الأربعاء، 7 أكتوبر 2009,11:37 م
استجداء بند على جدول الأعمال

خالد صاغية

الأخبار عدد الاربعاء ٧ تشرين الأول ٢٠٠٩


ثمّة رجلان يلتقيان اليوم في إحدى العواصم العربيّة. لا أحد يعرف بدقّة مواضيع البحث التي سيتناولانها. ولا أحد يعرف مدى اتّفاقهما ومدى اختلافهما. ولا أحد يعرف ما رأي الدول الأخرى المعنيّة بلقائهما. ورغم ذلك، تتوقّف الحياة هنا مشدوهةً بهذا اللقاء المنتظر. ثمّة رجلان يلتقيان اليوم في إحدى العواصم العربيّة. الأوّل اتُّهم نظامه بارتكاب فظاعات، وأطلقت بحقّه عبارات غير لطيفة من أطراف لبنانية شديدة النفوذ. أمّا الثاني، فلم يكن لبنانيّون آخرون أكثر لطفاً مع نظامه الذي اتّهم بضخّ الأموال من أجل الفتنة وبتصدير الإرهابيّين وبحياكة المؤامرات. ورغم ذلك، تتوقّف الحياة هنا مشدوهةً بهذا اللقاء المنتظر.
ثمّة رجلان يلتقيان اليوم في إحدى العواصم العربيّة. سبق لدولتيهما أن رعتا اتفاقاً ناظماً لشؤون اللبنانيين السياسية. رعتاه يوم كانت الولايات المتحدة الأميركية مسلّمة لهما بإدارة هذا الحيّز من العالم. لم يعد هذا التفويض قائماً، أقلّه ليس الآن. وقد دخلت دول أخرى على الخط. الاجتماع الثنائي ليس إلا محاولة وهميّة لاستعادة صورة قديمة. ورغم ذلك، تتوقّف الحياة هنا مشدوهةً بهذا اللقاء المنتظر.
ثمّة رجلان يلتقيان اليوم في إحدى العواصم العربيّة. الصقور والصواعق اللبنانيّة التي ملأت الشاشات طيلة سنوات تهيّج وتجيّش من أجل المعركة الكبرى، انضبّت اليوم في أوكارها تنتظر اللقاء المنتظر.
فاللقاء وحده كافٍ لإشاعة مناخ تفاؤلي... مجرّد اللقاء يريح الوضع في لبنان... عبارات تتردَّد كلّ يوم، من دون أن يجرؤ اللبنانيّون على تفكيك معانيها. فمجرّد التفكير فيها يصيبهم بالذعر، ويكسر شوكتهم، ويحطّم صورة التفوّق التي ينسجونها عن أنفسهم.
فنحن أمام مشهد لا يتمنّاه المرء لنفسه. مشهد بلاد قُلبت رأساً على عقب بحجّة السيادة والاستقلال، وها هي تستجدي اليوم قبول طلب انتسابها كبند على جدول الأعمال السوري ـــــ السعودي. لكنّ المشهد، على ما يبدو، ليس مذلّاً كفايةً. يجب أن يعرف اللبنانيون أنّهم لن يرتقوا إلى مستوى يؤهّلهم للوصول إلى جدول الأعمال، إلّا إذا حنّ قلب المجتمعين في اللحظة الأخيرة، فقبلوا بوضعهم على هامش الجدول، لا في متنه. واللبنانيّون راضون. الهامش يكفيهم. مجرّد لفتة تكفيهم. مجرّد بسمة من خادم الحرمين الشريفين، أو إيماءة من الرئيس بشار الأسد، وكلّ الباقي يهون. ألم يرفع هذا الشعب يوماً شعار «لعيونك»؟


 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: