الاثنين، 5 نوفمبر 2007,7:05 م
الاشتراكيّة بخير

خالد صاغية

الأخبار عدد الاثنين ٥ تشرين الثاني ٢٠٠٧

بين الحين والآخر، يستقبل رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وفداً من الاشتراكيّة الدوليّة. والوفد يلتقي السيّد جنبلاط بصفته رئيساً للحزب التقدّمي الاشتراكي، وواحداً من دعاة التقدّم والاشتراكيّة في العالم العربي. لذلك، يدور الحديث دائماً حول الإنجازات الاشتراكية التي حقّقها الحزب في لبنان.فيبدأ البيك الحديث عن صعوبة الإبقاء على نمط إنتاج إقطاعي في ظلّ السيطرة الرأسمالية. ومع ذلك، فإنّ الحزب التقدّمي الاشتراكي تمكّن من الحفاظ على هذا النمط منعاً للهيمنة الكاملة للرأسمالية على الاقتصاد اللبناني.ثمّ ينتقل الحديث إلى السياسات الحكومية التي دعمها الحزب، ولعلّ أهمّها إعادة هيكلة الاقتصاد في خدمة مصالح الطبقات العليا، وذلك لجعل حياة الفقراء أكثر صعوبة، ما يسهّل قيامهم بالثورة الاشتراكية المنتظرة. وهنا يسهب الزعيم الاشتراكي في شرح فوائد الخصخصة، وخفض الضرائب عن الشركات الكبرى، ورفعها على سائر المواطنين. وكلّ ذلك ما كان ليتمّ لولا الإشعاع الحضاري الآتي من «قلعة الاستقلال»، كما يسمّي الزعيم الاشتراكي السرايا الحكومية المغتصبة.أخيراً، يدخل رئيس الحزب والوفد الاشتراكي في عصف فكري في شأن منافع الإمبريالية على شعوب العالم الثالث، ويبدأ الاستشهاد بكتابات كانت على الموضة في القرن التاسع عشر، لتقديمها على أنّها ذروة المعرفة العلمية. فالإمبريالية لا تنقل التقدّم إلى الشعوب المتخلّفة وحسب، بل تسهم أيضاً في نشر الديموقراطية.لم يخطر في بال الزعيم ولا الوفد الزائر، السؤال عمّن سيدافع عن الديموقراطية بعدما دُمّرت النقابات العمّالية منهجيّاً، فيما وُضعت الطبقة الوسطى على طريق الاندثار.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: