السبت، 19 يناير 2008,12:22 ص
حيويّة فائقة
خالد صاغيّة
الأخبار الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠٠٨
رغم انسداد الأفق الظاهر لحلّ الأزمة اللبنانية، يفاجأ المتابعون بالقدرة على اجتراح المبادرات لفتح كوّة في الجدار. وهذا دليل حيويّة استثنائيّة لدى الطاقم السياسي اللبناني. آخر تلك المبادرات حاولت تخطّي عقبة الحوار المرفوض بين العماد ميشال عون والنائب سعد الدين الحريري. فجاء اقتراح أن تقبل الموالاة بالتفاوض مع عون، شرط أن تُرسل إليه السيّد كارلوس إدّه ليفاوضه، بدلاً من الحريري.
الاقتراح منطقي وعقلاني لأسباب عدّة:
1 ـــــ يتمتّع إدّه وعون بالشرعيّة التمثيليّة نفسها داخل المجلس النيابي وخارجه، وخصوصاً في بلاد كسروان وجبيل.
2ـــــ يحتلّ إدّه داخل فريق الموالاة الموقع المؤثّر نفسه الذي يحتلّه عون في فريق المعارضة.
3ـــــ الاسمان مطروحان بقوّة لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
4ـــــ يتمتّع الرجلان بالتاريخ السياسي العريق نفسه.
5ـــــ يتحدّث إدّه وعون العربيّة بالطلاقة نفسها.
لكن، رغم كلّ هذه القواسم المشتركة، ثمّة عقبات اعترضت تولّي عون وإدّه المفاوضات. فإدّه رأى أنّ دخوله في متاهة كهذه يمثّل انتقاصاً من دوره السياسي. فهو أوّلاً عميد، أمّا عون فمجرّد جنرال سابق. وإدّه يمثّل الديناميّة السياسيّة الصاعدة في الشارع المسيحي، مقابل الانحدار المتسارع في شعبيّة عون.لذا، اضطرّ سعد الحريري إلى اصطحاب أمين الجميّل إلى لقاء عون. الاجتماع لم يتوصّل إلى أيّ نتيجة ملموسة طبعاً. فقد أعلن الحريري أنّه لا يستطيع اتّخاذ أي موقف دون مشاورة العميد إدّه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: