الأربعاء، 18 يوليو 2007,11:39 م
الدولة شأنٌ آخر
خالد صاغية
الاخبار عدد الاربعاء ١٨ تموز ٢٠٠٧
بات للهجمة على مقاومة الاحتلالات عنوان في منطقة الشرق الأوسط: بناء الدولة. فعلى «القوى الراديكالية» أن تقنع بما خبّأه القدر الأميركي ـــــ الإسرائيلي لها، وأن تتنكب لمهمّات عظمى تتعلّق بركائز ما يسمّى الدولة ـــــ الأمّة. وهي مهمّات لا يمكن إنجازها إلا بالاستماع إلى حِكَم طراز معيّن من السياسيين الذين يُدعَوْن «رجال دولة»: محمود عباس، سلام فياض، فؤاد السنيورة، إلخ...أسماء يبرز نجمها بقدر ما تعمل لأفول نجم المقاومات في بلدانها. هكذا سطع اسم السنيورة خلال حرب تموز وبعدها، وهكذا يبرق ويرعد الآن اسم أبي مازن. فقد زفّ هذا الأخير نبأ تبرّؤ حركة «فتح» من مقاومة الاحتلال من الآن فصاعداً. ومن قال إنّ حركات التحرّر لا يمكنها أن تتوقّف في منتصف الطريق؟ما يثير الشفقة حقاً هو أن يعتقد الرئيس الفلسطيني أنّه بخطوته هذه قد أعلن انحياز غالبية الشعب الفلسطيني إلى «مشروع الدولة»، فيما تبقى فئة مضلّلة أو مجرمة ترفض هذا المشروع. المنطق نفسه يستخدمه كلّ يوم فريق 14 آذار الذي لا يكفّ عن مهاجمة المقاومة في لبنان بحجّة إعاقتها بناء الدولة. لكن في لبنان، تتحوّل الشفقة إلى سخرية حين ينظر المرء إلى القوى التي تزايد في دفاعها عن الدولة.قد يملك المرء ألف سبب لإلقاء سلاحه، وهو موقف لا يخلو من شجاعة، شرط أن يسمّى الاستسلام استسلاماً. أمّا الدولة، فحديث آخر.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: