الجمعة، 27 أبريل 2007,10:44 م
فليتوقّف البازار
خالد صاغيّة
الاخبار عدد الجمعة ٢٧ نيسان ٢٠٠٧
يبدو أنّ الاستقطاب السياسيّ، حين يصل إلى مستويات حادّة، يُسقِط عدداً من المحرّمات. كأن يصبح مثلاً الاتجار بقضية المجازر الجماعيّة، أو الحرب الأهليّة ومسؤوليّاتها، أو عمليات الخطف، اتجاراً مشروعاً يُوَظَّف في البازار السياسيّ.آخر بدع هذا البازار استغلال قضيّة حسّاسة كخطف شابين لتسجيل بعض النقاط السياسيّة في معركة لا يشرّف أحداً الفوز فيها. فأحد النوّاب «المحبّين للحياة» و«المناضلين من أجل الحرية»، بعد زيارته لذوي المخطوفين زياد غندور وزياد قبلان، ارتأى أن يستغلّ المناسبة ليقنعنا مرّة أخرى كيف تتحوّل الشعارات النضاليّة إلى مقاصل تغتال المجتمعات.السيّد أنطوان أندراوس، لشدّة صدق مشاعره تجاه ذوي المخطوفين، أدلى بتصريح تضمّن:أوّلاً، تصفية حسابه مع وسيلة إعلاميّة معارضة (تلفزيون «الجديد») عبر اتّهامها بـ«الدور الأساسي في التحريض ودسّ الأخبار الكاذبة». فبحسب النائب الكريم، إنّ ما روّج له تلفزيون «الجديد» هو الذي شحن النفوس وأدّى إلى التحريض. وفي أيّ حال، ليست هذه المرّة الأولى التي يتهجّم فيها سياسيّون ينتمون إلى تيّارات امتهنت التحريض لتلقي باللوم على الإعلام.ثانياً، ما إن انتهى من اتّهام الإعلام بالتحريض، حتّى انتقل إلى اتّهام الفريق السياسيّ الآخر بـ«التحريض السياسي والطائفي والمذهبي». وأعاد النائب صياغة ما جرى لخدمة أهدافه السياسية، عبر التأكيد أنّ «إزالة الخيم من ساحة رياض الصلح» وحدها تدلّ على صدق نيّة حزب الله «سحب فتيل الفتنة من الشارع».هذا البازار يجب أن يتوقّف... الآن.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: