الخميس، 15 فبراير 2007,9:26 م
رجولة
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ١٥ شباط ٢٠٠٧
ما هي مشكلة النائب وليد جنبلاط مع الرجولة؟سؤال يطرح نفسه بشدّة بعد مهرجان أمس. فقد عدّ جنبلاط نفسه والمحتشدين في ساحة الشهداء من «الرجال الرجال» الذين لن يستسلموا للإرهاب والعبوات القاتلة. ثمّ أطلق شتائم عدّة بحقّ الرئيس السوري بشار الأسد، قبل أن يناديه «يا مخلوقاً من أنصاف الرجال». وفي مناسبة سابقة، أراد جنبلاط أن يمدح الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، فوصفه بـ«الرجل الرجل».فلننحِّ جانباً علم النفس الذي يملك، في المناسبة، تفسيراً لهذا الإصرار على إقحام مسألة الرجولة مراراً وتكراراً، ولنتساءل: ما كان دور السيّدة نايلة معوّض على المنبر مثلاً؟ وهل تُعدّ هي الأخرى من «الرجال الرجال»؟ وماذا عن النساء الأخريات المحتشدات في ساحة الشهداء؟ هل هنّ من اللواتي أعلنّ استسلامهنّ للإرهاب؟قد يقال إنّه لا داعي للمبالغة. فالنائب الكريم استخدم عبارة شائعة أراد منها التدليل على شجاعة «شعب 14 آذار». لكنّ القبول بهذا التسويغ لا يلغي تساؤلاً آخر: ما الذي يجعل من دكتاتور كبشّار الأسد «نصف رجل»، وحاكم بأمره كالملك عبد اللّه، خادم الحرمين الشريفين، رجلاً بميزات مضاعفة؟التساؤل ضروريّ لفهم معايير حركة 14 آذار للرجولة، وخصوصاً بعدما استمعنا أمس إلى معايير جديدة للمقاومة والشرف. فالتفوّق الأخلاقيّ الذي تحاول الحركة إسباغه على نفسها بدأ يسمح لها بإعادة كتابة التاريخ، وصياغة الواقع والمفاهيم أيضاً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: