الجمعة، 18 يوليو 2008,2:09 م
إعلان وفاة
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ١٨ تموز ٢٠٠٨
خبر عاجل: «صدر عن مفوضيّة الإعلام في الحزب التقدّمي الاشتراكي التوضيح الآتي: ورد في الكلمة الموزّعة للنائب وليد جنبلاط في حفل استقبال الأسير المحرّر سمير القنطار في عبيه ما يلي: «أقول أن لا تناقض بين الحرية والمقاومة، وأن لا تناقض بين الاستقلال والمقاومة وبين السيادة والمقاومة». أمّا الصحيح والمقصود، فهو: أتمنّى ألا يكون تناقض بين الحرية والمقاومة، ولا تناقض بين الاستقلال والمقاومة، ولا تناقض بين السيادة والمقاومة». لذا، اقتضى التوضيح». انتهى الخبر.
طبعاً، لا يصحّح هذا الخبر كلمة وليد جنبلاط، بل يؤكّد خطورة ما جاء فيها، وخصوصاً أنّ الكلمة الموزّعة التي سمعها المواطنون مباشرة على الشاشات حملت عبارة «برأيي أن لا تناقض...»، ما يعني أنّ الزعيم «الاشتراكي» عبّر عن رأي لا مكان للتمنّيات فيه، كما حاول أن يوحي خبر التصحيح.
أمّا مكمن الخطورة في تصريح جنبلاط، فهو في قوله أن لا تناقض بين المقاومة وشعارات 14 آذار (حرية، سيادة، استقلال). وهذا بالضبط إعلان وفاة، أو انتهاء صلاحيّة لحركة 14 آذار المجيدة التي تحوّلت منذ زمن إلى حركة مطالبة بنزع سلاح حزب اللّه بحجّة «بناء الدولة».
والواقع أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يلمّح فيها جنبلاط إلى حادث الوفاة هذا. فقد سبق أن فعل ذلك من القصر الجمهوري، حين أعلن للمرّة الأولى تأييده (اللفظي) للنسبيّة للتمكّن من الخروج من الاستقطابات السياسيّة الحاليّة بين فريقي 8 و14 آذار.
يعرف الجميع المعارك التي خاضها جنبلاط ضدّ النسبيّة. وما رفعُ رايتها اليوم إلا تعبير عن ضيقه من الانتماء إلى قوى 14 آذار. قد يكون للتغييرات في المنطقة ولحوادث 7 أيّار دور في ذلك، إلا أنّ الكلمة الفاصلة تبقى لقرب موعد الانتخابات النيابية. إنّها اللحظة التي يختارها جنبلاط دائماً لمفاجأة الجميع، فيستعيد تارة «بطولات» الحرب الأهليّة، وطوراً «ثورة» كمال جنبلاط على الرأسماليّة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: