الثلاثاء، 2 أكتوبر 2007,6:37 م
ابن الحريريّة البارّ

خالد صاغية

الأخبار عدد الثلاثاء ٢ تشرين الأول ٢٠٠٧

«لن نزيد الحدّ الأدنى للأجور، وأعتقد أنّه لا يوجد الكثير من المواطنين الذين يتقاضون الحدّ الأدنى للأجور، وأنا لا أؤمن بالحدّ الأدنى للأجور»... «تحديد سعر ربطة الخبر يفيد المليونير مثلما يفيد الفقير»... «مع أنّ حماية الشرائح الفقيرة والمتوسّطة هدف نبيل، إلا أنّه يحتاج إلى تمويل من خزانة الدولة، أي من جيوب الفقراء أنفسهم»...هذه بعض حكم وزير الاقتصاد والتجارة سامي حدّاد في ما يخصّ العدالة الاجتماعية («الأخبار» العدد 342). لا يستطيع المرء إلا أن ينحني فعلاً أمام صدق هذا الرجل وصراحته في تحديد التوجّهات الاجتماعيّة للسياسات الاقتصادية لحكومته. والواقع أنّ هذه ليست توجّهات الحكومة وحدها، بل كلّ حكومات ما بعد الطائف التي تولّى رئيس الحكومة الحالي وزارة المال فيها.حِكَم الوزير وصراحته لا تقتصر على الأجور والأسعار والتوزيع الضريبي، فهو يملك أيضاً آراء حادّة في تشجيع المنافسة ومكافحة الاحتكارات، إليكم بعضها: «خفضتُ وزن ربطة الخبز وزدتُ سعر الخبز لأنّ الأفران هدّدتني بالإضراب»... «يمكن أن يكون هناك احتكار في قطاع البنزين، لكن ماذا أستطيع أن أفعل؟»... «هل أنا مسؤول عن كل التجمّعات الاقتصادية والكارتيلات؟»...ختاماً، لا ينسى معالي الوزير أنّه عضو في حكومة يبدو رئيسها مهووساً بتعزيز النموّ، فيعلن: «إذا كانت أكلاف الإنتاج في الخليج أرخص، فليذهب الصناعيّ إلى هناك».للأمانة، سامي حداد ليس حالة فريدة. إنّه واحد من مروّجي صنف محدّد من الرأسماليّة، صنف ترجمته اللبنانية تدعى «حريريّة».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: