الاثنين، 17 سبتمبر 2007,6:23 م
Quiz Night


خالد صاغية

الأخبارعدد الاثنين ١٧ أيلول ٢٠٠٧

في برامج آخر الليل، على محطات تلفزيونية عدّة، تُقدَّم جوائز نقديّة فوريّة لمن يجيب على أسئلة يفترض واضعوها عن حقّ أنّها في غاية السهولة. ففي إحدى الفقرات، تُبَعثَر كلمة مصر مثلاً، ويُطلَب من المشاهد إعادة ترتيب حروفها للحصول على اسم بلد عربي. وفي فقرة أخرى، قد تظهر على الشاشة صورة دريد لحّام، ويُسأل المشاهد عن اسم صاحبها.منذ البداية، يعـرف معدّ البرنامج ومشاهـــده أنّ لا مكان لإجابـة خاطئة. فكلّ مــا هو مطلوب أن «يتجرّأ» المشاهد على الاتّصال، والربح فوريّ ومضمون. ومع ذلك، يأنف كثيرون من المشاركة. فتكون مهمّة مقدّمة البرنامج، التي قد يعاونها زميل لها، حثّ الناس على الاتّصال، عبر القيام بحركات في الوجه واليدين واللسان، تصل إلى حـدّ التوسّل إلى المشاهد كي يتّصل. ومع ذلك، يتأخّر الاتصال. وكلّما تأخّر أكثر، ارتفع منسوب التوسّل، مصحوباً بقدر أعلى من التفاهة.لا نفهم لمَ طرح الأسئلة، ولمَ لا تُقدَّم الأموال لقاء الاتّصالات وحسب. ربّما تكمن اللعبة في قدرة المشاهد على الانزلاق إلى التفاهة مزهوّاً، وأن يستسلم لإغواء التفاهة، فيما هو يعطي إجابة معرفيّة صحيحة.برامج آخر الليل هذه باتت على أكثر من شاشة. انضمّ إليها أخيراً رهط جديد من مقدّمي البرامج، يمارسون إغواء التفاهة عارياً، من وراء الميكروفونات. بعضهم يُطلَق عليه اسم زعماء الطوائف، وبعضهم الآخر مجرّد مرشّحين لرئاسة الجمهوريّة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: