الجمعة، 29 ديسمبر 2006,8:20 م
عريضة
خالد صاغيّة
الأخبارعدد الجمعة ٢٩ كانون الأول ٢٠٠٦
قرّر المواطن ألِف أن يجاري الموضة ويوقّع عريضة. لا يريد الطعن برئيس الجمهورية، ولا بالحكومة. سيكسر الشرّ، ويطعن بنفسه. بشرعية وجوده كمواطن ألِف.«إلى من يهمّه الأمر،هذه لائحة بأغراضي الشخصيّة: «ملعقة خشبية. مرطبان زيتون. علم لبنانيّ ممزّق في الوسط وعند الأطراف. صور للبطاركة منذ الاستقلال. ساعة حائط متوقّفة عن العمل، ولا مجال لتصليحها. سيّارة مرهونة للبنك لخمس سنوات مقبلة. ملصقات لأطفال لم يولدوا بعد، لكنّهم زعماء أباً عن جدّ. حذاء عسكريّ اشتريته أيّام خدمة العلم. مجموعة أسطوانات تفوح منها مناخات «الدَبْرَسة»، و«ما بترقّص». لقطة نادرة لمارغريت تاتشر تهزّ سرير فؤاد السنيورة حين كان طفلاً. شال من الصوف. كلب صغير مصنوع من «البولوش». البيان الشيوعي في نسخة حديثة ومنقّحة. غسّالة، برّاد، وفرن غاز «أربع عيون». بضع زجاجات من النبيذ للاحتفال برأس السنة القادمة».بعد متابعتي الدقيقة لمجريات الأمور، ارتأيتُ أنّي غير موجود فعلاً. نظرت في المرآة، وتأكّدت من وضعي هذا. لذا، أطلب من السلطات المختصّة بيع أغراضي الشخصية المذكورة أعلاه في مزاد علنيّ، داخل أراضي «سوليدير» سابقاً، على أن يعود ريع المزاد لشراء بطّانيات للمعتصمين وسترات واقية لكلّ من قد يتعرّض لمحاولة اغتيال لاحقاً. كما يرجى حذف اسمي من سجلات النفوس ولوائح الشطب».للتوقيع على هذه العريضة، يرجى استبدال لائحة الأغراض الشخصية، ثمّ الاتّصالبـ:
com.م و ا ط ن أ ل ف.www

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 28 ديسمبر 2006,8:18 م
زيارة للماضي

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٢٨ كانون الأول ٢٠٠٦
لا يملك المرء سوى أن يبدي إعجابه بالتحوّلات التي طرأت وما زالت تطرأ على شخصية الرئيس فؤاد السنيورة: من إداريّ إلى وزير للمال، ومن مصرفيّ إلى رئاسة الحكومة، ومن تقنيّ إلى زعيم شعبيّ. ليس من السهل أن يحرق مَن في عمره كلّ هذه المراحل. ولا بدّ من أنّ جورج دبليو ليس وحده فخوراً بهذا الرجل.لكن، لسبب ما، وعـــلى رغم النجاحات المنقطعة النظير التي يحقّقها، يعود «فؤاد لبنان أوّلاً» إلى التذكير بماضيه في وزارة المال. يعود ليؤكّد أنّ إدارته المالية كانت حكيمة، وأنّ السياسات الاقتصادية للحكومات التي خدم فيها كـــانت صائبة. يعود إلى ذلك كمن ينفي تهمة، وكمن يمحو قسطاً من الذاكرة. آخر ابتكارات السنيورة في هذا المجال تصريحــه بأنّ «ثلــــث الدين العام متأتٍّ من خسائر الكهرباء». هكذا، ببساطة.لا يشبه السنيورة في زياراته المتكرّرة لماضيه إلا السيد وليد جنبلاط. فقد تلقّط هذا الأخير بشعار «أنا أحب الحياة» ولم يفلته. هنا أيضاً ثمة من يحاول أن يمحو الماضي الذي لا يمضي. وبالبساطة نفسها يعلن: «سنرى من سينتصر: قوى الشر والظلام أم قوى الخير والمحبة؟ الذين يريدون ثقافة الحياة أم الذين يريدون التدمير من أجل التدمير؟».لا يليق بأمير حرب سابق، يا نوسو كونّوسو، أن يغدق على نفسه كلّ هذه الصفات الحنونة. تماماً كما لا يليق بـ«رجل الدولة» هذا النوع من التضليل.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 27 ديسمبر 2006,8:16 م
طموح وجموح
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الأربعاء ٢٧ كانون الأول ٢٠٠٦
يتمتّع الجنرال ميشال عون بألف نقطة ضعف. لكن، لسبب ما، يصرّ خصومه السياسيّون على التركيز دائماً على نقطة قوّته، فيعيّرونه قائلين إنّه طامح إلى الرئاسة. والواقع أنّ ما يطمئن في ميشال عون هو أنّ طموحه معروف ومعلَن ومحدَّد، وما من سبب للخجل من طموح كهذا. ما يدعو إلى القلق حقاً هو التفكير في طموحات الآخرين.هل اختلى مواطنٌ لبنانيّ بنفسه وفكّر: ما هو طموح أنطوان زهرا مثلاً؟ أو إلى أين يمكن أن يقود البلاد طموح وليد جنبلاط الباحث عن نوّاف جديد؟ وماذا لو تحقّق طموح النائب سعد الحريري في متابعة مسيرة والده؟ هل فكّر المواطن اللبنانيّ نفسه ماذا يعني ذلك؟باختصار، وإذا وفّق اللّه زعيم الأغلبية النيابية، سيصبح لزاماً علـــــــــــــينا أن نضرب كلّ شيء باثنين. فالدين العام سيصبح ثمانين مليار دولار بدلاً من أربعين. ونهب الممتلكات سيتمدّد من وسط بيروت إلى متنها أو إلى الضاحية. وســــــــيكون لزاماً علينا أن ننتظر الجيل الثالث حتّى يصل النهب إلى المدن النائية. العلاقات اللبنانية السورية سترجع إلى عهدها المميّز السابق فيجري تقاسم مقدّرات البلاد باسم الأخوّة والمافيات المشتركة. سيكون علينا أيضاً أن نضرب باثنين التفاوت الاجتماعي بين المواطنين، وبالاثنين أيضاً نضرب أرباح المصارف والتنّين العقاريّ. هكذا وإلخ... وفي المحصلة، يمكننا القول إنّه طموح مكلف جداً، يبدو إزاءه الطموح إلى الرئاسة متواضعاً، وعاقلاً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 22 ديسمبر 2006,8:15 م
يا حرام


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الجمعة ٢٢ كانون الأول ٢٠٠٦

شوهدت أمس أسهم ناريّة في سماء بيروت.المصدر: السرايا الحكوميّة.المناسبة: حفل استقبال على شرف الرئيس فؤاد السنيورة بعد عودته من موسكو.حضر الحفل، إضافة إلى السادة منتحلي صفة الوزراء، عدد كبير من قادة المنطقة أبرزهم الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، رئيس الوزراء العراقي السابق إيّاد علاوي، والسفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الأميركية سموّ الأمير تركي الفيصل.لم يستطع الضيوف شرب نخب الرئيس السنيورة نظراً إلى مسحة الإيمان التي هبّت عليهم وأبعدتهم عن المنكر، لكنّهم ربّتوا جميعاً كتفَ «فؤاد لبنان أوّلاً» مهنّئين إيّاه بالترقية التي حصل عليها، بعدما أعلن السيّد جورج بوش، رئيس الدولة الأعظم في العالم، أنّه فخور به. وعلى هامش الحفل، قرّر المجتمعون تأسيس رابطة «المعتدلين العرب» الحائزين تنويه القيادة الأميركية.بعد العشاء، خُيِّر الضيوف بين المسرح والسينما. محبّو الفنّ السابع توجّهوا إلى قاعة السينما في السرايا حيث يُعرَض يومياً فيلم «الأراجوز» من بطولة عمر الشريف وميرفت أمين. أمّا هواة المسرح فشاهدوا عرضاً جديداً لمسرحية «الطنبوري لابس حافي»، من إعداد فرقة مسرح الدمى اللبناني.في هذه الأثناء، كان العاهل الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني، سليل الأسرة الهاشميّة، مشغولاً بتطيير البالونات الناريّة من نافذة السرايا. وسُمع السنيورة يردّد من الداخل أغنية الطنبوري «سرقوا صبّاط السلطان... يا حرام، يا حرام!».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 21 ديسمبر 2006,8:14 م
Merry Xmas



خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ٢١ كانون الأول ٢٠٠٦

دخلنا صباح اليوم في المهلة الأخيرة لكتابة الرسائل لبابا نويل. فمساء الأحد، سينزل الرجل الأحمر من الداخون ويحمل لنا الهدايا التي نطلبها. جلس المواطن ألِف إلى طاولة التشاور التي كانت قد وصلته كعيديّة في آخر أيّام شهر رمضان، وبدأ يكتب:«عزيزي بابا نويل،أنا المواطن ألِف. ابن المواطن لام ألف. من سكّان مدينة بيروت. اسم الأمّ: ألف مقــــصورة. أرجو أن تحضر لي، بمناسبة عيد الميلاد، قبّعة صوفيّة. عفواً، بعض القبّعات الصوفيّة. وإذا أمكن، الكثير من القبّعات الصوفيّة. فأنا دائماً أحس بالبرد. ولا أعرف لمَ يطالني البرد تحديداً في الرأس. قيل لي إنّ ذلك قد ينتج من دورة دمويّة غير مكتملة، فلا يصل الدم جيّداً إلى أطراف الأرجل، ولا إلى الرأس أيضاً. يؤثّر ذلك على دفء الأصابع وعلى سلامة التفكير. وافقت على هذا التوصيف للعوارض، وقلتُ إنّ هذا ما أحس به بالضبط. أمّا كيف حصل لي ذلك؟ فبالصدفة. نهضت ذات صباح، وأحسست ببرد في رأسي. ومنذ ذلك اليوم، وأنا مُغرَم بالقبّعات».انتهت الرسالة. نظر ألِف إلى نفسه وقال: قبّعــات؟ ماذا سأفعل بالقبّعات؟ ومن أين أتيت بهذه الكذبة؟ تلمّس رأسه فوجده، رغم كلّ شيء، دافئاً، وفي مكانه المــــعتاد فوق العنق وبين الكتفين. شعر ألِف براحة شديدة. وعاد إلى الطاولة ليكتب رسالة أخرى. وهذه المرّة، لم يطلب قبّعات، بل طلـب بعض الجوارب.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 20 ديسمبر 2006,8:12 م
اختلاط

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الأربعاء ٢٠ كانون الأول ٢٠٠٦

خلال إلقاء خطابه أمام المعتصمين في وسط بيروت، دعا الشيخ نعيم قاسم إلى الفصل بين الجنسين داخل المخيّم. وقال إنّه من الآن فصاعداً سيعتصم الإناث في خيم ناحية اليمين، والذكور في خيم ناحية اليسار. وسيُفصل بين الجهتين بأسلاك شائكة مكهربة شبيهة بتلك التي تتزنّر بها السرايا الحكوميّة.ما إن أنهى الشيخ قاسم خطابه، حتّى طلع علينا أحد قادة 14 آذار ليقول: إنّها طلائع الدولة الإسلاميّة. ووُجِّهت الانتقادات فوراً إلى الجنرال ميشال عون، لكونه ارتضى وضع يده بيد أولئك الذين يريدون إعادة المسيحيين إلى وضعيّة «أهل الذمّة».جهبوذ آخر لم يشأ أن يضع ملاحظاته في سياق طائفيّ. فلم يتحدّث عن المسيحيّة والإسلام، بل عن الحداثة والتخلّف. فقال إنّ ثمّة من يريد أن يعيد لبنان إلى القرون الوسطى، وإنّ وسط بيروت الكوزموبوليتي يعود ليسجن نفسه داخل شرنقة الانعزال والتخلّف، وإنّ الانقلاب الذي يعدّ له الحلف السوري ــ الإيراني ليس انقلاباً على الحكومة وحسب، إنّما على قيم الحداثة نفسها التي يشكّل الاختلاط بين الجنسين أحد أهمّ أسسها.مفاجأة رقم 1: الشيخ نعيم قاسم لم ينتقد الاختلاط داخل المخيّم. السيّد عاصم قانصوه لم يفعل ذلك أيضاً. إنّه البطريرك الماروني الذي أبدى خشيته على تفكّك العائلة بسبب مخيّم «سوليدير»!مفاجأة رقم 2: لم نسمع أحداً من «ثورة الأرز» المجيدة يدعو البطريرك إلى مزيد من الانفتاح والتنوّر.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 19 ديسمبر 2006,8:09 م
«أنا أحبّ الحياة»



خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ١٩ كانون الأول ٢٠٠٦

«أنا أكره الحياة»، يقول سنفور غضبان.

«أنا أكره الحياة» حين يكلّف كلّ نهار فيها كمشة من حبوب وجع الرأس وقرصاً منوّماً عند حلول الليل.

«أنا أكره الحياة» حين يجلس أحدهم في مزرعة في تكساس ليقرّر لي مسار حياتي هنا في بيروت.

«أنا أكره الحياة» حين يطلّ جورج عدوان يومياً على شاشة التلفزيون.

«أنا أكره الحياة» حين يتكاثر الشهداء من حولي.

«أنا أكره الحياة» حين يتذاكى فؤاد السنيورة.

«أنا أكره الحياة» حين يبدأ سمير جعجع الحديث عن تأمّلاته في الحياة.

«أنا أكره الحياة» حين يكون شرطها مداعبة أضرحة الموتى.

«أنا أكره الحياة» حين يتحدّث سعد الحريري عن إيمانه بدولة الرعاية.

«أنا أكره الحياة» حين أضطرّ إلى أن أكوي قمصاني في الصباح.

«أنا أكره الحياة» حين يدافع وليد جنبلاط عن الحداثة.

«أنا أكره الحياة» حين يسمّى التحريض الطائفيّ اعتدالاً.

«أنا أكره الحياة» حين ينتقد قاتلٌ ما «ثقافة الموت».

«أنا أكره الحياة» حين تُلفَظ أمامي عبارة «الشهيد الحيّ».

«أنا أكره الحياة» حين يتغزّل أمراء الحرب بالديموقراطيّة.

«أنا أكره الحياة» حين يجري الحديث عن حرب أهليّة كما لو أنّها رحلة صيد.

«أنا أكره الحياة» حين لا حياة لمن تنادي.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 18 ديسمبر 2006,8:07 م
البربريّة الدوليّة


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١٨ كانون الأول ٢٠٠٦

قرّرت «الاشتراكية الدولية» عقد مؤتمرها في بيروت. السبب العلنيّ لهذا القرار هو دعم الحكومة اللبنانية وحركة 14 آذار. أمّا السبب غير المعلن فهو التعلّم من تجربة الاشتراكيين في لبنان.ولذلك، ألقى رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط مداخلة مطوّلة هاجم فيها من يحاولون إعادة لبنان قروناً إلى الوراء، إلى ما قبل الزمن الإقطاعيّ. واستعان بكتابات بعض الاشتراكيين الما بعد حداثيّين ليؤكّد على التلازم العضوي بين الاشتراكية والإقطاع. ووجّه في نهاية كلمته نصيحة إلى المرشّحة الاشتراكية سيغولين روايال مفادها أنّ الاشتراكية لا يمكن أن تجد طريقها في فرنسا إلا بعد عودة الملكيّة.الرئيس أمين الجميّل، بدوره، تحدّث عن تجربته في الحكم يوم تمكّن من زعزعة استقرار نقديّ استمرّ أكثر من أربعة عقود من عمر الجمهورية. وأكّد الجميّل أنّ الضرر الكبير الذي ألحقه انهـيار الليرة بأصحــاب الدخل المحدود هو ما رجّح خيار الاشتراكية الراديكالية في لبنان.الشيخ سعد الحريري أسهب في شرح الجوانب الاشتراكيّة المخفيّة للرأسماليّة الريعيّة. وحيّا المؤتمرين، عارضاً إنجاز تيّاره الذي استطاع أن ينقل لبنان إلى جنّة المديونية. وانتقد بعض الدوائر اليسارية المشبوهة التي تتّهم الحريرية بإفقار الفقراء، مشيراً إلى أنّ الأثرياء حين يكونون بخير، يصبح الفقراء بخير أيضاً.وفي الختام، وعد المنظّمون بعقد مؤتمر «الرأسمالية المتوحّشة» في بيروت قريباً. وسيكون خطيب الحفل الدكتور خالد حدادة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 15 ديسمبر 2006,8:05 م
ماء ساخن
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ١٥ كانون الأول ٢٠٠٦
أدار المواطن ألِف جهاز التلفزيون. يُقال إنّ البرنامج الذي يُعرض على الشاشة سياسيّ. ثمّة مُحاور، وثمّة ضيف. المحاور لا يحاور. والضيف لا أحد يعلم لماذا استضيف. لكنّ الكلام كبير، ولا يدور حول موضوع محدّد. فالبرنامج يسعى إلى استغلال فرصة وجود الضيف معنا هذا الصباح، كي يعطي رأيه في كلّ شيء، وخصوصاً أنّه خبير في كلّ شيء.الوضع السياسي الداخلي، حقوق المرأة، السياسات الاقتصادية، التخلّف والتقدّم، السياسة الدولية، القلق الذي يصيب الدببة في القطب الشمالي، القانون الدولي، المحافظون الجدد، فوائد خلّ التفاح، أزمة المناجم على حوض الميسيسيبي... هذا غيض من فيض كاد يقضي على مفعول القهوة الصباحيّة.يا اللّه! كيف يمكن للمواطن ألِف أن يترك هذا الحديث المشوّق لينصرف إلى الاستحمام؟ إذ إنّ إغلاق باب الحمّام والوقوف تحت الدوش سيجعل من متابعة هذا البرنامج أمراً مستحيلاً. كيف سيتمكّن ألِف من المغادرة إلى عمله، وهو لم يعرف بعد نهاية قصّة صناعة أكياس النايلون تحت بحر إيجه؟ والطائفية... ألا نريد القضاء على الطائفية هذا الصباح؟ تخيّلوا أنّنا نعيش في بلاد لا يحترم الحكم فيها مبدأ الشفافية. مصيبة كبيرة، وخصوصاً أنّ صديقنا المحاور يريد ادّعاء الموضوعية. وفّر عليك يا أخي، ولنستمع إلى الخبير التلفزيوني وهو يعطينا نبذة عن الفارق بين السَّمَنْدل الأسود والسمندل الرمادي. حان وقت الفصل السابع. القازان معطّل. لا يوجد ماء ساخن.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 14 ديسمبر 2006,8:02 م
مداعبة الأفاعي

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ١٤ كانون الأول ٢٠٠٦
«يا كبير المنافقين يا نعيم قاسم... يا أشبه بالمشعوذين الهندوس الذين يتراقصون على المسامير أو يداعبون الأفاعي مقابل بعض الدنانير»... «يا أشرف الخلق على الإطلاق... وأبهاهم خلقاً وأرقاهم طهارة وإيماناً، وأسماهم منظراً وإشعاعاً، والذي ضجّت الدنيا بمكرماته، فكادت أن تفوق مكرمات الصحابة والأولياء، وفاقت سيرته سيرة كبار الصوفيين والقديسين».هكذا شاء السيّد وليد جنبلاط أن يردّ على مئات الآلاف الذين احتشدوا في وسط بيروت يوم الأحد الماضي. حسناً، لا بأس. فالتجمّع، كما يبدو، أساء إلى «ويك أند» البيك. بالطبع، ليس المقصود الدفاع عن نعيم قاسم، وخصوصاً أنّه هو الذي «حركش» بالبيك الذي كان لابداً. لكنّ المقصود هو أنّ رداً كهذا يجب أن يفهمه السيّد عمرو موسى جيّداً.فما الذي ضرب عمرو موسى على رأسه؟ من الذي دعاه؟ ماذا يريدون منه؟ تساؤلات لا بدّ من أن يطرحها الرجل على نفسه. فالوسيط يُستدعى عادةً ليتوسّط. ويتطلّب التوسّط وجود فريقين راغبين في حلّ النزاع في ما بينهما. لكن، في الحالة اللبنانية، لا شغل لعمرو موسى، ولا حاجة لنا إلى المزيد من العاطلين عن العمل.على أحد ما أن يخبر السيّد موسى أنّ شهية اللبنانيين على حلّ النزاع مفقودة. وفقدان الشهيّة هذا مؤيّد عالمياً. رحم اللّه جون بولتون. والتصريح أعلاه ليس نزوة. إنّه في الواقع مجرّد «بروفه». ومن لا يملك الصواريخ، بإمكانه أن يستخدم البلطة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 13 ديسمبر 2006,8:01 م
يوم في السرايا

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاربعاء ١٣ كانون الأول ٢٠٠٦
ذات يوم، خرج مواطن لبناني من منزله ولم يعد. بعد البحث والتقصّي، أمكن العثور على رجل يشبهه يشاهَد من حين إلى آخر في السرايا الحكومية. يعرّف الرجل عن نفسه بأنّه فؤاد عبد الباسط السنيورة، من مواليد مدينة صيدا. وحين يُسأل عن مهنته، يجيب بأنّه رئيس الحكومة اللبنانية.بناءً على نصيحة الأطبّاء، طُلب من جميع المحيطين بهذا الرجل عدم إفساد الحلم الذي يعيشه. وكان آخر قرار وقّعه وزير الصحّة محمّد خليفة قبل استقالته هو إجبار سائر الوزراء على الانتقال للعيش في السرايا حتّى لا يستفيق الرجل على صدمة الواقع.نُظّم برنامج متكامل للرجل. يبدأ نهاره بوجبة تعايش إسلامي مسيحي يتولّاها الخبير طارق متري، حتّى يتسنّى للرجل من بعدها مواكبة التأجيج الطائفي. تلي الوجبة فقرة عرض الأزياء، ويقدّمها صاحب «الجسم اللبّيس» جو سركيس، تعاونه فرقة الصدم في القوات اللبنانية. يحين، بعدها، وقت حصّة التاريخ، فيتولّى أحمد فتفت قراءة أشعار نيرون وشرح أسباب انهيار الأمبراطورية الرومانية. ولتوفير الأمن، رجع جان أوغاسابيان إلى عاداته القديمة، وهو يمضي أوقاته في ممارسة النظام المرصوص أمام مدخل السرايا. وينصرف الجميع في المساء إلى لعب «عروستي ضايعة».كلّ ذلك يبعث الفرح والطمأنينة في قلب الرجل. ولا يعود التجهّم إلى وجهه إلا حين يدخل إليه جهاد أزعور شاكياً: كيف سنجبي الضرائب ممّن يبيعون الكعك في وسط بيروت؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 12 ديسمبر 2006,7:59 م
100 مليار
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الثلاثاء ١٢ كانون الأول ٢٠٠٦
في الأوّل من كانون الأوّل، أي في اليوم الأوّل من تحرّك المعارضة في وسط بيروت، أدلى وزير المال جهاد أزعور بتصريح قال فيه إنّ كلّ يوم تعطيل تسبّبه هذه الاعتصامات يكلّف البلاد سبعين مليون دولار.لا يمكننا التشكيك في هذا الرقم الذي يطرحه وزير المال. فهو، في النهاية، وزير المال.وبناء عليه، يمكننا القول إنّ يوم العمل في وسط بيروت ينتج سبعين مليوناً، أي إنّ شهر العمل في وسط بيروت ينتج 70×30=2100 مليون، أي مليارين ومئة مليون دولار. وهذا يعني أنّ وسط بيروت ينــــتج في الســـــنة ما قيمته 2100×12=25200 مليون، أي 25 ملياراً و200 مليون دولار.صحيح أنّ الوسط هو وسط تجاريّ، وأنّه الوسط التجاريّ في العاصمة، إلا أنّه لا يمكن أن يختصر كلّ التجارة والعمران والخدمات المصرفية في البلاد، ناهيك عن خلوّه من أيّ إنتاج زراعيّ أو صناعيّ. لكن، فلنساير معالي الوزير ونقول إنّ هذا المربّع الصغير في الوسط، إضافة إلى انعكاساته، مسؤول عن ربع الحركة الاقتصاديّة في لبنان. نستنتج من ذلك أنّ بلدنا ينتج سنوياً 25200×4=100 مليار وثمانمئة مليون دولار. وبذلك يكون لبنان قد تحوّل من حيث الإنتاج لا إلى دبي فحسب، بل إلى الإمارات العربية المتحدة، دبي وأبو ظبي ونفطهما وتجارتهما وخدماتهما ضمناً. وكلّ ذلك بفضل الإدارة الأزعوريّة الحكيمة للاقتصاد اللبناني. مبروك.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 11 ديسمبر 2006,7:56 م
شراكة وأوهام


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١١ كانون الأول ٢٠٠٦

منذ أن ارتفع مطلب حكومة الوحدة الوطنية، وخصوصاً بعد الخطاب الأخير للسيّد حسن نصر الله، بدأت السلطة تساجل في ما تعتبره نقطة ضعف لدى الفريق المعارض. فكيف يريد السيّد تشكيل حكومة وحدة وطنية مع من يعتبرهم خونة؟من وجهة نظر حزب الله، يمكن الطعن في وطنية من لم يقم بواجباته حيال المقاومة أثناء الحرب. هذه وجهة نظر الحزب التي لا يمكن توقّع عكسها. السؤال الأهمّ هو كيف يتعاطى الحزب مع قوى يتشكّك في وطنيّتها؟ الإجابة التي ترفعها المعارضة اليوم هي: الشراكة، وإن كانت شراكة تنبع من عدم الثقة بالشريك. فهل كانت السلطة لترتاح لو قيل مثلاً إنّ الخونة تنتظرهم أعواد المشانق؟ هل كانوا سيتحدّثون حينها عن انسجام حزب الله مع نفسه، وعن إعجابهم بالتسلسل المنطقي السليم لفكر حسن نصر الله؟يبدو الفارق الأساسي بين ما نشاهده اليوم من تظاهرات وبين تظاهرات فريق 14 آذار هو أنّ الأخيرة كانت (ولا تزال) تصرّ على القول بأنّها هي لبنان، وهي الإجماع الوطني، وأنّ الآخرين غير موجودين. أعاد النائب سعد الحريري أخيراً تأكيد هذه النقطة، واصفاً معارضيه بأنّهم «أوهام» بعدما سبق أن وصف خصومه في الانتخابات بـ«قتلة رفيق الحريري».ما تعتبره السلطة نقطة ضعف، وتتذاكى في التعليق عليه، هو بالضبط ما يطمئن. يبدأ الخوف حين تتوهّم المعارضة، هي الأخرى، أنّها لا تواجه سوى أوهام.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 8 ديسمبر 2006,7:55 م
للمستقبل وجهان


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الجمعة ٨ كانون الأول ٢٠٠٦

لـ«المستقبل» وجهان: وجه صنعته الأعمال الخيرية، ووجه آخر صنعته السياسات الاقتصادية. الوجه الأوّل جرى تظهيره بقوّة أثناء ثورة الأرز. الوجه الثاني يحتلّ الواجهة ردّاً على اعتصام المعارضة.الوجه الأوّل يحمل أسماء طلاب تعلّموا في لبنان والخارج بواسطة مساعدات تلقّوها من مؤسسة الحريري. إنّهم حملة الشهادات، مهندسون وإداريّون وموظّفو مصارف. أفراد الطبقة الوسطى الجديدة الذين شكّلوا واجهة انتفاضة الاستقلال. مرّت أسماؤهم في الصحف، والتقطت العدسات صورهم، واحتفلت الشاشات بأزيائهم ولكناتهم وإتقانهم اللغات الأجنبية. أمّا الآلاف الآخرون الذين ملأوا الساحات، وشكّلوا جمهور الانتفاضة العريض، فجرى تقليصهم إلى مجرّد أرقام وخلفية للمشهد العام.اليوم انقلبت الأدوار. يختفي هذا الوجه عن الساحة، ويطلّ وجه آخر من السرايا الحكومية، هذه المرّة. إنّهم جماهير القرى والمناطق النائية الذين منحوا «تيار المستقبل» كلّ عاطفة صادقة خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وبادلهم «التيار» محبّتهم بإطلاق وعود انتخابية ذهبت أدراج الريح. إنّهم الجماهير التي عانت مناطقها من قبضة محكمة لضابط استخبارات بعثي من الدرجة الرابعة، وفي الوقت نفسه، لم تدرَج يوماً على لائحة أولويات السياسات الإعمارية.يجري اليوم استذكار هذه الجماهير، لتأجيج صراعات مذهبيّة. لكن، وبما أنّ الذاكرة عادت إلى منتحلي الصفة في السرايا، فعليهم أن يتذكّروا جيّداً أنّ هذه الجماهير نفسها كانت قد خاضت نضالات للتخلّص من حكم البكوات. وما ينقصها حتماً ليس مبايعة بيك جديد.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 7 ديسمبر 2006,7:53 م
مصطلح جديد

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ٧ كانون الأول


أصبح بإمكان جميع المهتمّين بعلم السياسة، أن يستخدموا مصطلحاً سياسياً جديداً. مصدر المصطلح لبنان، والفضل يعود إلى أحد وزرائه الذي دخل التاريخ بعدما اختارت «الويكيبيديا»، الموسوعة الأكثر انتشاراً على الإنترنت، إدراج مصطلح «الفتفتية» بين صفحاتها.و«الفتفتية»، كما تعرّفها الموسوعة «لا تتطلّب أيّ التزام بالمبادئ. وهي تكيّف نفسها مع مصالح الوضعية السياسية لأحمد فتفت. تتضمّن هذه الإيديولوجيا بعض التناقضات. فهي تتحدّث عن الديموقراطية والليبرالية من جهة، وتبحث عن دعم بين أنصار بن لادن في شمال لبنان من جهة ثانية. وتسعى أيضاً لخدمة الوهابية السعودية. تتحدّث باسم «السيادة» و«الاستقلال» في الوقت الذي سبق لها أن مثّلت فيه بإخلاص مصالح النظام السوري المستبدّ، وهي تمثّل الآن الأسياد الخارجيين للسنيورة. تؤمن الإيديولوجيا الفتفتية بأنّ الطريقة الأكثر فاعلية لمحاربة الاحتلال هي تقديم الشاي لجنوده. وفيما يعتقد كثيرون أنّ «الفتفتية» ظاهرة لبنانية، يلاحَظ انتشارها الآن في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى».وتضيف «الويكيبيديا» أنّ ردود الفعل ضدّ «الفتفتية» التي ظهرت في تظاهرات بيروت يمكن فهمها ضمن إطار الاستياء في الشرق الأوسط من سياسيين أمثال حسني مبارك، أبو مازن، والسنيورة الذين ينظر إليهم الجمهور العربي كمجرّد أدوات للقوى الإمبريالية.أخيراً، تنبغي الإشارة إلى أنّ اللبنانيين ليسوا مدينين فقط للوزير فتفت الذي أضاف إلى شهرتهم، إنّما أيضاً إلى الدكتور أسعد أبو خليل الذي استمدّت الموسوعة هذا التعريف منه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 6 ديسمبر 2006,7:52 م
بيان

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الأربعاء ٦ كانون الأول


بيان صادر في 6 كانون الأوّل 2006:«إنّ استقالة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة فرصة للمضيّ قدماً. ندعو إلى احترام إرادة الشعب اللبناني، وخصوصاً لجهة تأليف حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، وكذلك إجراء انتخابات نيابية قبل نهاية شهر شباط. إنّ أيّ تأخير إضافيّ لا ضرورة له. يجب أن يسمح للبنان بأن يقرّر مستقبله، متحرّراً من أي ترهيب أو تدخّل أجنبيّ. إنّ الشعب اللبناني يستحقّ حكومة قادرة على قيادته نحو الأمام وضمان أمنه، واستقراره، وازدهاره الاقتصادي. إنّنا نتطلّع إلى أن تبدأ فوراً الاستشارات النيابية لتأليف حكومة جديدة».السؤال: من هو/ هي صاحب/ صاحبة هذا التصريح؟يمكن اختيار الإجابة من بين أربعة احتمالات:أ ــ السيّد حسن نصر اللهب ــ العماد ميشال عونج ــ مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله السيّد علي الخامنئيد ــ وزيرة الخارجية الأميركية الدكتورة كوندوليزا رايس.نظراً للظروف العصيبة التي تمرّ فيها البلاد، لن تُنشر الإجابة الصحيحة في العدد المقبل، بل سنعلنها فوراً: الإجابة (د) هي التي تربح معنا.ملحوظة: وردت في البيان أعلاه بعض الأخطاء المطبعية التي لا تغيّر المعنى. لكن لمزيد من الدقّة، يرجى استبدال كلمة «فؤاد» بكلمة «عمر»، وكلمة «السنيورة» بكلمة «كرامي»، وشهر «شباط» بشهر «أيار»، وتاريخ البيان من 6 كانون الأوّل 2006 إلى 13 نيسان 2005.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 5 ديسمبر 2006,7:50 م
قِيَم مشتركة؟

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٥ كانون الأول


كم أحمد محمود يريدون؟هل يمكن طرح هذا السؤال، أم أنّ شهيد المعارضة، أسوة بشهداء عدوان تمّوز، لا يستحقّ أن تُذرَف عليه الدموع نفسها التي ذُرفت على أبناء العائلات العريقة؟ هل كان على الشهيد محمود أن يرتدي كرافات قبل ركوبه درّاجته النارية وتوجّهه للاعتصام في «وسط البلد»؟ هل كان عليه أن يكون نجماً حتّى يصبح لدمائه رائحة الموت؟السؤال ليس موجّهاً إلى الوزراء الدُمى. إنّه موجّه إلى الوزراء المستقلّين. هل سأل هؤلاء زميلهم في الداخلية عن دور قوى الأمن الداخلي التي أعيد بناؤها حديثاً؟ قد يكون من المفيد إحالة الجميع إلى صحيفة الـ«لوس أنجلس تايمز»، العدد الصادر قبل استشهاد أحمد محمود بيومين. في هذا العدد، تصريح للوزير أحمد فتفت يقول فيه: «إنّ الزيادة الكبيرة في عديد قوى الأمن الداخلي هدفها الوقوف في وجه التأثير المتعاظم لإيران وحزب الله، حليفها الشيعي في لبنان».إذاً، لا يمكن اعتبار قوى الأمن الداخلي مقصّرة في حماية الشهيد محمود. فحمايته ليست من اختصاصها أصلاً، وخصوصاً أنّه مشارك في اعتصام «المحور السوري ــ الإيراني». إذا ما فهمنا على فتفت جيّداً، قد تكون المهمّة هي تسهيل القتل، لا منعه.السؤال، مرّة أخرى، غير موجّه إلى صاحب التصريح. إنّه موجّه إلى الوزراء الذين يظنّون أنّهم، برفض تقديم استقالاتهم، يدافعون عن قيم يتشاركون فيها مع زملائهم المحتجزين في السرايا.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الاثنين، 4 ديسمبر 2006,7:47 م
بربارة
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الاثنين ٤ كانون الأول

قامت الرأسمالية، وفقاً لكارل ماركس، على خطيئة أصليّة. خطيئة الفصل بالقوّة بين الناس وأرضهم. فوجدوا أنفسهم تائهين في البراري، قبل أن يأتي من يقدّم لهم عرضاً غريباً بعض الشيء: العمل طوال النهار لإنتاج أشياء لا يصطحبونها معهم إلى البيت عند المساء. يتركونها «في أرضها» لرجل يدعى «ربّ العمل»، ويحصلون في المقابل على أجر يمكّنهم من العودة في اليوم التالي إلى العمل نفسه، و«ربّ العمل» نفسه.لم يكن هؤلاء الناس ليرضوا بهذا العرض الغريب لولا «الخطيئة الأصلية». لولا إبعادهم بالقوة عن أرضهم التي كانوا يزرعونها، وعن حِرفهم البسيطة التي كانوا يتقنونها. مورس عنف فظيع، وسالت دماء كثيرة مهّدت لقيام النظام الاقتصادي الجديد الذي حمل وعوداً بعدم العودة إلى الوراء، واستبدال العنف بأشكال أكثر لطفاً، أطلق عليها ماركس نفسه اسم «الاستغلال».كثيرون من الذين جاؤوا بعد ماركس ركّزوا على فشل الاستغلال الجديد في منع تكرار الخطايا السابقة. لا بل لم يكن لهذا النظام أن يستمرّ لولا الإمعان مجدّداً في فصل الناس قسراً عن ساحاتهم وأنماط عيشهم. يحدث هذا النهب يومياً بواسطة العنف، أو الإغراء أو استخدام القانون.لا يخفى أنّ مشروع «سوليدير» هو أحد الوجوه اللبنانية الكثيرة لهذا النهب القانوني. لقد أمكن بواسطة شركة عقارية إبعاد الناس عن قلب مدينتهم. وها هم اليوم يعودون ليفترشوا أرضها ويعانقوا أرصفتها. لكن، هذه المرّة، عليهم ألّا يخرجوا منها أبداً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأحد، 3 ديسمبر 2006,7:44 م
بودنماير

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الأحد ٣ كانون الأول

حين كانت شركة مطبوعات جامعة أوكسفورد تجدّد موسوعتها الموسيقيّة، أرسلت كتاباً إلى المخرج البولوني كريستوف كيسلوفسكي تطلب منه تزويدها بعض المعلومات عن المؤلّف الموسيقيّ الهولندي فان دن بودنماير. والواقع أنّنا إذا ما تصفّحنا الموسوعات الموسيقيّة، فقد نعثر على اسم بودنماير. سنجد عناوين معزوفاته، وسنعرف أنّه هولنديّ من مواليد القرن الثامن عشر. لكن، لن نتمكّن من الحصول على أيّة معلومات إضافيّة.وإذا ما دخلنا إلى بعض مواقع الإنترنت، فسنجد أنّ لبودنماير مجموعة من المعجبين. وإذا ما شاهدنا أحد أفلام كيسلوفسكي، فسنرى إيرين جاكوب تبكي حين تستمع إلى ألحان بودنماير الخارجة من الراديو. لا بل سنشاهدها أيضاً تدخل إلى «ديسكوتك»، وتشتري أسطوانة له.حين تلقّى كيسلوفسكي كتاب جامعة أوكسفورد، أجاب بأنّ فان دن بودنماير مجرّد شخصية خيالية. لكنّه ما لبث أن تلقّى رسالة ثانية تقول إنّهم يتفهّمون حرصه على حماية مصادره، لكنّهم يرجونه أن يمدّهم ببعض المعلومات. ردّ كيسلوفسكي بأنّ موسيقى أفلامه هي من تأليف موسيقيّ لم يدرس الموسيقى في حياته، ويدعى زبيجنيف بريزنر. لم تقتنع أوكسفورد. وبعد ستة أشهر من الرسائل المتبادلة، كفّ كيسلوفسكي عن الردّ.لاحقاً، واجه بريزنر اتّهامات بالسطو على موسيقى المؤلّف الذي اخترعه هو. أمّا كيسلوفسكي، فأصيب بنوبة قلبية في 13 آذار عام 1996. وكان يهوى بلاداً اسمها هولندا.الباحثون في بيروت عن أسطوانة لفان دن بودنماير لن يجدوها.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 1 ديسمبر 2006,7:41 م
الرئيسان التوأمان
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ١ كانون الأول

منذ اغتيال الرئيس الحريري، والشتائم تنهال على رئيس الجمهورية العماد إميل لحود. ساد اعتقاد آنذاك أنّ فريق 14 آذار ينوي التخلّص من رئيس الجمهورية الفاقد للشرعية. لكن، تبيّن في ما بعد أنّ المطلوب ليس إخراج الرئيس لحود من قصر بعبدا، بل إدخال لحود آخر إلى السرايا الحكومية. كان فريق 14 آذار يبحث عن لحّوده الخاص، وها هو قد حصل عليه. برافو. تعادل في النــــــقــــاط.فخلافاً لما هو شائع، يبدو أنّ ما يجمع الرئيسين فؤاد السنيورة وإميل لحّود أكثر ممّا يفرّقهما. صحيح أنّ الرئيسين يحتلّان موقعين متضادّين في السياسة، إلا أنّهما، في الواقع، في خندق واحد. كلاهما يقبع في سدّة المسؤولية، رافضاً التخلّي عن موقعه، فيما هو يعلم تماماً أنّ أكثر من نصف الشعب اللبناني غير راغب في رؤيته في المنصب الذي يحتلّه، سواء نزل هذا النصف إلى الشارع أو لم ينزل.ولا بدّ من التذكير بأنّ الرجلين حين وصلا إلى موقعهما، حازا نسبة أصوات غير مسبوقة في المجلس النيابي. وكان كلّ منهما مدعوماً من طرف خارجيّ، ولم يكن الاعتراض الشعبي عليه كبيراً. الرئيسان خسرا رصيدهما سريعاً. إلا أنّ أحدهما ما زال يكابر، ويعتبر نفسه في خدمة المواطنين، لا في خدمة المشروع الذي أوصله إلى كرسيّه.لعلّ الرئيس السنيورة لديه الكثير ليتعلّمه من الرئيس لحود، ابتداء من... الصمت في هذه المرحلة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments