الجمعة، 13 مارس 2009,7:51 م
إلى نقطة البداية

خالد صاغية

الأخبارعدد الجمعة ١٣ آذار ٢٠٠٩


هناك من لا يزال يوهم الناس بأنّه يخوض الانتخابات بشعارات 8 و14 آذار. أمّا الواقع، فهو أنّ الشعارات التي حملها الحلفان الكبيران باتت منتهيَة الصلاحيّة. لقد حقّق كلّ منهما مجموعة من الأهداف خلال السنوات الأربع الماضية، وتجاوز كلّ منهما «قطوعات» كثيرة حافظ، بعد تجاوزها، على وجوده.
لقد بقي الحلفان، هذا صحيح، لكنّهما حلفان بين زعماء طوائف لا نعرف قضيّة أيٍّ منهم، ما عدا العمل على استمراريّة زعامته. يمكن الناخبين أن يفضّلوا زعيماً على آخر، أو حزباً على آخر، لكن لا علاقة لذلك بمشروع «حرية، سيادة، استقلال»، سواء نُظر إلى الحرية والسيادة والاستقلال من زاوية 8 أو 14 آذار.
ففي ظلّ الأوضاع المستجدّة، لم يعد بمقدور الأكثريّة الحاليّة، حتّى لو استمرّت أكثريّةً، أن تمسّ سلاح المقاومة مثلاً. ولم يعد بمقدور الأقليّة الحاليّة، حتّى لو أصبحت أكثريّة، أن تحدث انقلاباً في التوازنات القائمة.
لكن، حتّى وجود هاتين الكتلتين على مستوى التحالفات «المقدّسة» بات مشكوكاً بأمره. فها هو تجمّع 14 آذار يؤجّل إعلان لوائحه الانتخابيّة، والودّ بات مفقوداً على الأقلّ بين اثنين من أركانه الثلاثة الأساسيّين. وها هو التجاذب الخفيّ بين نبيه برّي وميشال عون يخرج إلى العلن. لا يعني ذلك أنّ التحالفات سينفرط عقدها بالضرورة، لكنّه يعني أنّ ما كان تحالفاً «وجوديّاً» بات تحالفاً ظرفياً لا يستوجب تنازلات كبرى، لا من برّي لعون ولا من جنبلاط لجعجع.
معبِّرٌ حديث العماد ميشال عون بعد إقرار التشكيلات القضائية. قال إنّه لا يعترض على أسماء القضاة، بل على استبعاده من النقاش (كزعيم طائفة) بشأن هذه التشكيلات، بعكس ما جرى مع زعماء آخرين. إنّها الشراكة التي حارب من أجلها طوال أربع سنوات. ومعبّرٌ أيضاً اتّهامه للرئيس نبيه برّي بالتواطؤ لإقرار التشكيلات. ومعبّرٌ أكثر الغزل بين الثنائيّ برّي ـــــ جنبلاط، هذا الثنائي الذي يمثّل منذ توقيع الاتفاق الثلاثي صورة لبنان كما خرج من الحرب الأهليّة. وها نحن نعود إلى نقطة البداية.


 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: