الجمعة، 3 أكتوبر 2008,4:04 م
كلّ شيء منظّم
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ٣ تشرين أول ٢٠٠٨
توافق الأطراف اللبنانيون على عدم استخدام السلاح في مواجهة بعضهم بعضاً. ولتقوية هذا الاتفاق، تم التوافق أيضاً على إزالة الصور والشعارات السياسية، ما دام النزاع فيها مسبّباً رئيسيّاً للإشكالات الأمنيّة. وفي المقابل، لننظر إلى ما يجري سياسيّاً من حولنا:
ـــــ إقرار قانون انتخاب بلا إصلاحات، بعد سلسلة من المواقف والتصريحات المؤيّدة للإصلاح. مزيد من الوقاحة في ازدراء المواطنين.
ـــــ الاستمرار في السياسات الاقتصاديّة المتحيّزة طبقيّاً، وآخر الإنجازات انضمام أطراف من المعارضة إلى دعم هذه السياسات، وهي لم ترفع صوتها أصلاً ضدّ هذا التحيّز إلا حين كانت خارج الحكم في الفترة الأخيرة.
ـــــ استئناف التحريض الطائفي لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات في الانتخابات المقبلة التي ستجري وفقاً لقانون يعطي المكاسب لمن يمعن في هذا التحريض.
ـــــ عقد مصالحات شكليّة لا ترتكز على أيّ توافق على قاعدة مشتركة. فإعلان عدم التخلّي عن الثوابت لا يتناقض مع تنازلات من الطرفين عن العناوين التي تأتي تحت هذه الثوابت، فضلاً عن كون هذه الأخيرة غير واضحة المعالم. فلم نعد نعرف ما هو الثابت في الخطاب السياسي المتطرّف الذي حمله الطرفان، وما هو المتحوّل الذي يمكن التفاوض في شأنه، إذ لا أحد طرح التفاوض. كلّ ما شاهدناه هو إصرار على اللقاء، وكأنّ سياسيّينا من هواة جمع الطوابع والصور التذكاريّة.
ـــــ التلاعب بموضوع حسّاس للغاية، هو الاعتذار عن أخطاء الحرب الأهليّة. فجاء الاعتذار مبتسراً ولأسباب انتخابيّة، وجاءت ردود الفعل عليه متسرّعة، للأسباب الانتخابية عينها.
إضافة إلى جردة الإنجازات السياسية هذه، يمكن أن نضيف الإنجاز الأمني المتمثّل بالعجز عن الحدّ من التفجيرات، رغم استتباب الأمن السياسي الداخلي. الخوف، والحال هذه، أن تتحوّل البلاد إلى ما يشبه تلك النكتة القديمة عن متجر الدجاج حيث كلّ شيء منظّم، باستثناء بيع الدجاج الذي «لم يصل بعد». أليس هذا بالضبط ما يعنيه التشدّد في استخدام حزام الأمان، فيما تُرمى الإصلاحات السياسية والاقتصادية في سلّة المهملات؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: