكن العبادة لمختلف الطوائف، وكذلك على المباني التراثية والمواقع الأثرية».
إذاً، ولمن لم ينتبه، يدخل الحفاظ على المباني التراثية والمواقع الأثرية في صلب مشروع إعادة إعمار وسط بيروت. أمّا المباني التي لم تقوَ عليها الحرب الأهليّة، والتي أنجزت جرّافات السلم الأهلي عليها، فلا علاقة لسوليدير بها. كذلك ليس للشركة العقارية الحريصة على «أن يبقى قلب العاصمة رمزاً لتلاقي جميع اللبنانيّين من مختلف الأديان والطوائف والمذاهب»، أيّ شأن في جرف المواقع الأثريّة، أو في التنقيب عن آثارنا بواسطة «علماء» يحسن بعضهم ركوب الجرّافات أكثر ممّا يتقنون الأصول العلميّة للحفريات.
لكن، من تراه ينظر إلى الوراء ليسأل عن كنوزنا التراثيّة، ما دامت الحكومة منكبّة على إدخالنا في العصر... الأميركيّ.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:08 ص
تصحيح الأجور
خالد صاغية
الأخبار عدد الثلاثاء ٨ نيسان ٢٠٠٨
قد نكون أمام فرصة لاتّفاق وشيك على تصحيح الأجور، بعد طول انتظار. لذا، يرجى من الأطراف السياسية كافة عدم التعجيل في مسعاهم للوصول إلى حلّ للأزمة السياسيّة. فإنّ حلّاً كهذا يمكن أن ينسف أيّ زيادة في الرواتب، وأيّ مكسب آخر لذوي الدخل المحدود.
فالفريقان السياسيّان المتنازعان أصحاب باع طويل في التوافق ضدّ مصلحة الفئات الشعبيّة. وإذا كان فريق بعينه قد انتدب نفسه للقيام بالمهمّات الوسخة، أي فرض السياسات الاقتصادية المنحازة طبقياً لمصلحة أصحاب رساميل بعينها، فإنّ فرقاء كثراً صفّقوا له، أو التزموا الصمت، راضين بتقسيم العمل الذي فرضه عليهم العرّاب السوري.
الجميع شركاء إذاً في تدنّي مستوى معيشة اللبنانيين، وإن كانت المسؤوليّات متفاوتة. الجميع شركاء في فرض النظام الضريبي المنحاز. الجميع شركاء في السياسات الماليّة التي تنهب المواطنين بشكل قانونيّ. الجميع شركاء في ضرب الحركة النقابيّة.
الفرصة الوحيدة أمام ما بقي من عمل نقابيّ هي في بقاء الاختلاف حادّاً بين الفريقين. فتتبنّى المعارضة الملفّ المعيشي كي تُحرج السلطة، وتعضّ السلطة على الجرح وتستجيب لبعض المطالب كي لا تعطي مكسباً للمعارضة.
في ظروف سياسيّة طبيعيّة، يفضّل فؤاد السنيورة أن يكسر يده قبل أن يوقّع على مكسب عمّالي.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 8 أبريل 2008,12:00 ص
سركيس لا يحبّ الحياة
خالد صاغية
الأخبار عدد الاثنين ٧ نيسان ٢٠٠٨
عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت، كان المشهد حزيناً في شارع الجمّيزة. المحالّ تُقفل أبوابها وسط اعتراضات الساهرين، وعناصر من قوى الأمن يتحضّرون للقيام بدوريّة للتأكّد من التزام موعد الإقفال.
حضور الدولة في هذا الشارع مُريب فعلاً. فقد اعتصم بعض الأهالي الأسبوع الفائت، حاملين وساداتهم ومحتجّين عن حقّ، على صعوبة الاستمرار في العيش والنوم داخل منازلهم. في اليوم التالي، كان الشمع الأحمر يُقفل حوالى عشرين حانة في الجمّيزة. سرعة قياسيّة في الاستجابة وفي التنفيذ العشوائي.
فقرارات الإقفال لم تحلّ المشكلة. وهي لم تطُل مصادر الإزعاج الفعليّة: «الفاليه باركينغ» الذين سيطروا كلياً على الشارع، والموسيقى الصاخبة التي تتصاعد من بعض المحال، هي غالباً ما لا يليق بحجم الحانات الصغير. ويبقى الأهمّ أنّ التحوّلات التي أصابت الشارع دفعت المستثمرين الكبار للإقبال عليه. وبخلاف الحانات التي يفتح معظمها في محالّ مهملة منذ أيّام الحرب الأهليّة، فإنّ هؤلاء المستثمرين غالباً ما يقومون بهدم مبانٍ قديمة وإعلاء الأبراج مكانها، بعد طرد القاطنين التاريخيّين في الحي إلى الضواحي الشرقيّة، عبر الإغراءات أو القرارات الصادرة عن الدولة. طبعاً، لم يُحرم هؤلاء المستثمرون الكبار حقوقهم، ولا تزال قصة انتحار حلّاق الجمّيزة ماثلةً أمامنا.
إنّ «تنظيم» السهر في الجميزة بات ملحّاً. لكنّ الطريقة التي اعتمدتها الحكومة مشبوهة، فضلاً عن أنّها ضدّ حبّ الحياة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 4 أبريل 2008,11:47 ص
لا بأس
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ٤ نيسان ٢٠٠٨
حين كان المواطن ألِف يستعدّ للإضراب، مطالباً بزيادة راتبه، كان الوزير المعنيّ يتناول العشاء في أحد أفخم مطاعم بيروت.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يبحث عن لحظات من الصمت، كانت الشاشات تصدح بشتائم السياسيّين وأهازيجهم التافهة.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يستجدي فسحة من النعاس، كانت المدينة غارقة في سبات عميق.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يئنّ تحت أطنان من الأثقال، كان الهواء يسبح بخفّة لا تُحتمَل.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يعاني آلاماً في الرأس، كانت ضحكاتٌ مجنونة تتصاعد من الغرف المجاورة.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يفكّر في لونه المفضّل، كانت الأعلام السقيمة تُفقد الألوان رائحتها.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يبحث عن حضن دافئ واحد، كانت مئات الآلاف تخرج إلى الساحات باردةً وساذجة.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يرسم أحلامه فوق الجدران، كانت الجرّافات تهدم آخر ما بقي من روح المدينة.
لا بأس. مجرّد صدفة.
حين كان المواطن ألِف يفكّر في بقائه حيّاً، كان الموت يأتيه على هيئة بلادٍ جميلة ابتلعها ذات يوم فم التنّين.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,7:24 ص
لقطات قصيرة
خالد صاغية
الأخبار عدد الخميس ٣ نيسان ٢٠٠٨
السياسة في العالم العربي حاضرة طبعاً على موقع «يوتيوب»، حيث لا حدود للأفلام القصيرة التي تتناول كل أنواع المواضيع من كل أرجاء العالم. وتماماً كما يمكنك الاستماع إلى مقتطفات من خطب الرئيس جمال عبد الناصر، أو مشاهدة عمليّة اغتيال الرئيس أنور السادات، يمكنك أيضاً التمتّع بتصريحات للزعماء اللبنانيّين. وإن كنتَ من أنصار الفكاهة أو الكوميديا السوداء، فعليكَ أن تشاهد أفلاماً قديمة تعود إلى زمن الحرب الأهليّة وما بعدها بقليل.
من تلك الأفلام مثلاً واحد للسيّد وليد جنبلاط يتحدّث فيه عن استحالة «تركيب» الدولة في لبنان ما بعد الحرب، ما لم تتمّ محاكمة أمراء الحرب جميعاً، بمن فيهم «أنا». ويتابع جنبلاط أنّ هذه المحاكمة ما لم تتمّ، فسيتنقّل لبنان من حرب طائفيّة إلى أخرى.
في فيلم آخر، يظهر أحد نوّاب الحزب التقدّمي الاشتراكي الحاليّين ــ وقد كان مسؤولاً عسكرياً آنذاك ــ يدخل إلى مقرّ عسكريّ إسرائيلي خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. لا نرى شاياً خلال الفيلم. فأحمد فتفت لم يكن قد انتقل إلى الواجهة بعد. لكنّنا نلحظ تماماً الأجواء الوديّة.
أمّا متعة الفيلم، فليست في دلالاته السياسيّة. إنّها في مراقبة التغيّرات التي طرأت على سعادة النائب. زال الشعر، اختفى الشاربان ونظّارة الـ«راي بان» والقميص «المقطّع كارو». لقد تغيّرت الأحوال، وبات سعادته يرتدي ثياباً رسميّة ويلقي دروساً في الوطنيّة.
لمزيد من المتعة:
?http://www.youtube.com/watchv=AAM7hl1ZQGU&feature=related

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 3 أبريل 2008,8:14 ص
الوطن ـ الواجهة
خالد صاغية
الأخبار عدد الاربعاء ٢ نيسان ٢٠٠٨
«لبنان هو الواجهة التي تعكس مبادئ العالم الغربي الحرّ في العالم العربي، لذلك هو يتعرّض للهجوم». بهذه العبارة، بدأ سمير جعجع الكلمة التي ألقاها في حفل أقيم في إحدى قاعات الكونغرس لمناسبة الذكرى الثالثة لـ«ثورة الأرز».
نحن ننتقل إذاً من الوطن ــ الدور، إلى الوطن ــ الرسالة، إلى الوطن ــ الواجهة. يحدث ذلك بتباهٍ منقطع النظير، وبادّعاء أدوار بطوليّة لا تلائم مجرمي الحروب عادة.
لكن، ماذا يريد أن يعرض السيّد جعجع في هذه الواجهة؟ مبادئ العالم الغربي الحرّ. ولمن يعرض هذه البضاعة؟ للعالم العربي. وعلى ما يبدو، ثمّة قوى مناهضة لـ«مبادئ العالم الغربي الحرّ» تريد تحطيم هذه الواجهة لتعرض بضاعة أخرى... يا عيب الشوم!
إنّنا أمام محاولة أخرى ــ ولا ندري ما هذه اللوثة التي أصابت الفريق الأكثري أخيراً ــ لقلب الصراع من صراع سياسي إلى صراع «ثقافي»! تصوّروا مثلاً أنّ المعارضة في لبنان لديها مشكلة مع مصطلح «حقوق الإنسان» أو مع مبادئ الثورة الفرنسيّة، وقرّرت لذلك اعتبار هذه الحكومة غير شرعيّة. وما مطالبتها بالشراكة اليوم إلا من أجل الانقضاض على هذه المفاهيم ومنع تصديرها إلى العالم العربي الغارق في الظلام لولا إشعاع النور الذي سيمدّه السيّد جعجع من معراب إلى مراكش.
نعم... ها هي مسارح تونس ومهرجانات القاهرة وأحزاب المغرب والأسواق الحرّة في الإمارات تنتظر بشغف سفينة أليسار. فهلمّي يا ثورة الأرز!

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 1 أبريل 2008,5:39 م
بصدق
خالد صاغية
الأخبار عدد الثلاثاء ١ نيسان ٢٠٠٨
بما أنّ الكذب والتكاذب منتشران، لا بدّ من التحدّث بصدق وصراحة في الأوّل من نيسان:
أوّلاً، تبيّن أنّه منذ الاستقلال، يتمتّع لبنان حالياً بأفضل رئيس جمهوريّة. رئيس لا يرتشي، لا يزوّر انتخابات، لا يسخّر لخدمته أجهزة المخابرات، لا يشعل حرباً أهليّة، لا يرتهن للخارج، لا يؤلّف ميليشيات. وهو مدين بمركزه للبنانيّين كافّة ولسلوكهم السياسي. فضلاً عن ذلك، لم يأتِنا هذا الرئيس من خلفيّة عسكريّة، ولا من خلفيّة مدنيّة. إنّه فراغ، لا خلفيّة له إلا الطبيعة نفسها.
ثانياً، الشلل الموجود حالياً يوفّر أفضل الأجواء النفسيّة للّبنانيّين. فقبل سنوات، كانت كلّ زيادة في الدين العام تثير نقاشات طويلة وتوقّعات بتدنّي مستوى المعيشة والخراب الاقتصادي للبلاد. اليوم، وأمام الأهوال التي نعيشها، باتت الديون تتراكم ملياراً فوق مليار، من دون أن يستثير ذلك نقمة أحد.
ثالثاً، أثبت نزع صفة الشرعيّة عن الحكومة وإقفال المجلس النيابي فاعليّتهما. فليس بمقدور فؤاد السنيورة ممارسة هوايته المفضّلة في فرض ضرائب على الفقراء.
رابعاً، الظروف السريعة التي أُجريت فيها الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت لنا طقماً جديداً من النوّاب الذين يمكن التأكيد أنّهم من أظرف المجموعات التي شهدتها مجالسنا النيابية. وكلّما مرّ الوقت من دون أن يتدرّبوا على الحياة البرلمانيّة، ازداد ظُرفهم ظُرفاً.
خامساً، لم يؤثّر الوضع السياسي على السياحة. فـ«السيرك» المتنقّل من قريطم إلى الرابية إلى السرايا يجذب العديد من الباصات السياحيّة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments