الخميس، 29 يناير 2009,6:02 م
اسألوا الإنترنت
خالد صاغية
الأخبار عدد الخميس ٢٩ كانون الثاني ٢٠٠٩
خلال العدوان على غزّة، أدلى الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس بتصريح لا لبس فيه، أدان فيه المقاومة بوصفها أداة لإبادة شعبها. بعد الحرب على غزّة، أصبح الموضوع مختلفاً. فمسؤولو السلطة باتوا يزايدون على «حماس» قائلين إنّ حركة المقاومة الإسلاميّة لم تكن وحدها في الميدان، لا بل إنّ شهداء حركة «فتح» يفوقون شهداء «حماس» عدداً. كفّ الخلاف عن كونه بين أنصار المقاومة وأعدائها، ليصبح خلافاً بشأن المقاومة.
شهد لبنان خلال حرب تمّوز حالةً مشابهة. فالسلطة السياسيّة التي اعتقدت مع بداية الحرب أنّ بإمكانها إصابة عصفورين بحجر واحد، أي الحصول على وقف لإطلاق النار من جانب إسرائيل وموافقة من حزب اللّه على نزع سلاحه، انتهت سلطةً تزايد على حزب اللّه، أو على الأقلّ تطلب حصّةً لها في إطار المقاومة. هكذا جرى التعمشق بجملة لرئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وصف فيها حكومة فؤاد السنيورة بحكومة المقاومة، وبقي أحمد فتفت يستشهد بجملة برّي الشهيرة قبل كلّ وجبة.
وما دام الجميع مقاومين، بات بإمكان أيٍّ منهم أن يتلقّى المساعدات الماليّة من أجل إعادة الإعمار. والجميع يعلم أنّ الفساد داخل حركة «فتح» الذي ينخر عظام معظم وجهائها، مثّل عنصراً أساسيّاً في اختيار الناخبين الفلسطينيّين لحركة «حماس» خلال الانتخابات التشريعيّة الأخيرة. إلّا أنّ السيّد ياسر عبد ربّه نفى نفياً قاطعاً تهمة الفساد، قائلاً إنّ أرقام نفقات السلطة الفلسطينيّة منشورة كلّها على الإنترنت!
شهد لبنان بعد حرب تمّوز حالةً مشابهة. وحين اتُّهِمَت الهيئة العليا للإغاثة بالفساد، جرى الدفاع عنها عبر القول إنّ بإمكان المشكّكين الاطّلاع على أرقام نفقاتها على الإنترنت!الصدفة وحدها جعلت المحتجّين بالإنترنت هم أنفسهم الذين يطرحون أنفسهم على أنهم الفصيل «المتنوّر» من المجتمع الذي تحاول إقصاءه قوّة «ظلاميّة». إنّه التنوُّر الذي يجعل من مجرّد نشر أرقام على صفحات الإنترنت يُبعِد شبهة الفساد عن تلك الأرقام، تماماً كما أنّ مجرّد طلب ودّ المستعمِر يجعلك من أنصار الحداثة.
أمّا عن الانتهازيّة، فـ google it!
 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: