الخميس، 31 يناير 2008,8:09 م
من يغسل الشوارع؟

خالد صاغية

الأخبار عدد الخميس ٣١ كانون الثاني ٢٠٠٨

عندما يصاب المواطن ألِف بالزكام، يشعر بالإحباط. وحين يُحبَط، يشعر برغبة شديدة في شرب الكحول. لكنّ الكحول مضرّة للزكام، فهي تمتصّ السوائل من الجسم، ما يسهّل على الفيروسات العبث بالشرايين.وهكذا يواجه المواطن ألِف خيارين: الأوّل، أن يشرب الكحول، فيزول إحباطه، لكن يشتدّ مرضه. أمّا الثاني، فأن يمتنع عن شرب الكحول حتّى لا يشتدّ مرضه، فيشتدّ إحباطه.أمام هذين الخيارين، لا يجد المواطن ألِف مفرّاً من الإسراع في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقيّاً للجمهوريّة. فوحده العماد سليمان ينقذ المواطن ألِف من الأفق المسدود. فالعماد المرشّح يزيل الإحباط، لأنّ انتخابه ينعكس انفراجاً في الأجواء الضاغطة، والعماد المرشّح يزيل المرض أيضاً، بدليل اللوحات الإعلانية المنتشرة في شوارع بيروت التي تنعته بـ«المنقذ».لكن إذا كان سليمان هو المنقذ باعتراف عمرو موسى ومصطفى علّوش، فإنّ المحكمة الدولية تبقى وحدها «الطريق إلى الخلاص»، كما تُعلمنا أيضاً اللوحات الإعلانية المنتشرة في شوارع بيروت نفسها.
***
مساء أمس، انهمرت الثلوج على الساحل. كلّ هذه الثلوج لم تغسل الشوارع. ما زال المنقذ منقذاً، وما زالت طريق الخلاص سالكة. وما زال المواطن ألِف يشعر بالمرض، والإحباط، والرغبة في شرب الكحول.ثمّة من يعبث... بشرايين يديه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:15 ص
وداعاً بونابرت
خالد صاغيّة
الأخبار الأربعاء ٣٠ كانون الثاني ٢٠٠٨
حين كان مؤتمر باريس 3 منعقداً، كانت شوارع بيروت مقفلة. أرادت القوى المتحالفة ضمن السلطة اللبنانية أن توجّه رسالة إلى المجتمعين في باريس بأنّ باستطاعتها أن تقف في وجه حزب الله، لا سياسياً فقط، بل ميدانياً أيضاً، وأنّ من يملك القوّة العسكرية التي تجبر إسرائيل على إنهاء عدوانها، لن يستطيع أن يستخدم القوة نفسها في أزقّة المدينة وشوارعها، حيث قواعد اللعبة مختلفة. وبالتالي، فإنّ قوى السلطة التي يريد المشروع الأميركي استخدامها، تستحق فعلاً الدعم من الأميركيين وحلفائهم.
فهي، بقليل من الدعم، تستطيع أن تصمد وأن تنتصر، وأن تعطي المشروع الأميركي رقعة إضافية على طاولة الشطرنج الشرق أوسطيّة.
وحين كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب منعقداً، كان القتلى يسقطون في شوارع الضاحية الجنوبية. مرّة أخرى، ثمّة من كان يريد أن يوجّه رسالة للمجتمعين: أنا قويّ. أنا أضرب بيد من حديد. لا مانع لديّ، بقليل من الدعم، أن أواجه أعداء المشروع الأميركي في لبنان. فعلى الوزراء العرب أن يتّخذوا كل الإجراءات لدعمي، وألا يضعفوا. فحزب الله لا يستطيع أن يواجه بندقيّة الجيش.
في كلتا الحالتين، وصلت الرسالة. أعطى مؤتمر باريس 3 جرعة دعم قويّة لفؤاد السنيورة، وأعلن الوزراء العرب تاريخ 11 شباط موعداً نهائياً لانتخاب المرشّح الرئاسي «التوافقي».
لم يمضِ وقت طويل قبل أن تتعطّل مفاعيل المؤتمر الباريسي. فمتى تنتهي المغامرة البونابرتيّة الجديدة؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 29 يناير 2008,8:06 م
اللائحة تطول

خالد صاغية

الأخبار عدد الثلاثاء ٢٩ كانون الثاني ٢٠٠٨

بعد حادثة الرمل العالي في 6/10/2006، ومقتل الفتى حسن سويد، عنْوَنَت «الأخبار» بالخط العريض على صفحتها الأولى: «دم على يدَيْ فتفت». يومها كان الوزير أحمد فتفت يحتلّ وزارة الداخلية بالوكالة، وقد أمر قوى الأمن الداخلي بقمع مخالفات بناء على طريق المطار، مهما كلّف الأمر.بعد أحداث مار مخايل في 27/1/2007، لو شاءت «الأخبار» أن تصدر بالعنوان العريض نفسه، بأيّ اسم كان يجب أن تستبدل «فتفت»؟ الإجابة ليست صعبة. لكن، بانتظار نتائج التحقيق، يمكن القول إنّ المسؤوليّة مشتركة بين الفئات الآتية:ــــ السلطة السياسيّة التي ما إن يشرع الجيش بتنفيذ مهمّة ما، حتّى تختبئ خلفه. وكأنّ الجيوش تتحرّك وفقاً لأوامر عسكريّة يتّخذها ضبّاط وجنرالات من دون أيّ دور للحكومات أو لوزارات الدفاع.ــــ كلّ الأحزاب والقوى التي سكتت عن سفك دماء المدنيّين الفلسطينيّين في نهر البارد، ولم يحرّك مشهد دمار المخيّم فيها ساكناً. فثمّة من أخذت يده على الضغط بخفّة على الزناد.ــــ كلّ من شارك في رسم السياسات الاقتصادية الجائرة، وكلّ من وافق على هذه السياسات برفع الأيدي، وكلّ من تواطأ على ضرب حركة نقابيّة فاعلة.ــــ كلّ من رفع رايات «المنقذ» في شوارع بيروت، وأيّد فكرة وصول قائد جيش للرئاسة متراجعاً عن مبادئ كان قد اختطّها لنفسه...اللائحة تطول، وهي بحجم الوطن كلّه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 28 يناير 2008,8:05 م
الرقم «غَلَط»

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ٢٨ كانون الثاني ٢٠٠٨
رغم الانشغال بمتابعة اجتماع وزراء الخارجيّة العرب، ارتأت رئاسة الحكومة إضاعة بعض الوقت. فقد «تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تطوّرات الأوضاع في منطقة مار مخايل ــــــ الشياح... وقد أجرى اتصالات بمؤسسة كهرباء لبنان للوقوف على حقيقة الأمر ووضع التيار الكهربائي».ليس واضحاً ما سبب هذا الاتّصال بشركة كهرباء لبنان، وخصوصاً أنّ رئيس الحكومة كان قد شرح للرأي العام، قبل أيّام، خلفيّات مسألة الكهرباء وأسباب النزول إلى الشارع. وبحسب ما أتحفنا به وقتها، فإنّ مشكلة الكهرباء في الضاحية الجنوبية هي من صنع الناس أنفسهم، والاحتجاجات التي يقومون بها هي احتجاجات ضدّ أفعال صنعتها أيديهم. وأمكن السنيورة أن يختصر التسلسل المنطقي للأحداث كالآتي: تعليق... ضغط على المحوّلات... انفجار المحوّلات... احتجاجات ضدّ انقطاع التيار الكهربائي.إذاً، وبما أنّ قصّة الكهرباء معروفة، وما دام سكان الضاحية الجنوبية يعاقبون أنفسهم عبر استمرارهم بالتعليق وتفجير المحوّلات، لمَ أزعج رئيس الحكومة نفسه واتّصل مستفسراً بمؤسّسة كهرباء لبنان؟ ومنذ متى يتابع رئيس الحكومة أصلاً الهموم الاجتماعيّة للمواطنين؟ أليس الأجدر به، وبوزير ماليّته، الاهتمام بكيفيّة تأمين الفوائد لمن ضحّى وأقرض الدولة الأموال الطائلة التي ذهبت كلّها، طبعاً، في سبيل التنمية؟مساء أمس، حمل رئيس الحكومة سمّاعة الهاتف، واتّصل بمؤسّسة كهرباء لبنان. يعرف رئيس الحكومة أنّه طلب الرقم الغلط.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 25 يناير 2008,8:03 م
نُورُنْ

خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ٢٥ كانون الثاني ٢٠٠٨
يُفترض بأبناء الشعب اللبناني أمام العجز الذي يواجهونه، وأمام تحلّقهم الموحّد حول زعماء طوائفهم، أن يتحلّوا بقليل من التواضع. لكن، كلّما ازدادت الأزمة السياسية تعقيداً، استعاض شعب الأرز عن فعله السياسي المسدود الأفق، بإظهار التعالي وتأكيد التفوّق الجينيّ.هكذا مثلاً لا يجد السيّد ميشال المرّ حرجاً في القول إنّ شعب المتن «راقٍ»، في استعادة لخطاب أحد شهداء ثورة الأرز الذي وصف الشعب نفسه بـ«النوعية» مقابل «كمية» الطوائف الأخرى. أمّا هذا الرقيّ فيتجلّى، بحسب المرّ نفسه، بكون «المتنيّين لا يعبّرون عن مواقفهم بالتظاهرات».وهكذا مثلاً يُكثر مَن ارتضوا لأنفسهم تلقّي الإهانات على عتبات عنجر من المزايدة في إلقاء خطب العنفوان والسيادة والثوريّة ورفض الخضوع.وهكذا مثلاً لا يتورّع السيّد سمير جعجع عن إدانة الخطاب السياسي لأحد النواب عبر وصف مهنته بأنّها «حدادة وبويا للأسنان». أمّا النائب المعنيّ، نبيل نقولا، فيعيب على جعجع تحقيره لـ«مهنة شريفة يكسب منها حاملها معيشته من عرق جبينه»، لكنّه لا يلبث أن يتبرّع للإعلان أنّ «الموارنة هم من علّموا الديموقراطية للعالم منذ القدم». أمّا السبب، فهو أنّ «البطريرك كان ينتخبه المطارنة الموارنة الذين كان ينتخبهم بدورهم المقدّمون من رجالات مرموقين».وما دمنا في طور البحث عن الرجالات المرموقين، فلا بأس من مراجعة المطالعة الشائنة لفؤاد السنيورة عن أزمة الكهرباء. ألا نوّر اللّه عقول الجميع.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 24 يناير 2008,8:02 م
برنانكي حائراً


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ٢٤ كانون الثاني ٢٠٠٨


مدّد السفير الأميركي جيفري فيلتمان إقامته في بيروت لأسباب لا علاقة لها بوزارة الخارجية الأميركية. فالواقع أنّ وزارة المال الأميركيّة والاحتياطي الفدرالي الأميركي هما اللذان طلبا من فيلتمان البقاء في بيروت في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ فيها الاقتصاد الأميركي.ذلك أنّ معلومات مؤكّدة مصدرها قوى 14 آذار وصلت إلى دوائر البيت الأبيض تفيد بأنّ للمحور السوري ـ الإيراني يداً طولى في أزمة الركود التي تسود الولايات المتّحدة الأميركيّة حالياً. كما أنّ حزب الله ضالع بتهديد المستثمرين لإجبارهم على عدم توظيف أموالهم رغم خفض سعر الفائدة. كما تلقّت الشركات الكبرى اتّصالات تأمرها بالاستفادة من خفض الضرائب لزيادة أرباحها، وعدم توظيف هذه الأرباح في أيّ استثمارات.لذلك، يقف رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، بن برنانكي، حائراً ومذهولاً، بعدما قام بكلّ الخطوات التي تُعتمد في حالات كهذه منذ منتصف القرن الماضي، والتي قيل وقتها إنّها تعطي الحلول السحرية لفرض الاستقرار في نظام رأسمالي سمته الاضطراب المستمرّ. وأمام حيرة برنانكي هذه، كان لا بدّ من أن يُطلب من «جيف» بذل قصارى جهده لنصرة فؤاد السنيورة على خصومه السياسيّين.أمّا الدعوات كي تزيد الدولة من إنفاقها الذي يستهدف الفقراء والعاطلين عن العمل، لما لهذا الإنفاق من تأثير مباشر على زيادة حركة الاستهلاك... فهي دعوات تذهب أدراج الرياح. فلا أحد يريد للفقراء أن ينعموا حتّى بفتات الموائد. لا أحد من وزراء واشنطن... ولا من وكلاء قريطم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 23 يناير 2008,8:01 م
مواعيد

خالد صاغية
الأخبار عدد الأربعاء ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٨
عندما يحين موعد النوم، يرتدي معالي الوزير ربطة عنقه فوق البيجاما المقلّمة. يريد أن يتأكّد من أنّه، رغم كلّ شيء، ما زالت الحكومة هنا، وما زال هو وزيراً في الحكومة.عندما يحين موعد التصاريح التلفزيونية، يتحدّث معالي الوزير بلهجة هادئة. يريد أن يتأكّد أنّه، رغم كلّ شيء، ما زال عقله هو ما يملي عليه أقواله وأفعاله.عندما يحين موعد النهب المنظّم، يغمض معالي الوزير عينيه اللتين لا تريان إلا ما يجب أن ترياه. وحين يفتحهما، ينبس بهمهمات عن الإصلاح وبناء الدولة.عندما يحين موعد السعار الطائفي، يطلق معالي الوزير الأوصاف الليبراليّة على هذا السعار. وحين يهدأ الجوّ، ينبس بهمهمات عن التسامح والحوار بين الطوائف والأديـان.عندما يحين موعد العشاء مع سعادة السفير، يتحوّل معالي الوزير إلى صنف من أصناف الزواحف.عندما يحين موعد المبادرات، ينطق معالي الوزير باسم شعب متخيّل.معالي الوزير ليس غبيّاً. لكن، عندما يحين موعد الغباء، يستغبي.معالي الوزير ليس كاذباً. لكن، عندما يحين موعد الكذب، يخفي أجزاءً من الحقيقة.معالي الوزير ليس خائناً. لكن، عندما يحين موعد الخيانة، يدفن وجهه في الرمال، ويلجأ من جديد إلى التمتمة.معالي الوزير ليس فرداً. إنّه حالة داخل الحكومة، وخارجها.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:19 ص
فرح في غزّة

خالد صاغيّة

الأخبار الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني ٢٠٠٨

فرح عارم في غزّة، رغم الحصار. فقد أدانت الملكة رانيا والرئيس فؤاد السنيورة التدابير الإسرائيلية في القطاع. وبجرأة تامّة، أعلنت ملكة الأردن، كأيّ مواطنة بريئة، أنّه «في مثل هذه الظروف، يجب ألا نكتفي بالتعبير عن الحزن والألم، لكن علينا التحرّك». وقد تلقّف زوجها هذا النداء، فبدأ بالحركة، وخصوصاً أنّ طبيب المفاصل كان قد وصف له بعض الحركات السويديّة.

أمّا رئيس الحكومة اللبنانية، فرأى أنّ «التقصير سيكون سكوتاً عن إجراءات مذبحة تنفّذها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وسيكون المجتمع الدولي مسؤولاً بسبب سكوته عمّا يجري».

الملكة رانيا عادت وأخبرتنا أنّها «رغم زيارتي وتفقّدي أحوال المرضى من قطاع غزّة» ـــــ الله يعطيها ألف عافية ـــــ فإنّها نادراً ما ترى النوم لأنّ «تفكيري مع الأهل والأمّهات في الداخل».

أمّا السنيورة فينام جيّداً لأنّ المجتمع الدولي الذي يعمل موظّفاً لديه منذ صدور القرار 1559، ومنذ أن ربّت جورج دبليو بوش كتفه، سيبدأ حملة تجبر إسرائيل على فكّ حصارها عن غزّة والقبول بدولة فلسطينيّة مستقلّة وبعودة اللاجئين والاعتذار عمّا جرى في عام 1948. طبعاً، فالمجتمع الدولي لا يسعه رفض طلب لزعيم عربيّ كبير كفؤاد السنيورة، وخصوصاً أنّ الأخير مشهور بحبّه للحياة، حين تكون الحياة حكراً على الأثرياء.

وحده «الحكي بلا جمرك». أطال الله عمر الذاكرة، ذاكرة المواطنين الذين عاشوا حرب تمّوز.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 21 يناير 2008,7:58 م
تأجيل

خالد صاغية

الأخبار عدد الاثنين ٢١ كانون الثاني ٢٠٠٨

أرجئت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 11 شباط. كان ينبغي إرجاؤها إلى 11 أيلول، إفساحاً في المجال أمام حفظ ماء وجه المؤجّلين ومسبّبي التأجيل.

فلو حدث ذلك، لألقي اللوم، مع حلول الموعد الجديد، على اللعنة التي لم تُفسح في المجال أمام انتخاب رئيس، ولوفّرنا الكثير من الاتّهامات المتبادلة بين الموالاة والمعارضة في شأن تعطيل المبادرات وسوء النيّة وعدم وجود الرغبة في انتخاب رئيس للجمهوريّة.

لو حدث ذلك، لتأكّدنا من عدم وجود عطب في النظام، وفي اتّفاق الطائف، وفي التبعيّة. إنّها اللعنة وحسب. لعنة أيلول التي تلاحق رئاسة الجمهوريّة، وسط استماتة الفريقين للتوصّل إلى حلّ، تماماً كما لاحقت الأميركيّين وسط استماتة إدارتهم للتوصّل إلى السلام في العالم.لو حدث ذلك، لاقتصدنا كمية من الشتائم، وجرعة لا بأس بها من استغباء المواطنين.

لو حدث ذلك، لعادت النجوم البرلمانية غير المضيئة في «تيار المستقبل» إلى عالم البطالة السياسيّة. وهذا أكثر إفادة للشاشات وللمستمعين.

لو حدث ذلك، لاقتنعنا بأنّ سنة الكبيس حتّى لم تقدر على إمدادنا بالعون.لو حدث ذلك، لاستطاع أكرم شهيّب أن يجد متّسعاً من الوقت ليشتم السيّدة فيروز.

لو حدث ذلك، لوفّرنا أطناناً من الشوق لبرنار كوشنير. بالمناسبة، شو أخبارو؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
السبت، 19 يناير 2008,12:22 ص
حيويّة فائقة
خالد صاغيّة
الأخبار الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠٠٨
رغم انسداد الأفق الظاهر لحلّ الأزمة اللبنانية، يفاجأ المتابعون بالقدرة على اجتراح المبادرات لفتح كوّة في الجدار. وهذا دليل حيويّة استثنائيّة لدى الطاقم السياسي اللبناني. آخر تلك المبادرات حاولت تخطّي عقبة الحوار المرفوض بين العماد ميشال عون والنائب سعد الدين الحريري. فجاء اقتراح أن تقبل الموالاة بالتفاوض مع عون، شرط أن تُرسل إليه السيّد كارلوس إدّه ليفاوضه، بدلاً من الحريري.
الاقتراح منطقي وعقلاني لأسباب عدّة:
1 ـــــ يتمتّع إدّه وعون بالشرعيّة التمثيليّة نفسها داخل المجلس النيابي وخارجه، وخصوصاً في بلاد كسروان وجبيل.
2ـــــ يحتلّ إدّه داخل فريق الموالاة الموقع المؤثّر نفسه الذي يحتلّه عون في فريق المعارضة.
3ـــــ الاسمان مطروحان بقوّة لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
4ـــــ يتمتّع الرجلان بالتاريخ السياسي العريق نفسه.
5ـــــ يتحدّث إدّه وعون العربيّة بالطلاقة نفسها.
لكن، رغم كلّ هذه القواسم المشتركة، ثمّة عقبات اعترضت تولّي عون وإدّه المفاوضات. فإدّه رأى أنّ دخوله في متاهة كهذه يمثّل انتقاصاً من دوره السياسي. فهو أوّلاً عميد، أمّا عون فمجرّد جنرال سابق. وإدّه يمثّل الديناميّة السياسيّة الصاعدة في الشارع المسيحي، مقابل الانحدار المتسارع في شعبيّة عون.لذا، اضطرّ سعد الحريري إلى اصطحاب أمين الجميّل إلى لقاء عون. الاجتماع لم يتوصّل إلى أيّ نتيجة ملموسة طبعاً. فقد أعلن الحريري أنّه لا يستطيع اتّخاذ أي موقف دون مشاورة العميد إدّه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 17 يناير 2008,7:57 م
دبلوماسيّة فاعلة


خالد صاغية

الأخبار عدد الخميس ١٧ كانون الثاني ٢٠٠٨

أودى تفجير الكرنتينا بعدد من الضحايا الذين كانوا يعبرون صدفة في المكان. لكن من يتابع التصريحات، يخرج بانطباع أنّ الفاجعة الكبرى لا تتمثّل بسقوط هؤلاء المواطنين، بل بإلغاء عشاء الفينيسيا وغداء قريطم اللذين كانا قد أُعدّا لوداع السفير الأميركي جيفري فيلتمان. الكثير من ربطات العنق تمّ شراؤها للمناسبة، وذهب ثمنها هدراً.أمّا أحد المرشّحين (السابقين) لرئاسة الجمهورية، فلم يتورّع عن وصف الحادث بأنّه استهداف لـ«الحضور الدبلوماسي الفاعل في لبنان لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة، الذي هو من أبرز مقوّمات السيادة لأي دولة مستقلّة».إن تساءل مواطن ما، من الآن فصاعداً، عن تحرّكات فيلتمان وتصريحاته واجتماعاته، فعليه أن يعلم أنّ ذلك يُسمّى «حضوراً دبلوماسيّاً فاعلاً». وليس فيلتمان من يُساءَل عن نشاطه الزائد، بل سائر السفراء والدبلوماسيين هم الذين يساءلون عن كسلهم وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم.وإن تساءل مواطن آخر عمّا تسمّيه بعض قوى المعارضة «وصاية أميركيّة»، فعليه أن يدرك أنّ هذه الوصاية أو ما يشبهها هي «من أبرز مقوّمات السيادة لأيّ دولة مستقلّة». راقبوا مثلاً نشاط السفير اللبناني في واشنطن.إذا كانت هذه مطالعة من تخلّى الأميركيّون عن ترشيحه، فماذا ستكون مطالعة من تبنّى الأميركيّون ترشيحه؟ علينا أن ننتظر لنرى. فنحن يُفرَض علينا رئيس، نصف الجمهوريّة على الأقلّ لم تحظَ بعد بسماع نبرة صوته. وحين نقول نصف الجمهوريّة، نستثني طبعاً سكان المخيّمات الذين سمعوا... ورأوا.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:25 ص
بوش في الصحراء
خالد صاغية
الأخبارعدد الأربعاء ١٦ كانون الثاني ٢٠٠٨
عندنا نفط للبيع. أحضروا الحفّارات والأنابيب. اسحبوه من جوف الأرض، واشربوه. وحين ترتوون، أخبرونا، فنعدّ لكم قهوة مرّة.
عندنا أراضٍ شاسعة في الصحاري والواحات. تعالوا واحتلّوها. ازرعوها واحصدوها. وابنوا عليها قلاعاً محصّنة.
عندنا شواطئ مشمسة. شمّسوا أساطيلكم على ضفافها.
عندنا أموال كثيرة ـــــ فضلة خيركم ـــــ خذوها وأودعوها المصارف. واستثمروها لدى الخبراء.
عندنا عادات وتقاليد. تعالوا تفرّجوا عليها. اعرضوا ما ترونه مسلّياً على الشاشات. وأخبرونا عمّا يخدش الذوق العام.
عندنا نساء منقّبات. تلصّصوا عليهنّ من نوافذ السيّارات المصفّحة.
عندنا قبائل وعشائر. استخدموها في الحروب. علّموها حبّ الحياة أو سلّموها للطغاة.
عندنا مدّاحون وشتّامون في البلاط. وظّفوهم في المنابر التي تنشئون.
عندنا طرب أصيل. ادعونا لنغنّي في مجالسكم.
عندنا دول لا نريدها. قسّموها وفقاً لحاجاتكم. خذوا قطعة من هنا، وجبلاً من هناك.
عندنا رفوف من السنونو. كان عندنا رفوف من السنونو. أكلها الغول ذات يوم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 15 يناير 2008,7:55 م
خطأ مبارك

خالد صاغية

الأخبار عدد الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠٠٨

يُبدي الرئيس المصري محمد حسني مبارك اهتماماً خاصاً بالأزمة اللبنانية. كلّف نفسه عناء الاجتماع بقائد الجيش ميشال سليمان. خرج التوافق على سليمان مرشّحاً رئاسيّاً إلى النور. وحين تعذّر عقد جلسة الانتخاب، رفع مبارك الصوت عالياً، محذّراً من خطورة الوضع ومن «ضياع لبنان». وهدّد مبارك بـ«نفض يده» وأيدي الآخرين من القضية اللبنانية، إذا ما استمرّ الوضع على حاله.طبعاً، لا بدّ في البداية من شكر الرئيس مبارك. لكن ينبغي، في الآن نفسه، الإشارة إلى ارتكابه خطأً أسهم في تفاقم الأزمة. إذا كان الرئيس المصري مهتمّاً فعلاً بحلّ الأزمة اللبنانية، فلمَ لا يعاملنا كما يعامل بلده؟ لمَ لم يرشّح للرئاسة عندنا السيّد إميل إميل لحود؟ شاب نشيط، ونائب في البرلمان، وفيه من الميّزات الشخصيّة ما يذكّر بالمرشّح للخلافة المصرية السيّد جمال حسني مبارك. لمَ اللجوء إلى الجيش ما دامت الخلافة مؤمّنة وبطرق سلسة، وخصوصاً أنّ مصر التي اعتادت منذ الثورة رئيساً من صفوف الجيش، تغيّر اليوم عادتها بعدما اكتشفت نعمة التوريث. فلمَ الإصرار على حرمان لبنان هذه النعمة؟ وإذا كان ثمّة إشكال حول شخص السيّد إميل إميل، فقد أنجب الرئيس الياس الهراوي عدداً من الأبناء. لمَ لا يُستفاد منهم؟إنّه لمن دواعي الأسف أن يمعن القادة العرب في تعميق الأزمة، فيما الحلول بمتناول اليد.أف... نسينا ميشو معوّض.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:28 ص
عون محاوِرا

خالد صاغيّة

الأخبار الاثنين ١٤ كانون الثاني ٢٠٠٨

ترفض السلطة محاورة العماد ميشال عون. فالقبول بعون محاوراً عن المعارضة يعني القبول به زعيماً للأكثرية المسيحية في لبنان. وهذا أمر لن تسلّم به الأكثرية. فقد انتقلت، برأيها، الزعامة المسيحية إلى السيّدين غطّاس خوري وهادي حبيش، ناهيك بأنطوان زهرا!

صحيح أنّ السنتين الأخيرتين حفلتا بأحداث سياسية كبرى غيّرت التحالفات وموازين القوى، وبدّلت من توجّهات الرأي العام، من انفراط عقد التحالف الرباعي إلى توقيع وثيقة التفاهم إلى حرب تمّوز إلى التطوّرات في المنطقة. لكنّنا، أمام هذا الواقع، نواجه خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن يقال إنّ نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة قد أصبحت غير ذات معنى، وإمّا ينبغي التسليم بنتائج الانتخابات واعتبارها انعكاساً لإرادة الناس حتّى موعد الانتخابات المقبلة.

في الحالة الأولى، يمكن الأكثرية أن تدّعي عدم شرعيّة عون التمثيليّة، لكنّها عندئذٍ تُسقط عن نفسها أيضاً صفة الأكثريّة. ويحقّ عندها للمعارضة التعامل مع الأكثريّة كأكثريّة «وهميّة» أو «مصطنعة». ومقابل الزعم بتراجع شعبيّة عون، ستذكّر المعارضة بأنّها أهدت الأكثرية عشرة نوّاب في بعبدا ـــــ عاليه. ولن يكون بوسعنا الخروج من هذه الحلقة العبثيّة، إلا بقبول الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة.

أمّا في الحالة الثانية، أي اعتبار نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة سارية المفعول، فينبغي على الفريق الأكثريّ التسليم بزعامة عون المسيحيّة. وقد سبق لوليد جنبلاط أن أقرّ بالهزيمة بعيد إقفال صناديق الاقتراع عام 2005. على سعد الحريري أن يحذو حذوه اليوم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 11 يناير 2008,7:54 م
ستّون دقيقة
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ١١ كانون الثاني ٢٠٠٨
إنّها الساعة الحادية عشرة، بحسب الأمين العام لجامعة الدول العربيّة السيّد عمرو موسى. ورغم ذلك، تبقى إضاعة الوقت هوايةً مفضّلة لدى الجميع. كأنّ السباق الفعلي هو بين انفجار أمنيّ في لبنان، وانفجار أوسع على مستوى المنطقة. والمترقّبون لهذه الانفجارات يبدون كمن يأكل «البوب كورن» في الصالة بانتظار بدء عرض الفيلم.فمنذ صدور «إعلان القاهرة»، واللبنانيّون مشغولون بالتفاسير الكثيرة لبنود المبادرة العربية. والسجالات بشأن الأزمة اللبنانية نفسها تحوّلت إلى سجالات بشأن التفاسير. ووسط الردود المتبادلة، اتّفق الجميع على انتظار عمرو موسى الذي سيحمل في جعبته التفسير الرسمي لجامعة الدول العربية. لكن، بدلاً من التفسير، رأى موسى أنّ المبادرة واضحة، وأنّها في الواقع ليست بحاجة إلى تفسير، ومن يُرِد أن يفهمها فليفهمها.ضرب موفّق من السيّد موسى. إلا أنّه ليس من الضروب التي تُرتكَب في الساعة الحادية عشرة.لكنّ الطرح الأكثر مدعاة للمرح جاء على لسان الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميّل الذي اقترح تأليف حكومة حياديّة. ومن المفترض أنّ الجميّل يعرف أكثر من غيره أنّ الحياديّين شبه معدومين في ظلّ الاستقطاب الحاصل. انظروا إلى أيّ حال وصل «الحياديّ» طارق متري مثلاً. فحالما يسمّى وزير حياديّ ستتبارى الموالاة والمعارضة لتصنيفه وفتح ملفّاته، وصولاً إلى «إحراقه» من جانب الطرفين.لكن لا بأس بهذا الاقتراح لملء أوقات الفراغ، فالدقائق الستّون قد تمتدّ أشهراً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 9 يناير 2008,7:53 م
الإرهابي التوافقي

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاربعاء ٩ كانون الثاني ٢٠٠٨

أوّلاً، اجتمع اللبنانيّون وأجمعوا على دعم جيشهم في مواجهة مجموعة فتح الإسلام التي اتّفقوا على وصفها بالإرهابيّة. اصطفّت قوى 8 آذار وراء الجيش، وكذلك فعلت قوى 14 آذار. حتّى الذين لم يوافقوا في البداية على اقتحام المخيّم، عادوا والتزموا الصمت أمام مشاهد الدمار والتشريد. صمت لم تعكّره المشاهد المخزية لما بعد العاصفة.ثانياً، تنتشر مجموعات متطرّفة في عدد من الأراضي اللبنانية. لكن لا إجماع على وصفها بالمجموعات الإرهابية. فكثيراً ما تطلق عليها صفة الجهادية أو السلفيّة. حتّى مجموعة الضنية التي سبق أن اشتبك الجيش معها، لم يتحقّق إجماع على تصنيفها بالإرهابية. والموقوفون من تلك المجموعة أطلقت الدولة اللبنانية سراحهم بطيبة خاطر، وبعفو خاص متزامن مع العفو الذي ناله السيّد سمير جعجع.ثالثاً، لم يكن شاكر العبسي معزولاً. كان أفراد من مجموعته يسكنون في أحياء مدينة طرابلس الضاجّة بالسكان. وكان يجتمع هو، أو من ينوب عنه، مع وجهاء ومسؤولين يحاولون اجتذابه إلى خطّهم السياسي للاستفادة من قدرات المجموعة العسكرية في حال اندلاع نزاع أهليّ في لبنان. حتّى هؤلاء الذين التقوا به، عادوا وأصبحوا من أشدّ المتحمّسين للقضاء عليه وعلى مجموعته. لم يتركوا مجالاً للخبز والملح.لكلّ هذه الأسباب، يستحقّ السيّد شاكر العبسي لقب الإرهابي التوافقي. لقد توافق عليه اللبنانيّون في مشهد لم يضاهِه إلا الالتفاف حول المرشّح الرئاسي التوافقي.يا لمحاسن الصدف.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
,12:31 ص
في وداع الشخص
خالد صاغيّة
الأخبار الثلاثاء ٨ كانون الثاني ٢٠٠٨
«الله يقوّيكم... الله يأخذ بيدكم... الله يثبّت خطاكم... أنا هنا إن احتجتم إلى أيّ شيء... حاضر لخدمتكم... لن تجدوا من هو أفضل منّي... الآخرون لن ينفّذوا طلباتكم كاملة... وأعدائي لا يطيقون رؤيتكم... بإمكانكم القول إنّي رجلكم هنا، وأنا فخور بذلك... أنا شخص متعلّم ومتنوّر، ولست كالآخرين في هذه البلاد... لا تتركوني وحدي... سأتّصل بكم هذا المساء... أريد أن أتأكّد أنّكم لم تنسوني... أنا حكومتي منتخبة ديموقراطياً... وأتحدّث الإنكليزية بطلاقة... لديّ مشكلة في بعض اللغات الأوروبية، لكنّي أستعين بمترجمين جيّدين... وأنا أفهم في الاقتصاد... اختصاصي النهب القانوني والمنظّم... فإذا احتجتم إلى أيّ شيء، محسوبكم في الخدمة...».
«الله يقوّيكم... الله يأخذ بيدكم... الآخرون هنا ينطقون بلغة خشبيّة. أنا حفظت هذا الكلام عن ظهر قلب حين كنت صغيراً. أحدّثكم عن العروبة وفلسطين والإمبريالية ما شئتم. لم تعد لديّ مشكلة... بات ذلك من الماضي... أنا الآن أحبّ الحياة والضرائب وطائفتي. لكنّي لستُ طائفياً... أنا مع لبنان أوّلاً... وأحبّ سماحة المفتي... وضدّ الفتنة المذهبيّة بلا مؤاخذة...».
«الله يقوّيكم... الله يأخذ بيدكم... أنا بانتظاركم... زوروني مرّة أخرى... زوروني دائماً... لا تعذّبوا أنفسكم. بإمكانكم إرسال المندوبين إن رغبتم... أحبّ المندوبين والرسائل... أنا أخاف من الوحدة ومن العتمة... السرايا كبيرة جدّاً عليّ... وأنا وحيد... وحيد... شاي يا أحمد».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 4 يناير 2008,7:51 م
محروقات

خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ٤ كانون الثاني ٢٠٠٨
هل يكفي ارتفاع أسعار المحروقات للتظاهر والإضراب؟طبعاً لا. علينا أن نعرف أوّلاً من المسؤول عن رفع الأسعار، حتّى نعرف إن كان يجوز لنا التظاهر في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي الدقيق. فنحن لا تُحرّكنا العناوين الصاخبة، ونحتاج إلى قراءة ما بين السطور وما وراء الخبر.لذلك، إذا كانت الحكومة مسؤولة، فسيتظاهر سائقون عاملون في النقل البرّي. لكن سيتظاهر سائقون من أنصار 8 آذار، ما دامت الحكومة تنتمي إلى ثورة 14 آذار المجيدة. أمّا إذا كانت المسؤولية لا تقع على عاتق الحكومة، فلا مصلحة لسائقي 8 آذار بالنزول إلى الشارع. عندئذ، سيعلن سائقو 14 آذار حماستهم، لأنّ ارتفاع أسعار المحروقات نابع من الفراغ الذي تتحمّل قوى 8 آذار مسؤوليته، ما دامت هي من يعرقل انتخاب المرشّح الرئاسي التوافقي العماد المنقذ ميشال سليمان.في المقابل، إذا كانت أسباب ارتفاع الأسعار غير محلية، فلن يتظاهر اللبنانيون قبل أن يعرفوا ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية وشركات النفط العملاقة ودول كالسعودية مثلاً هي المستفيدة من ذلك، أم أنّ دولاً نفطية كإيران وفنزويلا هي المستفيد الأوّل. ينبغي فهم الموقف قبل التحرّك.خبر عاجل: «قرّر اتّحاد النقل البري في لبنان تنفيذ إضراب عام والتظاهر للعاملين في قطاع النقل البري في كل المناطق اللبنانية في 24 من الشهر الحالي احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 3 يناير 2008,7:47 م
لوازم 2008
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٣ كانون الثاني ٢٠٠٨
بمناسبة السنة الجديدة، وبعد استشارة علماء الفلك، يرجى من المواطنين اللبنانيّين التقيّد بالأمور الآتية:
1ـ الإكثار من متابعة الأخبار السياسية، وإبداء المزيد من الحماسة في الدفاع عن وجهات نظر بعينها. فقدرتنا على الاحتفال بحلول العام 2008 مؤشّر غير مطمئن، إذ لم تفلح كل التشنّجات وجميع الرؤوس الحامية في منعنا من الانتقال إلى سنة جديدة.
2- الابتعاد عن مداخل الفنادق الكبرى.
3ـ البقاء في البيت لدى هطول الأمطار.
4ـ تخزين الشموع وقناديل الكاز.5ـ المشاركة في سحب اليانصيب الخاص بالحصول على تأشيرات للهجرة.
6ـ الإكثار من عادة أخذ البركة من أصحاب البركة.
7ـ الامتناع عن أكل السكاكر حفاظاً على أسنان نظيفة.
8ـ الإدمان على حبوب صغيرة تؤخذ عادة قبل النوم.
9- تجنّب أكل الحوامض نظراً لارتفاع منسوب الأسيد في المعدة.
10ـ الإقبال على قضم الأظافر بشهيّة.
11ـ انتعال أحذية رياضية للركض السريع.
ملاحظة: تؤمّن الحكومة اللبنانية، أو ما بقي منها، تسهيلات للمواطنين الراغبين في الغياب عن الوعي خلال العام 2008.
الرجاء مراجعة السيّد وزير الداخلية حسن عكيف السبع.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments