الثلاثاء، 5 سبتمبر 2006,12:18 ص
تفاوت في الأحجام

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ٤ أيلول


اجتماعات لمجلس الأمن. استصدار قرارات. اغتيالات ومحاولات اغتيال. ملايين في الشارع، وملايين مضادة. جنرالات في السجن. حرب طاحنة. قرى مدمّرة، مقابر جماعيّة... محطّات ومشاهد أخرى إذا ما نُظر إليها جيداً، ثمّ نُظر إلى هذا البلد الصغير، يتبيّن التفاوت في الأحجام، وعدم ملاءمة فظاظة هذه الأحداث لبلد صنع أسطورته قربُ البحر من الجبل. صحيح أنّ أهازيج وبهلوانات كثيرة رافقت العامين الماضيين، لكنّ الطابع الصارم بقي مسيطراً. وجاء خراب الحرب الأخيرة ليزيد وقع الصدمة. صدمة التقاء خفّتنا بهول هذا العالم.لكن، الحمد لله، وُجد من يعيدنا إلى تلك الخفّة. وُجد من يعيدنا إلى رشدنا. من يذكّرنا بأنّ هذه هي بيروت، وأنّ هذا هو البلد الذي «ما بيقبض حدا» والذي «ما حدا بيقبضو». ومَن أفضل من «الأستاذ» للقيام بهذا الدور؟ وخصوصاً أنّه كان قد اختير دون غيره، في يوم ما، ليُقدّم أضحية ودليلاً على أنّ طبقة سياسية جديدة ستولد بعد الانسحاب السوري. «الأستاذ» الذي خبر كيف كان كلّ المتحذلقين الذين «يلحمسون» له اليوم، ينظرون إليه بازدراء بعد عودتهم من خطبهم المظفّرة أمام الجماهير التائقة إلى الحرية.بالطبع، كان «الأستاذ» ينظر إليهم ويضحك. «ولاد خليهن يلعبوا». وحين استفاق الأولاد، أراد «الأستاذ» أن يبادر ويلعّبهم. فبسرعة قياسية، أصبح الرجل الوحيد الذي لا يريد له أحد أن يغادر الملعب. الرجل الوحيد الذي يتقن اللعب «حقاً».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: