الثلاثاء، 6 مارس 2007,9:50 م
«السؤال المحرَّم»
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الثلاثاء ٦ آذار ٢٠٠٧
تحت عنوان «اتفاق الطائف»، كتب جوزف سماحة وصيّته السياسية حول الوضع اللبناني. ثلاث مقالات نشرت في جريدة «الأخبار» في 3، 4، و5 كانون الثاني 2007، طرح فيها ما سماه «السؤال المحرّم»: «هل لا يزال اتفاق الطائف حياً؟».
تحدّث سماحة عن «غياب المرتكزات» للطائف. فالتوافق السوري ــ السعودي ــ المصري لم يعد قائماً. التلاقي السوري ــ الغربي تحوّل خلافاً. والاستقرار لم يعد عنوان السياسة الأميركية في المنطقة. أضف إلى ذلك عوامل داخلية كعودة الحيوية إلى الساحة المسيحية، وبروز انقسامات على الساحة الإسلامية.
لخّص سماحة الدور السوري في لبنان بثلاثة عناوين: المقاومة، الإعمار، وتهميش المسيحيّين. تمثّل «الإنجاز» السوري في إدارة التناقضات بين مشروعي «المقاومة» و«الإعمار»، وفي الحدّ من فاعلية الاعتراض المسيحي. غاب التحكيم السوري. لم يعد ممكناً ضبط التناقضات وفقاً للقواعد نفسها. ليست مرتكزات الطائف وحدها التي غابت، الممارسة انهارت أيضاً.
حين تفلّتت القوى السياسية اللبنانية من الكمّاشة السورية، عبّرت عن نفسها في أربع محطات رئيسة: 8 آذار، 14 آذار، التحالف الرباعي، ووثيقة التفاهم. ويبدو هذا الحراك السياسي المتنازع على «الحقل السياسي اللبناني» أشبه بحركة «صفائح تكتونية» مسبّبة للزلازل. درجة الزلزال غير معروفة، لكنّ الأكيد أنّ ثمّة ما سيتغيّر، وأنّ «الطائف» لم يعد مؤهّلاً لاستيعاب هذا التغيير.
رحل جوزف سماحة مؤكّداً الحاجة إلى طائف جديد. أمّا هواة الانزلاق إلى الهاوية، فما عليهم إلا الترداد الببغائي للازمة الحكومة والمحكمة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: