الخميس، 26 يونيو 2008,1:56 م
موسم خطِر
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٢٦ حزيران ٢٠٠٨
بدأ الموسم الانتخابي باكراً... وخطِراً. فأمام الاستقطاب ذي الطابع الطائفي، لم يبقَ أمام الخائفين على مقاعدهم النيابية سوى المزايدة الطائفية من أجل كسب مزيد من التأييد الشعبي وضمان الفوز في الانتخابات. يحار المرء أمام واقع كهذا في ما إذا كان عليه أن يفرح أو يحزن لحسم معظم المعارك الانتخابية سلفاً في اتفاق الدوحة. فقليل من التواضع في ممارسة الديموقراطية قد يكون أفضل من الإسراف في ممارستها، حين تكون كلفة هذا الإسراف مزيداً من السعار الطائفي الذي ينتهي دائماً صراعاً دامياً.
منذ مدّة، والقيادات المتنافسة على الساحة المسيحيّة يزايد بعضها على بعض لكسب الشارع. لعب المسلمون، سنّةً أو شيعةً، دور الفزّاعة التي يرفعها الزعماء المسيحيون أمام أنصارهم. الترميز كان حاضراً بالطبع. استُخدمت عبارات، كسلاح حزب الله أو ولاية الفقيه. واستُخدِمت، في المقابل، الحريريّة والتوطين. لا الحريريّة ضُرِبت، ولا نُزع سلاح المقاومة. ولم يبقَ أمام الشارع المخدوع إلا حشد أعداد غفيرة للمشاركة في تطويب الأب يعقوب الكبوشي، برعاية من الفاتيكان. جائزة ترضية لجمهور اعتقد لوهلة أنّ خروج الجيش السوري من لبنان سيخرجه من حال التهميش.
بعيداً من الملعب المسيحي، تبرز زحمة سنّية على مقاعد مدينة طرابلس. عاد الجميع، موالاةً ومعارضةً، إلى الخطاب المنغلق على الطائفة. لم يواجه سياسيّون موالون كبير عناء في رفع مستوى التحريض الذي امتهنوه في السابق، وسقطوا في فخ منافسة التيار السلفي في هذا المضمار. لكنّ سياسيّين معارضين وجدوا أيضاً الفرصة سانحةً كي يركبوا الموجة الطائفية. ولمّا كانت كلفة التهجّم على حزب اللّه مرتفعة سياسياً، وجدوا في العماد ميشال عون هدفاً ملائماً لشدّ «العصب السنّي» من حولهم. استغلّوا حديث عون بشأن صلاحيات رئيس الحكومة، ليثبتوا أنّهم ـــــ وإن كانوا من خارج فريق الموالاة ـــــ مدافعون أصيلون عن مصالح الطائفة.
بدأ الموسم الانتخابي باكراً... وخطِراً. مواجهات باب التبانة ـــــ بعل محسن قد لا تكون إلا بداية لمزيد من الاقتتال الأهلي الذي تجري على إيقاعه المعارك الانتخابية. وقد بدأ بعض النواب بأداء دور القبضايات. اسألوا مصباح الأحدب، نموذج التجدُّد الديموقراطي!

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: