الخميس، 26 يوليو 2007,11:48 م
وحدة بيروت
خالد صاغية
الأخبار عدد الخميس ٢٦ تموز ٢٠٠٧
من يستمع إلى الخطابات المرافقة للانتخابات الفرعية في بيروت، يظنّ للوهلة الأولى أنّه مخطئ في العنوان. فالترشّح للمقعد النيابي لا يعني بالنسبة إلى السيّد محمّد الأمين عيتاني أقلّ من «حرب». إنّها، برأيه، «حرب لاستعادة منصب النائب وليد عيدو». عاد السيّد عيتاني ولطّف من عباراته، فتراجع عن كلمة «حرب» حين ووجه بسؤال بسيط: «حرب ضدّ من؟»، فوصف الانتخابات بـ«المعركة»، «معركة لتوحيد بيروت»، و«لاستعادة العنفوان والكرامة لأهل بيروت». طبعاً، مرشِّح عيتاني وداعمه، الشيخ سعد الحريري كرّر معزوفته السابقة حول القتلة، وخلطه بين من يترشّح ضدّ تيّاره في الانتخابات ومن يرتكب الاغتيالات السياسيّة.كان الأجدى بتيّار كتيّار «المستقبل» الذي لا يسعى، بحسب نوّابه المرتزِقين، إلا لبناء الدولة المدنية والحديثة في وجه من يبني «دويلة ضمن الدولة»، أن يستخدم عبارات أقلّ عسكريّة لدى حديثه عن انتخابات، وخصوصاً حين يكون مرشّحه لا يواجه منافسة جدية. ولتُترَك «الكرامة» و«العنفوان» لأحداث أخرى.وبالمناسبة، ماذا تعني معركة «توحيد بيروت»؟ وهل يمكن الحديث عن بيروت غير موحّدة بعدما ظهرت السيّدة صولانج الجميّل في صورة تذكاريّة في قريطم؟ ولنفترض أنّ بيروت الآن مقسّمة، فهل يعتقد السيّد محمّد الأمين عيتاني أنّه فعلاً الفارس الذي سيعيد إليها وحدتها؟الحديث عن وحدة بيروت وكرامة بيروت يعني في السياق الحالي أمراً واحداً: ثمّة من يريد تحويل بيروت من عاصمة، إلى قاعدة تعبئة في وجه مواطنين لا يُعترَف بهم كمواطنين.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: