الأربعاء، 21 مارس 2007,9:02 م
السلطة والدولة

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ٢١ آذار ٢٠٠٧
لا تملك قوى السلطة خياراً آخر. عليها أن تذهب في لعبتها حتّى النهاية. لعبة اختزلتها ذات يوم بمنح رئيس الحكومة الآتي من عالم المصارف لقب «رجل دولة». لعبة إلغاء الفوارق بين السلطة والدولة. لعبة الإيحاء بأنّ فريق السلطة، بكونه في السلطة، إنّما يدافع عن مقوّمات الدولة في وجه معارضة مرهونة للخارج.لذلك، تصرّ الموالاة اليوم على إظهار نفسها حريصة على موقع رئاسة الجمهورية الذي انتهكته الوصاية السورية. وتتجاهل هذه الموالاة أن لا أحد في لبنان همّش الرئاسة بقدر ما فعل ذلك تيار المستقبل والحزب التقدّمي الاشتراكي.تـــبدي المــــوالاة أيـــضاً حـــرصاً عــــلى الحــــكـــومة، عبر التمسّك بشرعيّة البقية الباقية منها. وتتجاهل أنّ هذا الحرص الظاهر لا يزيد العلاقات بين الطوائف اللبنانية إلا تعقيداً.وفي السياق نفسه، تأتي جمهرة نوّاب الأكثرية في المجلس النيابي، متظاهرين بتمسّكهم بالمؤسّسة التشريعيّة.يمكننا أن نضيف أيضاً الخطاب الحريص على الاقتصاد عبر التركيز على النموّ والدين العام، فيما الواقع لا يشهد إلا إفقاراً لغالبيّة اللبنانيّين.ما تقوم به الموالاة اليوم ليس جديداً على الساحة اللبنانية. لقد سبق لفريق لبناني أن ادّعى حرصه على «النظام»، ولم يستمع إلى اعتراضات سائر الأطراف، ولا إلى التظاهرات والاعتصامات والإضرابات. تجاهل كلّ ذلك رافـــــضاً تــــقديم الــــتنـــــازلات لـ«الجماهير الرثّة».ذات يوم من عام 1975، استفاق هذا الفريق، ومعه سائر اللبنانيين، فإذا بالبلاد غارقة في حرب أهلية.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: