الاثنين، 11 يونيو 2007,11:22 م
توطين... وتهجير

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١١ حزيران ٢٠٠٧

تخيّلوا عجوزاً فلسطينياً محاصراً الآن داخل مخيّم نهر البارد، من دون دواء ومن دون ماء. ماذا يفعل هذا العجوز في أوقات فراغه؟ إنّه حتماً يخوض مؤامرة لتوطين نفسه وتوطين أحفاده داخل الكيان اللبناني.تخيّلوا طفلاً فلسطينياً أجبر على ترك منزله داخل مخيّم نهر البارد. ماذا يفعل هذا الطفل ليلاً، وهو يبحث عن فراش له في مخيّم البداوي المكتظّ؟ إنّه حتماً يحلم بالتوطين.تخيّلوا آلاف الفلسطينيّين الذين دُمِّرت بيوتهم لأنّ ثمّة مجموعة إسلاميّة، معظم أفرادها لبنانيّون منذ أكثر من عشر سنوات، تتعرّض للقصف من قبل الذراع العسكريّة للسلطة اللبنانية. تلك السلطة التي غضّت الطرف عن تنامي هذه المجموعة أشهراً طويلة. ماذا يريد هؤلاء الآلاف اليوم؟ التوطين... حتماً.هذا هو التوقيت الرسميّ للبدء بتنفيذ المؤامرة. فليشرئبّ نعمة الله أبي نصر. وليستنفر الأساقفة الموارنة.لكن، يبدو أنّ التحذير من خطر التوطين لا يكفي وحده في هذا الظرف العصيب. يجب، وفقاً للرئيس أمين الجميّل، «تطهير المخيّمات» التي عادت «أوكاراً» لقوى «إرهابية شرّيرة». ذلك أنّه «مهما حاول الفلسطينيون أن يتنصّلوا من العناصر التخريبية، فالحقيقة المؤكّدة أنّها نشأت وترعرعت داخل المخيّمات، ومن دون ممانعة فلسطينيّة».الواضح أنّنا لسنا هنا أمام محاولة لمنع توطين الفلسطينيّين. إنّنا، ببساطة، أمام دعوة لإعادة تهجيرهم. ولعلّ العزاء الوحيد يكمن في أنّ قاموس التمييز الجميّليّ بات يتجاوز الفلسطينيّين ليشمل أهالي كابول والفلوجة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink |


0 Comments: