الجمعة، 19 سبتمبر 2008,5:18 م
طاولة الحوار

خالد صاغية

الأخبار عدد الجمعة ١٩ أيلول ٢٠٠٨

«كيف بلغت الأمور هذا الحدّ؟ لا أعرف. كانت أحداثاً مؤسفة وغير ضرورية... تعادلنا في الخسارة... وأنا مستعدّ لإعادة الأمور إلى سابق عهدها». هكذا افتتح دون كورليوني اللقاء في قصر بعبدا، بعدما توجّه بالشكر إلى غريمه دون بارزيني، «أريد أن أشكرك لمساعدتي على تنظيم هذا اللقاء اليوم. وأشكر كذلك الرؤساء الآخرين للعائلات الخمس من نيويورك ونيوجرسي، وأيضاً الشركاء الآخرين الذين أتوا من كاليفورنيا ومن كنساس سيتي، وباقي المقاطعات في البلاد. شكراً لكم». بعد توتّرات ومعارك دمويّة بين أبناء العائلات الإيطالية الخمس الكبرى، ارتأى أمراء هذا العائلات أنّه لم يعد باستطاعتهم تحمّل كلفة الحروب الصغيرة في ما بينهم. فقد بدأت تلك الحروب تؤثّر على مصالحهم وأعمالهم. بادر دون كورليوني إلى طلب الحوار، واستجاب دون بارزيني الذي دعا الجميع إلى طاولة مصالحة في إحدى قاعات مكتبه.

تلاقى دونات الطوائف في فيلم «العرّاب»، ودار عتاب في ما بينهم. لكنّ ذلك لم يمنعهم من التحدّث بصراحة عن ضرورة التحلّي بالمنطق، وإيجاد طريقة سلميّة لتقاسم الغنائم.

دون بارزيني: «نشكر دون كورليوني للدعوة إلى هذا اللقاء. نعرف جميعاً أنّه رجل صادق ومتواضع، يصغي دائماً إلى المنطق... الأيّام تبدّلت. لم يعد الأمر كما كان في الماضي حين كنّا نقوم بما يحلو لنا»...

كورليوني: «آمل أن نجتمع هنا لنتحاور بالمنطق. وبما أنّي رجل منطقي، سأفعل كل ما هو ضروري لإيجاد حل سلمي لمشاكلنا».

بارزيني: «اتفقنا إذاً... وسيسود السلام في ما بيننا».

تتاليا: «يجب أن أحظى بضمانات من كورليوني. مع مرور الزمن وازدياد نفوذه، هل سيعمد إلى الأخذ بالثأر؟».

كورليوني: «تتكلّم عن الثأر. هل سيعيد لك الثأر ولدك أو يعيد لي ولدي؟ أتنازل عن الثأر... دعوني أقسم لكم بحياة أحفادي إنّني لن أكون الشخص الذي يخرق السلام المعقود هنا اليوم».

عناق بين كورليوني وتتاليا. تصفيق.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: