الجمعة، 22 أغسطس 2008,4:07 م
ابتكاراتٌ سياديّة
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ٢٢ آب ٢٠٠٨
رغم افتضاح كلّ شيء، وكشف كلّ المستور، وخصوصاً منذ الضغط لاستصدار قراريْ الحكومة السابقة الشهيرين، ثمّة من لا يزال مصرّاً على ادّعاء الدفاع عن السيادة والاستقلال، والحرية.لا شكّ في أنّ التشبيه الذي ساد لفترة طويلة بين «عنجر» و«عوكر» يحمل كثيراً من الظلم للأميركيّين الذين يعرفون كيف يمارسون الضغط بوسائل أكثر حضاريّة، وبتعابير أقلّ فظاظة، وبأيدٍ لا تُقدِم على القتل إلا عن بُعد، أو بعد وضع القفازات. غير أنّ ذلك لا ينفي أنّ من تعتبرهم الإدارة الأميركيّة أدواتِها في لبنان، قد التبس الأمر عليهم، فسمَّوا أنفسهم «أصدقاء» الولايات المتّحدة الأميركية، وراحوا يتصرّفون مع ممثّليها على هذا الأساس. لقد استقبل أمس سياسي لبناني، وهو نائب محترم ومرشّح سابق لرئاسة الجمهورية، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية بيل غرانت. لقاء طبيعي ومفيد، جرى خلاله البحث في الأوضاع في لبنان والمنطقة. فمن حق أي سياسيّ طبعاً أن يختار أصدقاءه، وأن يعمد إلى التشاور معهم في أوضاع البلاد والمنطقة. وقد يتسامح المرء مع سياسي لبناني يفخر بعد لقائه بقائم أعمال أميركي أنّ «وجهات النظر متقاربة» بالنسبة إلى الأحداث الجارية في لبنان والمنطقة والعالم، بعد كلّ ما برز من سلوك للإدارة الأميركيّة في لبنان والمنطقة والعالم، ليس أقلّه الإقدام على احتلال بلدان وتقديم أسلحة ذكيّة لقصف بلدان أخرى، شاءت الصدفة أن يكون لبنان واحداً منها. وقد يتسامح المرء أيضاً مع سذاجة السياسي الذي لا يزال يأمل من الولايات المتحدة الأميركية أن «تسرع في موضوع السلام في منطقة الشرق الأوسط». فالغريق ينتظر أحياناً أيّ قشّة كي يتعلّق بها.
لكنّ الأمور لم تنتهِ عند هذا الحدّ. فقد أخبرنا السياسي اللبناني فخوراً أنّه بحث خلال الاجتماع «في الاستحقاقات المقبلة على لبنان، ولا سيما عمل الحكومة كحكومة وحدة وطنية، والمشاكل التي تواجهها في إمكان الحفاظ على التضامن الحكومي، والتي تجلّت أخيراً في زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للعراق، التي رفض مشاركته فيها وزير الطاقة...». وهذا كلّه طبعاً قبل أن يطلب من القائم بالأعمال مواصلة دعم سيادة لبنان واستقلاله!

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: