الاثنين، 12 مارس 2007,8:54 م
جرحٌ نازف
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاثنين ١٢ آذار ٢٠٠٧
تطلّب الأمر لقاء بين برّي والحريري لتعود الأمور إلى نصابها «الصحيح». وكالعادة، كان النائب نعمة الله أبي نصر هو من قرع جرس الإنذار الطائفيّ. فبعد وصول البلاد إلى حافة حـرب أهلية، هال النائب الكسروانيّ أن «يقتصر الحوار الوطني على طـائفتين وأن يغيب ممثّلو الطوائف المسيحيّة».يضع أبي نصر ما يجري في خانة استمرار «مسلسل التدهور الذي أصاب الطائفة المارونية منذ التوقيع على ما سمّي آنذاك وثيقة الوفاق الوطني في الطائف». وقد لا تكون الصدفة وحدها ما جعل تصريح أبي نصر يأتي بعد يومين على التحرّك الاحتجاجيّ لمجموعة «لبناننا»، والذي رأى «أنّ كتاب التربية يعالج العلاقات اللبنانية ـ السورية بطريقة انتقائية تكرّس منطق الغالب والمغلوب السائد منذ اتفاق الطائف».ليس واضحاً إذا كان هذا الحديث عن تدهور وضع الطوائف المسيحية نعياً لفاعليتها السياسية أم مطالبة بحقوقها. لكنّ هذا النعي يصبح مرجّحاً حين نستمع إلى وجهة نظر مسيحية أخرى عبّر عنها النائب جورج عدوان قائلاً «ليس المهمّ من يحاور بل من يتّخذ القرار». فإذا كان هناك من يبكي مجداً ضائعاً، فهناك أيضاً من يحاول إقناع الآخرين بإنكار الواقع.قد لا يكون الأمر مجرّد خلل في الأولويّات، بل تعبيراً عن أنّ حلّ أزمة الحكومة والمحكمة، وتخفيف حدّة الاحتقان السنّي ــــــ الشيعي، لن يقفل جرحاً مسيحياً نازفاً منذ انتهاء الحرب. فلنستعدّ لحفلة جنون أخرى.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: