الخميس، 15 أكتوبر 2009,10:42 م
ممنوع من النشر

خالد صاغية

الأخبار عدد الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠٠٩


«أعزّاءنا القرّاء،
بما أنّنا نحترمكم،
وبما أنّنا نحترم أنّكم، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ما زلتم تصرّون على شراء صحيفة بدلاً من إنفاق الألف ليرة على ما هو أجدى...
وبما أنّ المشاورات من أجل تأليف الحكومة في لبنان قد دخلت في مسار مملّ...
وبما أنّ الطاقم السياسي عاجز عن تأليف الحكومة، ولديه أسبابه لعدم إعلان ذلك، فيستمرّ في الكذب عليكم...
وبما أنّنا نظنّ أنّ على الصحافة أن تتابع أموراً أكثر أهمية من تصيُّد أجواء لقاءات غير ذات جدوى، تحصل هنا وهناك...
وبما أنّنا لا نرضى لصحافيّينا أن يكتبوا لمجرّد ملء الصفحات البيضاء...
وبما أنّه ليس من وظيفة الصحافيين أن يتحوّلوا إلى منجّمين صغار يمضون أوقاتهم بالتنبّؤ بالتفاؤل أو التشاؤم، وما بينهما من تشاؤل وتفاؤم...
وبما أنّ صيت جريدة «الأخبار» أنّها جريئة لدرجة الوقاحة في بعض الأحيان...
لكلّ هذه الأسباب، قرّرتْ «الأخبار» التوقّف عن متابعة أيّ خبر يتعلّق بتأليف الحكومة. ونعدكم بأنّه حالما تُعلَن ولادتها، سننشر الخبر مرفقاً بصورة لكلّ وزير. أمّا الآن، فلدينا ما هو أهمّ للقيام به».
كان من المفترض أن يُنشَر هذا النص على الصفحة الأولى من «الأخبار»، وأن يدخل مضمونُه حيّز التنفيذ. لكنّ التشاور مع بعض الزملاء في الجريدة، أسقط الاقتراح. لذلك، لا بدّ أنّ قرّاء الجريدة قد انتبهوا إلى أنّ النص لم يجد طريقه إلى الصفحة الأولى. ولا بدّ أنّهم قرأوا على تلك الصفحة عنواناً ما يتعلّق بولادة الحكومة. ذلك أنّ وجهة النظر السائدة، التي أسقطت الاقتراح، هي أنّ القرّاء مهتمّون بتأليف الحكومة، ولا يمكن الصحيفة ألّا تضخّ لهم موادّ يوميّة تروي ظمأهم في هذا المجال.
إذا كانت هذه هي الحال، وما دامت مهمّتنا الكتابة كي يقرأ القرّاء، فإليكم آخر الأخبار: ما زالت تداعيات قمّة «س ـــــ س» تُلقي بظلالها على الأجواء السياسية اللبنانية. لقد بدأ البحث في الحقائب والأسماء. ثمّة تفاؤل بقرب تأليف الحكومة. العمل جارٍ على تذليل بعض العقبات. المعارضة ترى مطالبها محقّة. الأكثريّة ترى أنّها قدّمت ما يكفي من التنازلات. لمزيد من المعلومات، زوروا بيت الوسط.


 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: