الأربعاء، 23 يناير 2008,8:01 م
مواعيد

خالد صاغية
الأخبار عدد الأربعاء ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٨
عندما يحين موعد النوم، يرتدي معالي الوزير ربطة عنقه فوق البيجاما المقلّمة. يريد أن يتأكّد من أنّه، رغم كلّ شيء، ما زالت الحكومة هنا، وما زال هو وزيراً في الحكومة.عندما يحين موعد التصاريح التلفزيونية، يتحدّث معالي الوزير بلهجة هادئة. يريد أن يتأكّد أنّه، رغم كلّ شيء، ما زال عقله هو ما يملي عليه أقواله وأفعاله.عندما يحين موعد النهب المنظّم، يغمض معالي الوزير عينيه اللتين لا تريان إلا ما يجب أن ترياه. وحين يفتحهما، ينبس بهمهمات عن الإصلاح وبناء الدولة.عندما يحين موعد السعار الطائفي، يطلق معالي الوزير الأوصاف الليبراليّة على هذا السعار. وحين يهدأ الجوّ، ينبس بهمهمات عن التسامح والحوار بين الطوائف والأديـان.عندما يحين موعد العشاء مع سعادة السفير، يتحوّل معالي الوزير إلى صنف من أصناف الزواحف.عندما يحين موعد المبادرات، ينطق معالي الوزير باسم شعب متخيّل.معالي الوزير ليس غبيّاً. لكن، عندما يحين موعد الغباء، يستغبي.معالي الوزير ليس كاذباً. لكن، عندما يحين موعد الكذب، يخفي أجزاءً من الحقيقة.معالي الوزير ليس خائناً. لكن، عندما يحين موعد الخيانة، يدفن وجهه في الرمال، ويلجأ من جديد إلى التمتمة.معالي الوزير ليس فرداً. إنّه حالة داخل الحكومة، وخارجها.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: