الثلاثاء، 12 سبتمبر 2006,12:24 ص
«ستيريو»


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١١ أيلول


نادراً ما يعلو صراخ اللبنانيّين الأرمن. وهذه ميزة أرمنية، على الأرجح، أكثر ممّا هي لبنانيّة عامّة. يشاركون في الحياة السياسية بصمت. ويساهمون في بناء الاقتصاد اللبناني بصمت. يقومون بمهن يصعب تخيّل لبنان من دونها، ويصعب تخيّلها في لبنان من دون الأرمن.لا داعي للحديث عن عدد من الحِرف التي ما أن تسأل عنها حتّى تُنصح بالذهاب إلى «الأرمني». ولا داعي للقول إنّ الحصول على «أطيب سندويش» يتطلّب منك أيضاً قصد «المحل الأرمني». يكفي أن نفكّر بالموسيقى. ثمّة أجيال لبنانية كاملة مدينة للأرمن، دون سواهم، في تعلّم الموسيقى وتذوّقها. ولعلّ شغف الأرمن بالموسيقى الكلاسيكية في أجواء كالأجواء اللبنانية، يضيف إلى فرادتهم فرادةً، وإلى هدوئهم هدوءاً.مطلب الأرمن اليوم بسيط: احترام مشاعرهم وذاكرتهم الجماعيّة. ارتكبت بحقّهم مجزرة. لم يحصلوا على اعتراف ولا على اعتذار. من حقّهم، والحال هذه، ألا يشعروا بالسرور لرؤية قوات تركية في لبنان. المسألة ليست طائفية أو إثنية. يتعلّق الأمر باحترام الحياة أولاً، واحترام رأي ما يقارب 4% من الناخبين اللبنانيين، ثانياً.من الصعب إقناع أيّ لبناني بأنّ أسباباً قاهرة تجبر الحكومة اللبنانية على دعوة القوات التركية إلى الجنوب. من الصعب إقناع أيّ لبناني بأن أسباباً قاهرة تجبر الحكومة اللبنانية على إيذاءٍ مجانيٍّ لمشاعر عدد من مواطنيها، اللهمّ إلا إذا كانت لا تحسبهم «مواطنيها»، أو أنّها تسعى للفرض عليهم عقاباً سياسياً من النوع الرخيص.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: