السبت، 30 سبتمبر 2006,12:37 ص
تخلُّف / تقدُّم

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الجمعة ٢٩ أيلول ٢٠٠٦
من الأوهام التي تسكن عقول البعض اليوم، أنّ حزب الله يمثّل خطراً على لبنان واللبنانيين، ليس بسبب مشروعه السياسي، بل أساساً بسبب مشروعه الثقافي. يجب أن يُهزَم حزب الله بسبب الوعي الذي ينشره. ومن دون طول سيرة، يمثّل الحزب، بالنسبة إلى هؤلاء، «التخلّف». ويمثّل ثلاثيّ 14 آذار نقيض هذا «التخلّف»، أي لبنان الحريّة (خروج جعجع من السجن وعودة الجيش السوري إلى دياره)، والازدهار الاقتصادي (الأحلام الضائعة للحريري الأب)، و«الحداثة» بشكل عام (الاقطاعيّ المتنوّر).يتّخذ «التخلّف» و«التقدّم» في وكر الأوهام هذا معاني فضفاضة. لذا يُستحسَن إيراد شروط «التقدّم» في وطن كلبنان:ــ المديح تلو المديح لأكثر الأنظمة العربيّة تخلّفاً ولجلالة القائم على هذا النظام، «أطال الله عمره».ــ استخدام كل أنواع الإغراءات لإقناع قوى متطرّفة دينيّاً بأنّ المعركة ليست مع إسرائيل، بل مع طائفة أخرى.ــ الاستعانة ببطريرك لإقحامه في السياسة أكثر، للقضاء على خصم سياسي وصل إلى البرلمان بانتخابات شعبية.ــ استغلال التعيينات الإداريّة لنصرة طائفة على أخواتها.ــ توزيع مساعدات الدولة باسم أطراف سياسية لإعادة ربط المواطنين بشبكة محسوبيّات، وجعل خياراتهم مرتهنة لهذه الشبكة. أمّا مسك الختام فتكريس الوراثة السياسيّة وطقوسها عبر لبس العباءات. فنُقلت هذه العادة من الجبل (المختارة) إلى المدينة (قريطم). تلك المدينة التي لا يهدّد «تقدّمها» الزاهر، إلّا «تخلّف» حزب الله.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 29 سبتمبر 2006,12:36 ص
أرض الملعب
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٢٨ أيلول ٢٠٠٦
من القائل: «لولا شهداؤنا لما كان هناك مناخ المقاومة ومفهومها في لبنان»؟ حسن نصر الله أو سمير جعجع؟من القائل: «نحن المقاومة. هكذا كنّا على مرّ التاريخ وهكذا سنبقى إلى أبد الآبدين آمين»؟ حسن نصر الله أو سمير جعجع؟من القائل: «لم يقم لبنان من جديد إلا بعدما امتزجت دماء شهدائهم بدماء شهدائنا»؟ حسن نصر الله أو سمير جعجع؟من القائل: «انتصر خيارنا ومشروعنا»؟ حسن نصر الله أو سمير جعجع؟من القائل: «لا نلتقي مع أميركا في سياستها الهوجاء والظالمة تجاه الشعب الفلسطيني»؟ حسن نصر الله أو وليد جنبلاط؟من الذي دافع عن أنظمة التخلّف العربيّ؟ حسن نصر الله أو سعد الحريري؟من الذي ادّعى أنّه انتصر لأنّه ما زال في قلب بيروت بعد انتهاء العدوان؟ حسن نصر الله أو سعد الحريري؟تبارى فرسان 14 آذار الثلاثة خلال الأيّام الثلاثة الماضية في الردّ على خطاب السيّد حسن نصر الله. لكن إذا جمعنا خطاباتهم، وانتزعنا منها العبارات السجالية، وجدنا أنّ المحصّلة هي: تمجيد الشهادة والشهداء، الدفاع عن مفهوم المقاومة، التباري في إعلان الانتصارات، وعدم القدرة على إخراج فلسطين من قلب النقاش السياسي اللبناني. وبصرف النظر عن السياقات التي وردت فيها هذه المفاهيم، فإنّ الواضح أنّ عدّةً كهذه لا تصلح لمقارعة حزب الله. الأجدى بمن يريد اللعب ضدّ الخصم، أن يلعب على أرضه، لا على أرض الآخرين. فهل يدلّنا الفرسان الثلاثة على أرضهم، إن وُجدت؟

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 27 سبتمبر 2006,12:34 ص
فزّورة رمضان

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٢٦ أيلول ٢٠٠٦

«رئيس الوزراء إيهود أولمرت التقى أخيراً عضواً نافذاً في العائلة السعودية الحاكمة»... «قد يكون التقى العاهل السعودي ذاته قبل عشرة أيام في مكان لم يحدّد»... «رئيس الوزراء إيهود أولمرت لم يلتقِ الملك عبدالله»... «نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يكون التقى العاهل السعودي لكنّه امتدح السياسة اللائقة التي اتبعتها الرياض أثناء الحرب على لبنان»... «لقاء سري عقد قبل عشرة أيام بين أولمرت ومسؤول سعودي كبير رُجّح أنّه الملك عبد الله»... «أولمرت بذل كل ما بوسعه لنفي عقد لقاء من أي نوع»... «أردت أن أعبّر عن تقدير حكومة إسرائيل للسياسة السعودية خلال حرب لبنان»... «لقد أعجبتني حكمة وحس المسؤولية اللذين يتمتّع بهما الملك عبدالله»... «الموقف السعودي خلال حرب لبنان دلّ على مسؤولية واتزان أثارا لدينا شعوراً جيّداً جداً»... «رجّح تقرير إسرائيلي أن يكون مستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان هو المسؤول السعودي الذي التقى مبعوثاً إسرائيلياً، الأمر الذي نفاه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي»... «وصف الوزير الإسرائيلي أوفير بينيس اللقاء بين أولمرت والملك السعودي بالمهمّ»... «وبحسب يديعوت أحرونوت فإنّ اللقاء تمّ قبل عشرة أيام تحت غطاء كثيف من السرية ولم يعلم به سوى عدد قليل من المسؤولين الإسرائيليين وبمباركة أميركية»... «رفضت المصادر السياسية الإسرائيلية الإفصاح عن المكان الذي تم عقد اللقاء فيه»... و«حول وجود اتصالات بين إسرائيل والسعودية، قال أولمرت: لستُ مرغماً على الردّ على كلّ سؤال».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأحد، 24 سبتمبر 2006,12:32 ص
نموذج غير مشرّف

خالد صاغيّة - ساحة رأي

الأخبار عدد السبت ٢٣ أيلول ٢٠٠٦

ما الذي يجمع بين الرئيس الباكستاني برويز مشرّف والرئيس فؤاد السنيورة؟ الجواب بسيط: تلقّى الأوّل تهديداً أميركياً غداة أحداث 11 أيلول، بإعادة بلاده «إلى العصر الحجري» ما لم يتعاون مع الغزو الأميركي لأفغانستان. وتلقّى الثاني غداة خطف الجنديين الإسرائيليين تهديداً بإعادة لبنان «عشر سنوات إلى الوراء». أبدى الأوّل استعداده للتعاون، وأعلن الثاني أنّ حكومته «لا تتبنّى» الخطف.يعترف مشرّف أنّ التهديدات الأميركية التي نقلها ريتشارد أرميتاج إلى مدير الاستخبارات الباكستانية كانت «فظّة». وعلى الأرجح، لم تكن لهجة كوندوليزا رايس في بيروت أقلّ فظاظة. يبرّر مشرّف سلوكه في تصريح لشبكة «سي بي اس» التلفزيونية قائلاً: «على المرء أن يفكّر ويتّخذ الخطوات التي تصبّ في مصلحة الوطن، وهذا ما فعلته». يمكننا القول إذاً إنّ برويز مشرّف تصرّف كـ«رجل دولة». وهذا قاسم مشترك آخر مع الرئيس السنيورة الذي فكّر في مصلحة الوطن، ولم يتبنَّ «المغامرة»!ينبغي الاعتراف أنّ مهمّة الرئيس الباكستاني كانت أكثر سهولة. فما طُرح عليه في نهاية الأمر هو المشاركة في اعتداء على دولة مجاورة، لا «تغطية» اعتداء على شعبه. لكنّ المسألة لم تتوقّف هنا. فما لبثت القوات الأميركية أن استباحت منطقة القبائل الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. يومها، لم يتورّع الجنرال مشرّف عن الإعلان في إحدى مقابلاته الصحافية: «كلا، لا أعتبر هذا خرقاً للسيادة الباكستانية». انزلق الرئيس الباكستاني سريعاً إلى درجة أكبر من التورّط في صداقته للولايات المتحدة الأميركية، فاندفع إلى «تغطية» الاعتداء على جزء من أرضه وشعبه. اليوم، وبعد الكشف عن تهديدات أرميتاج، ازدادت علامات الاستفهام في باكستان حول معاني تلك الصداقة.ومن الآن حتّى الكشف عن محاضر الاجتماعات الأميركية اللبنانية، يمكننا الملاحظة أنّ الأميركيين قد روّجوا، خلال العدوان الأخير على لبنان، لمعادلة إنزال أقسى أنواع الضربات بحزب الله، ودعم الحكومة اللبنانية في الآن نفسه. وحين كانت الأسلحة الأميركية تقتل المدنيين في الجنوب، كان فؤاد السنيورة يعانق السيّدة كوندوليزا رايس. بكلام آخر، وبصرف النظر عن التصريحات، ارتضى السنيورة التأويل الأميركي للهجوم الإسرائيلي. فما من اعتداء على لبنان، الاعتداء على حزب الله. وبإمكانهم بالتالي أن يؤيّدوا قصف جزء من البلاد، وقتل جزء من الشعب، وأن يكونوا حلفاء للحكومة اللبنانية. سبق لبرويز مشرّف أن ارتضى الأمر نفسه بالنسبة إلى منطقة القبائل الباكستانية حين كانت تُدكّ في حرب رأى مشرّف أنّه يستطيع استغلالها من أجل توسيع سلطة الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها، وخصوصاً منطقة القبائل التي ما زالت تأبى تسليم أمنها للجيش الباكستاني (الذي يملك، بالمناسبة، سلاحاً نووياً).هذه القواسم المشتركة الثلاثة ليست مدعاة فخر للحكومة اللبنانية ورئيسها. فمشرَّف ليس نموذجاً مشرِّفاً، ناهيك عن أنه نموذج غير قابل للتعميم. ومن الصعب إيجاد أمثلة أخرى عن دولة لا ترى الاعتداء على جزء منها مسّاً بسيادتها، مهما بلغت المشاكل السياسية بينها وبين قاطني ذاك الجزء.لكن، أيّاً يكن الأمر، ها هو الجنرال مشرّف، وبعد كلّ ما جرى، يجلس الآن مع الرئيس الأميركي جورج بوش ليقول له: «SORRY». فالرئيس الباكستاني قرّر سحب جيشه من منطقة القبائل، وترك لها مهمّة السهر على أمنها. فعل مشرّف ذلك على الأرجح لأنّ هذا هو النموذج الوحيد الذي يجعل تلك المنطقة جزءاً من باكستان، لا جزءاً غريباً عنها. إنّ هذا بالضبط هو السيناريو الذي لا يرغب السنيورة في رؤيته. وهذا هو السيناريو الذي لا يرغب كثيرون في فهمه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 15 سبتمبر 2006,12:30 ص
أوتوكار

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ١٤ أيلول ٢٠٠٦

لندع الآراء السياسية جانباً، ولنطرح سؤالاً بسيطاً: بمَ يشعر المواطن اللبناني، أيّاً تكن توجّهاته، حين يستمع إلى السيّد نبيل دو فريج يردّ على السيّد حسن نصر الله؟ السؤال ليس هزلياً ولا قمعياً. ليس المقصود تنزيه السيّد نصر الله، ولا المقصود طبعاً التقليل من أهمية كلام النائب دو فريج.وكي لا يحصل أي لبس، بالإمكان استبدال اسم النائب الكريم. فلنضع مكانه أيّاً من أسماء أبناء العائلات الـ«دو عريقة». تلك الأسماء التي لا يعرف المواطن عن أصحابها شيئاً. جلّ ما يعرفه هو أنّ أسماءهم وُضعت في ليلة ليلاء على لائحة انتخابية لا علاقة لهم بصوغ سياستها، أو بمناقشة مضمون هذه السياسة. جاء بهم «الأوتوكار» إلى المجلس النيابي، وكانت «التارتين» في انتظارهم.لا بأس. قد يكون المرء اختار أن يكون نائباً لأسباب لا علاقة لها بالسياسة. قد لا يكون أصلاً من هواة الاهتمام بمشاكل الناس، أو بمتابعة الشأن السياسي، ناهيك عن الدخول في المتاهات التشريعية. لا بأس. قد يخطئ المرء. يقوده طموحه الجموح أحياناً إلى مواقع غير ملائمة. تبدأ الكارثة حين يستمرّ إطلاق العنان لهذا الطموح ولذاك الجموح. كأن يعود هؤلاء النواب بعد غيبوبة مديدة، ويطلّوا علينا، في ذروة الأوقات الحرجة، لإطلاق تصريحات ليست محرجة إلا لأصحابها.لا علاقة لمضمون التصريحات بهذا النوع من الحرج. من حقّهم أن يقولوا ما يشاؤون. الحرج ناجم من «الأوتوكار»... من نسيان «التارتين» في البيت.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 14 سبتمبر 2006,12:29 ص
برنامج «البيك»
خالد صاغيّة
الأخبار الأربعاء ١٣ أيلول
«إنّ الحرب الأخيرة التي حصلت هي حرب استباقية قامت بها إيران عبر النظام السوري وحزب الله من أجل تعطيل الملف النووي، وهم يرون في نظرية أخرى أنّ هذه الحرب قامت بها أميركا عبر إسرائيل من أجل ضرب المقاومة، وإذا نجحوا يكملون على إيران».هذا الكلام للنائب وليد جنبلاط. ألقاه أمام مسؤولي المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار.ليس خافياً أنّ نظرية الحرب الأميركية ــ الإسرائيلية ليست حكراً على المقاومة ومناصريها. فهي صيغت وقُدّمت الدلائل عليها في الصحافة الغربية أولاً. لكنّ المسألة ليست هنا. والصراع ليس بين نظريّتين. ما تنبغي ملاحظته هو أنّ المقاومة تبنّت نظرية، وعملت بموجبها. خاضت الحرب. صمدت. منعت تفكيك حزبها. أدخلت إسرائيل في أزمة سياسية وعسكرية.أمّا نظرية الحرب الإيرانية فمشكلتها أنّه لا مجال لصرفها. فما تعنيه حرفياً هو أنّ حزب الله يتلقّى الأوامر من إيران وسوريا، ومستعدّ لتدمير لبنان إرضاءً لهاتين الدولتين. يتكرّر هذا السيناريو على ألسنة سياسيين لبنانيين من دون الوصول إلى خلاصته المنطقية. فإذا كان مردّدو هذا القول مؤمنين به فعلاً، فعليهم القيام بالآتي: أولاً، أن يحوّلوا مطلب تغيير الحكومة مطلباً لهم. فلا يمكن أن تشارك في إدارة البلاد شلّة من الخونة. ثانياً، دعوة الحكومة الجديدة إلى اتّخاذ قرار بحلّ حزب الله. ثالثاً، وضع السيّد حسن نصر الله على لائحة المطلوبين للعدالة.يجدر التأمّل في هذه النقاط، حتّى نستخلص البرنامج الذي يدعونا «البيك» إليه.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 13 سبتمبر 2006,12:25 ص
المجازر والمعلّبات
خالد صاغيّة
الأخبار عدد الثلاثاء ١٢ أيلول

فاجأ الرئيس فؤاد السنيورة المواطنين اللبنانيين، أو أنّ الحياة، ربّما، هي التي فاجأته. أوهمنا لبعض الوقت، بنبرته وابتساماته ودموعه، أنّه ينتمي إلى زمن عبد الحليم حافظ. وإذا به يبدو من هواة أفلام الإثارة و«الأكشن». تلك الأفلام التي ينطلق فيها البطل، مدجَّجاً بأزرار إلكترونية، لتنفيذ مهمّة «إنسانية» لا ينتهي الفيلم إلا مع إنجازها.ينتمي السنيورة إذاً إلى زمن طوني بلير. ذلك الزمن الذي يُظهر فيه القادة حماسة للحروب، ورفضاً لوقف إطلاق النار قبل إنجاز «المهمّة». هذا ما فعلته كوندوليزا رايس. وهذا ما تحمّس له بلير. بعد قانا الثانية، ألغيت زيارة الأولى. أمّا اليوم، فلم تُؤجّل الزيارة أو تلغى.فالولع بأفلام «الأكشن» جعل الرئيس السنيورة متطلّباً. وهو تطلّب لا يمكن لشعبه أن يلبّيه دائماً. فأهل الجنوب لا يستطيعون تقديم مجزرة كلّ يوم. ومن حقّهم أن يتساءلوا كم يدوم مفعول المجزرة السابقة بالنسبة لرئيس حكومتهم؟ ماذا لو ارتكبت مجزرة قبل يومين؟ ماذا لو ارتكبت قبل أسبوع، أو قبل شهر؟من حقّ رئيس الحكومة ألا يحبّذ سياسة الحزب الذي يمثّل المواطنين الذين خسروا بيوتهم وأحبّاءهم. من حقّه، ربّما، ألّا يعتبر العدوان الأخير حرباً على لبنان وشعبه، إنّما عمليّة ضدّ جسم ملتبس الهوية يدعى «حزب الله»، صودف مروره على الأراضي اللبنانية لحظة العدوان. من حقّه كلّ ذلك. لكنّ أحداً لا يمكنه اعتبار الجرائم بحقّ الإنسانية معلّبات، قد ينتهي يوماً تاريخ صلاحيّتها.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2006,12:24 ص
«ستيريو»


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ١١ أيلول


نادراً ما يعلو صراخ اللبنانيّين الأرمن. وهذه ميزة أرمنية، على الأرجح، أكثر ممّا هي لبنانيّة عامّة. يشاركون في الحياة السياسية بصمت. ويساهمون في بناء الاقتصاد اللبناني بصمت. يقومون بمهن يصعب تخيّل لبنان من دونها، ويصعب تخيّلها في لبنان من دون الأرمن.لا داعي للحديث عن عدد من الحِرف التي ما أن تسأل عنها حتّى تُنصح بالذهاب إلى «الأرمني». ولا داعي للقول إنّ الحصول على «أطيب سندويش» يتطلّب منك أيضاً قصد «المحل الأرمني». يكفي أن نفكّر بالموسيقى. ثمّة أجيال لبنانية كاملة مدينة للأرمن، دون سواهم، في تعلّم الموسيقى وتذوّقها. ولعلّ شغف الأرمن بالموسيقى الكلاسيكية في أجواء كالأجواء اللبنانية، يضيف إلى فرادتهم فرادةً، وإلى هدوئهم هدوءاً.مطلب الأرمن اليوم بسيط: احترام مشاعرهم وذاكرتهم الجماعيّة. ارتكبت بحقّهم مجزرة. لم يحصلوا على اعتراف ولا على اعتذار. من حقّهم، والحال هذه، ألا يشعروا بالسرور لرؤية قوات تركية في لبنان. المسألة ليست طائفية أو إثنية. يتعلّق الأمر باحترام الحياة أولاً، واحترام رأي ما يقارب 4% من الناخبين اللبنانيين، ثانياً.من الصعب إقناع أيّ لبناني بأنّ أسباباً قاهرة تجبر الحكومة اللبنانية على دعوة القوات التركية إلى الجنوب. من الصعب إقناع أيّ لبناني بأن أسباباً قاهرة تجبر الحكومة اللبنانية على إيذاءٍ مجانيٍّ لمشاعر عدد من مواطنيها، اللهمّ إلا إذا كانت لا تحسبهم «مواطنيها»، أو أنّها تسعى للفرض عليهم عقاباً سياسياً من النوع الرخيص.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأحد، 10 سبتمبر 2006,12:23 ص
الحرب و«صحّة موقفنا»

خالد صاغيّة - ساحة رأي

الأخبار عدد السبت ٩ أيلول

تحتاج أي قوّة سياسيّة إلى مخزون أخلاقيّ كبير حتّى تخرج إلى شعب وتخاطبه للمرّة الأولى، بعد تعرّضه للدمار والموت، فتقول له: «أرأيت؟ نحن مَن كنّا على حق». لا يجازف المرء في اعتبار أنّ قوى 14 آذار، كتجمّع، لا تملك هذا المخزون الأخلاقيّ. ورغم ذلك، لم تتوانَ عن افتتاح خطابها بالقول: «أيّها اللبنانيون، أثبتت الحرب التي فُرضت على لبنان صحّة موقف قوى الرابع عشر من آذار».يتجاوز الأمر حدوده الشكلية. لكنّ الأدهى أنّ لازمة «صحّة موقف قوى الرابع عشر من آذار» التي تتكرّر كثيراً في البيان الأخير لهذه القوى، تؤكّدها، بحسب البيان نفسه، حقيقة أنّ قوى 14 آذار «لم تفاجأ بعدوانية إسرائيل ووحشيّتها». وكأنّ ثمّة دعوة إلى المفاضلة بين من «تفاجأ» وتصدّى للعدوان، وبين من «لم يتفاجأ» فدعا... إلى نزع السلاح الذي تصدّى.لكنّ الحرب «أثبتت صحّة موقف قوى الرابع عشر من آذار» مرّة أخرى. فلطالما رفضت تلك القوى «سياسة المواجهة مع المجتمع الدولي التي أتاحت للعدوانية الإسرائيلية فرصة التفلّت من عقالها». يتناسى هذا الموقف أنّ «المجتمع الدولي» دعم بشكل صريح الحرب الإسرائيلية على لبنان. ورغم ما يتمتّع به «المجتمع الدولي» من نفوذ، لم يستطع حتّى تحييد البنى التحتية اللبنانية. لا يسوّغ ذلك مواجهة مع «المجتمع الدولي»، لكنّه يدعو إلى إعادة النظر باعتبار القوى الكبرى في هذا «المجتمع» أصدقاء صدوقين للبنان، وغيارى على مصلحته. وما علينا، بالتالي، إلا تقبّل نصيحة السفراء.مرّةً ثالثة، «أثبتت الحرب صحّة موقف قوى الرابع عشر من آذار». ألم ترفض هذه القوى«الانزلاق بلبنان إلى سياسة المحاور»؟ يمكن لقوى 14 آذار أن تدّعي طبعاً أنّ الحفاظ على سلاح المقاومة يخدم سياسة «محور» سوري- إيراني. لكن ما لا يمكن لها أن تدّعيه هو أنّ المطالبة الشرسة بنزع سلاح المقاومة لا تخدم مصلحة «محاور» أخرى. إذا ما كان هناك انزلاق إلى «سياسة المحاور»، فإنّ الهاوية تتّسع حتماً للجميع.«أثبتت الحرب صحّة موقف قوى الرابع عشر من آذار» مرّة رابعة. فهذه القوى كانت قد حذّرت من «الفراغ السياسي القائم في رئاسة الجمهورية وما يترتب عنه من شعور مجموعات أساسية من اللبنانيين بخلو موقع الرئاسة وغيابها عن المشاركة الفعلية في القرارات الوطنية». لا يخفى أنّ المقصود بهذه «المجموعات» هم المسيحيّون في لبنان. ولنفترض أنّ الفريق الذي رفض عزل إميل لحود، وليس الفريق الذي دعا إلى مقاطعته، هو من همّش موقع الرئاسة، وبالتالي موقع المسيحيين. يبقى السؤال: إذا كان «المحور السوري الإيراني» قد همّش موقع المسيحيين في الرئاسة، فمن همّش موقع المسيحيين في الحكومة؟ يبدو أنّ قوى 14 آذار ما زالت ترفض الاعتراف بأنّ معظم المسيحيين، شئنا أم أبينا، قد اختاروا ممثّليهم الذين لا ينتمون إلى المجتمعين في البريستول. لا تريد قوى 14 آذار أن ترى ذلك، وتستعيض عن الرؤية بعروض بهلوانية كدعوة بعض «المنشقّين» إلى صفوفها. وهي تفعل الشيء نفسه حين تشكّك في «لبنانيّة» حزب الله، ثمّ تدّعي أنّ «الدعوة للانخراط في المشروع اللبناني يرفعها اليوم كبار القادة السياسيين والقادة الروحيين والمثقّفين والإعلاميين في الطائفة الشيعية الكريمة».وبما أنّ الأحداث أثبتت صحّة موقف 14 آذار، كان لا بدّ لها أن تقترح خطوات لمستقبل زاهر. فاكتشفت مثلاً أنّ «الشرط الأول للدولة هو أن تضطلع بمهمة التصدّي لكل ما ينتهك سيادتها». لا بأس. لكنّ من يقرأ هذه العبارة يظنّ أنّ الدولة وأساطيلها البحرية والجوية كانت تستعدّ للتصدّي للعدوان الإسرائيلي، فوقف حزب الله في الميدان، ومنعها من إتمام المهمّة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
السبت، 9 سبتمبر 2006,12:26 ص
بادَرَهُم فَبادَروه


خالد صاغية

الاخبار عدد الجمعة ٨ أيلول


«مبادرة أبوية جديدة من رجل عربي فارس قائد حكيم حليم كريم، تعبّر عن فروسية وشهامة والتزام ومسؤولية وحب للبنان وشعبه واستقراره وأمنه وازدهاره ومستقبله»... «تؤكد الإصرار على أنّ الردّ على العدوان، على الحرب الإسرائيلية، وعلى الإرهاب الإسرائيلي لا يكون إلا بمزيد من دعم الناس في أرضهم»... «إن المبادرة المميزة الجديدة التي أطلقها، أطال الله عمره، هي تعبير عن الإرادة الخيرة»... «إنّ هذا ما يجعل اللبنانيين يشعرون دائما أنهم برعاية شقيق كبير يهتمّ في شؤونهم ويرعاهم ويعمل على إعادة نهوضهم»... «مكرمة جديدة تضاف إلى المكرمات الكثيرة التي تفضّل بها»... «مبادرة تؤكد أنّ تضامنه لا يقتصر على فئة دون سواها من اللبنانيين ويتوجّه في الوقت نفسه لدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية»... «مبادرة تؤكّد الوقوف إلى جانب لبنان»... «مبادرة تظهر عمق الشعور الإنساني»... «لفتة كريمة تأتي بعد الهبة والوديعة الكبيرتين سيفيد منها جميع اللبنانيين من دون استثناء»... «ليست مخصّصة لفريق أو لطائفة أو لمذهب أو لمنطقة، إنمّا لكل لبنان»... «مبادرة تضاف إلى المبادرة الكريمة الأولى التي أريد من خلالها بعث رسالة إلى كل العالم بأنّ لبنان لن ينهار، وبأن اقتصاد لبنان لن يضرب وأنّ إرادة لبنان لن تكسر بالجوع أو الحصار، إضافة إلى محاولات القتل والتصفية»...هذه أجزاء من تصاريح لمسؤولين (!) كبار (!) في الدولة (!) اللبنانية يشكرون (!) فيها الملك السعودي على مبادرته الأخيرة.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 8 سبتمبر 2006,12:22 ص
حصار

خالد صاغيّة
الأخبار عدد الخميس ٧ أيلول
منذ زمن، ونحن اللبنانيين نحمل في ذواتنا أنواعاً من العجز. ليس فرحنا فرحاً. وليس حزننا حزناً. يسكننا ذلك الحيّز الملتبس. كأنّ اتّجاه النور لم يكن لصالحنا. كأنّ يد القدر لم تكن ثابتة. حدث أمر ما، فجاءت الصورة «فلو» بعض الشيء.نحدّق في حياتنا فندرك أنّ أجسادنا تظهر في الصورة. لكنّها ليست أجسادنا حقاً. ندرك أنّ هذه بيوتنا، لكنّها ليست بيوتنا حقاً. ندرك أنّ هذه وجوهنا، لكنّها ليست وجوهنا حقاً. نتوقّف عند هذا التفصيل مرّة أخرى. وندرك، مرّة أخرى، أنّها ليست وجوهنا حقاً.ليس العجز، ربّما، ما يصف حالنا. فلنسمِّه، كما نقول في لغتنا، «ضيقة خلق». «ضيقة خلق» من النوع الذي يشوّش على كلّ ما عداه. تَكْدِش تفّاحة، فيأتي طعمها «ضيقة خلق». تلبس بنطلوناً، فتشعر عند الخصر بـ«ضيقة خلق». تتجوّل في الطرقات، فلا تجد سوى أسواق وباعة ينادون على «ضيق الخلق».طبعاً، لم نكن بحاجة إلى إسرائيل كي نشعر بكلّ هذا الضيق. لكنّنا، على ما يبدو، كنّا بحاجة إلى إسرائيل كي نتجرّأ على تلمّس هذا الضيق، كي نتجرّأ على إعلانه أمام الملأ، وعدم الخجل من الصراخ ومن التعبير عن الألم. كنّا بحاجة إلى إسرائيل كي نفتح القاموس، فندرك أنّنا في حال حصار.مسكينة إسرائيل. مساكين نوّابنا المعتصمون. يظنّون أنّ طائرة أو باخرة أو صندوق أدوية، حين تحطّ على أرضنا، يكفي كي ينتهي هذا الحصار.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الخميس، 7 سبتمبر 2006,12:21 ص
تجريمٌ فتحريم

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاربعاء ٦ أيلول


بعد اغتيال الرئيس الحريري، خرج من يتّهم، وبكلّ جدّيّة، معارضي الحريري بتوفير الأجواء الملائمة لاغتياله، لا بل بالتحريض على قتله. كان ذلك تمهيداً لـ«الكليشيه» السياسي الذي حكم، بكلّ أسف، إدارة فريق الأكثريّة للبلد. ذلك «الكليشيه» الذي صنّف اللاعبين السياسيين فريقين: فريق يُرمز إليه بالرئيس الحريري وورثته، ويمثّل الخير. وفريق ثان يُرمز إليه بـ«النظام الأمني»، ويمثّل الشرّ.طبعاً، لا مجال للسياسة وفقاً لهذه المقاربة. لكنّ تجريم المعارضة تمهيداً لتحريمها لم يقف عند حدود الاغتيال الكبير. فها هو الدكتور أحمد فتفت يكرّر اللازمة نفسها في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بعد محاولة اغتيال ضابط في شعبة المعلومات.الدكتور فتفت، الذي ما زال لأسباب غامضة وزيراً غير أصيل للداخلية، أعلن أنّ على السياسة ألا تتدخّل في الأمن. هذه الحكمة التي لا تبدو صحيحة إلا للوهلة الأولى، يصرّ الدكتور على البناء عليها لإقناعنا بأنّ شعبة المعلومات قد تعرّضت في الآونة الأخيرة لانتقادات عديدة، معتبراً أنّ أجواء كهذه تسيء إلى أمن «الأمن».ليست هذه عودة إلى النغمة السابقة إيّاها، بل مضيّ إلى خطوة أبعد. فالتحريم لا يطال هنا المعارضة السياسية، لكن أيضاً الانتقادات لجهاز أمني. ينبغي التذكير أنّ شعبة المعلومات هي الذراع الأمنية الأولى لفريق الأكثرية، حتّى يتّضح ما يطالبنا به ديموقراطيّو لبنان الجدد.في الواقع، إنّهم لا يطالبوننا بشيء... فقط يشاركوننا الحلم نفسه الذي يراود الديكتاتوريات عادةً.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأربعاء، 6 سبتمبر 2006,12:19 ص
موبيليا

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الثلاثاء ٥ أيلول


في أحد الأيّام، شعر رئيس المجلس النيابي بملل شديد. فذهب إلى السوق وابتاع طاولة مستديرة. اختارها من النوع الخشبيّ المتين، ووزّع حولها عدداً من الكراسي. وما إن وصلت الطاولة إلى البرلمان، حتّى تسابق سياسيّون إلى حجز مقاعد لهم حول الطاولة. وبلغ التسابق حداً كاد يقودنا إلى نزاع جديد بين الطوائف التي كانت قد أعلنت للتوّ رغبتها في الحوار.في ذلك الزمن، بدا أنّ الأمور اختلطت على اللبنانيين. فمن المتعارف عليه أنّ أيّ حوار يحتاج إلى طاولة مستديرة حتّى يسهل تبادل الحديث، وحتّى يشعر جميع الجالسين إلى الطاولة بأنّهم متساوون. لكنّ أحداً لم يسبقنا إلى الظنّ أنّ مجرّد شراء طاولة مستديرة، يحوّل ما يجري حولها من أحاديث إلى حوارات بنّاءة. ورغم كلّ ما جرى منذ تلك الحادثة إلى اليوم، ما زال بعض اللبنانيين يحنّ إلى تلك الطاولة وإلى الكراسي المتحلّقة حولها، ويتمسّـــك بها كخشبــــة خلاص فريدة.في أحد الأيّام، شعر رئيس المجلس النيابيّ بملل شديد. فذهب في رحلة «shopping» مماثلة لتلك التي قام بها قبل أشهر. لكن، بدلاً من الطاولة، أحضر معه عدداً من الأسرّة. «تغيير شكل». اختارها من النوع الخشبيّ المتين، ووزّعها على غرف البرلمان. وتسابق سياسيّون إلى حجز دور لهم في المناوبات الليليّة.بعد حكاية الطاولة، ها نحن نعيش زمن الأسرّة. فحوار من النوع الذي جرى، لا يستدعي حقاً إلا رغبة عميقة في النوم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الثلاثاء، 5 سبتمبر 2006,12:18 ص
تفاوت في الأحجام

خالد صاغيّة

الأخبار عدد الاثنين ٤ أيلول


اجتماعات لمجلس الأمن. استصدار قرارات. اغتيالات ومحاولات اغتيال. ملايين في الشارع، وملايين مضادة. جنرالات في السجن. حرب طاحنة. قرى مدمّرة، مقابر جماعيّة... محطّات ومشاهد أخرى إذا ما نُظر إليها جيداً، ثمّ نُظر إلى هذا البلد الصغير، يتبيّن التفاوت في الأحجام، وعدم ملاءمة فظاظة هذه الأحداث لبلد صنع أسطورته قربُ البحر من الجبل. صحيح أنّ أهازيج وبهلوانات كثيرة رافقت العامين الماضيين، لكنّ الطابع الصارم بقي مسيطراً. وجاء خراب الحرب الأخيرة ليزيد وقع الصدمة. صدمة التقاء خفّتنا بهول هذا العالم.لكن، الحمد لله، وُجد من يعيدنا إلى تلك الخفّة. وُجد من يعيدنا إلى رشدنا. من يذكّرنا بأنّ هذه هي بيروت، وأنّ هذا هو البلد الذي «ما بيقبض حدا» والذي «ما حدا بيقبضو». ومَن أفضل من «الأستاذ» للقيام بهذا الدور؟ وخصوصاً أنّه كان قد اختير دون غيره، في يوم ما، ليُقدّم أضحية ودليلاً على أنّ طبقة سياسية جديدة ستولد بعد الانسحاب السوري. «الأستاذ» الذي خبر كيف كان كلّ المتحذلقين الذين «يلحمسون» له اليوم، ينظرون إليه بازدراء بعد عودتهم من خطبهم المظفّرة أمام الجماهير التائقة إلى الحرية.بالطبع، كان «الأستاذ» ينظر إليهم ويضحك. «ولاد خليهن يلعبوا». وحين استفاق الأولاد، أراد «الأستاذ» أن يبادر ويلعّبهم. فبسرعة قياسية، أصبح الرجل الوحيد الذي لا يريد له أحد أن يغادر الملعب. الرجل الوحيد الذي يتقن اللعب «حقاً».

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الأحد، 3 سبتمبر 2006,12:11 ص
خارج الموضوع

خالد صاغيّة - ساحة رأي

الأخبار عدد السبت ٢ أيلول


يُروى أنّ تقديرات خسائر القطاع الزراعي قد فاقت، وفقاً لإحدى المنظّمات الدولية، نصف مليار دولار أميركي. يُروى أيضاً أنّ هذا الرقم لم يعجب السلطات العليا في الحكومة اللبنانية، فطالبت بخفضه. يُروى أنّ طلب الخفض المفاجئ جاء نتيجة ربط منطقيّ بين حجم الخسائر وحجم التعويضات. فحين تكون الخسائر كبيرة في قطاع ما، تكون التعويضات كبيرة لهذا القطاع. ويبدو أنّه لا أحد يرغب في رؤية تعويضات تذهب إلى القطاع الزراعي. فالزراعة «ما بتجيب مصاري»، بحسب ما ترى السلطات العليا. لذلك ارتأى المتباكون على الوطن المنكوب أنّه لا ضرورة لاصطحاب وزير الزراعة إلى مؤتمر استوكهولم، حفاظاً على التوازنات الطائفية داخل الوفد.قيل الكثير في «جهاد» بعض أعضاء الوفد وقيامهم بواجباتهم خلال العدوان الأخير. لكن، بصرف النظر عن ذلك، فإنّ ما تتناساه السلطات العليا هو حقيقة بديهيّة، وهي أنّ المنطقة المنكوبة حقاً هي منطقة... زراعيّة. لم تُصَب المنطقة باحتراق حقول التبغ، والأشجار المثمرة، وقتل المواشي، وتضرّر صيد السمك، وحسب، لكن برزت أيضاً معضلة ديون المزارعين. فكيف سيسدّد هؤلاء ديونهم المتراكمة إذا كان الموسم لن يأتي هذا العام؟الغريب أنّنا، أمام هول هذه الخسائر، نادراً ما نسمع شيئاً عنها في التصريحات الرسمية. يصبح الأمر أكثر غرابة حين نتذكّر كيف بدأ التباكي على الموسم السياحي مع الطلقة الأولى للحرب، واستمرّ إلى الآن. ويصبح الأمر أشدّ فظاظة حين نرى التنافس على الإعمار العقاري مفتوحاً على مصراعيه.في ذروة التأزّم السياسي الحاصل، قد يبدو نقاش كهذا خارج الموضوع. لكنّ الواقع هو غير ذلك. فإذا كان الصراع في البلد، منذ بداية التسعينيات وحتّى اليوم، بين مشروعين يحملان أولويات مختلفة، ويرمز لهما مجازاً بهانوي وهونغ كونغ، فإنّ فريق هانوي حقّق وعوده، سواء جرّت هذه الوعود خراباً على البلد أو جلبت له عزّة ونصراً. أمّا فريق هونغ كونغ الذي يتصرّف كما لو أنّه يردّ خيارات هانوي الانتحارية، فلم يتمكّن من تحقيق أيّ من وعوده. واللافت أنّ سقوط مشروع هونغ كونغ لم ينتظر صعود هانوي. سقط منذ زمن بفعل النظرة الساذجة إلى الواقع السياسي في المنطقة، وكذلك بفعل سياسات اقتصادية لا تقلّ سذاجة.نحن اليوم أمام فرصة إعمارية جديدة. وثمّة من يرغب في تكرار الأخطاء القاتلة. فقد بُني الاقتصاد اللبناني قبل الحرب الأهلية على أُسُس منحازة. أُسُس لم تكن بعيدة عن جعل الحرب الأهلية أكثر قابلية للوقوع. تكرّر الخطأ نفسه خلال إعادة الإعمار بعد اتّفاق الطائف. وفي كلتا الحالين، حدث ذلك تحت شعار عدم تدخّل الدولة حتّى لا تخرّب على السوق عملها. النفاق لا يدور هنا حول تزوير دور الدولة، وإذا كان تدخّلها إيجابياً أو سلبياً. النفاق هو في القول إنّ الدولة لم تتدخّل.إنّ ما جرى لاقتصادنا قبل هذا العدوان لم يكن نتيجة سوء حظ أصابنا من «اليد الخفية» للسوق. لقد كان من فعل يد ظاهرة ينبغي ألا تبطش بنا مرّتين.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
السبت، 2 سبتمبر 2006,12:09 ص
عودة الغائبَيْن
خالد صاغية
الأخبار عدد الجمعة ١ أيلول

طلّ القمر.فوفقاً لبرنامج إعادة الإعمار الذي ستلتزم به الدولة، يبدو أنّ غائبين كبيرين يعودان إلى الواجهة. غائبان افتقدهما اللبنانيون، وافتقدوا أفضالهما على البلد. غائبان كانت الحكومة الراهنة قد بشّرت بإبعادهما عن المشهد السياسي إلى الأبد، وأطلقت بحقّهما تهماً ضمنية بهدر المال العام، وتخريب الدولة، ومنع بنائها على أسس حديثة.آليات عودة الغائبين غير واضحة بعد. لكنّ خبر العودة نفسه صار بحكم المؤكّد. ربّما تكون عودة مقيّدة وخاضعة لشروط ورقابة. وربّما تكون عودة لها شركاء، لكنّها تبقى، في الأحوال كافّة، عودة مظفّرة. فبين ليلة وضحاها، تبدّلت الأمور من إعداد لدفن بدا أنّ الجميع موافقون عليه، إلى زرع الورود على دروب العودة.إذاً، عاد صندوق الجنوب، وسيرافقه غداً صندوق المهجّرين. ومن فقد شهيّته على الأكل، عادت له الشهيّة. عاد الصندوقان في وقت بدا فيه أنّ الهيئة العليا للإغاثة قد نابت عنهما، وورثت أسلوبهما في العمل، وفي تقنيات التوزيع، وقنواته الهوائيّة. والواقع أنّ الترحّم واجب على أيّام الصناديق، بعدما نكبت المواطنين الهيئة التي يُفترض أنّها وُجدت للتخفيف من النكبات.عاد الصندوقان في التوقيت المناسب. فلن يتجرّأ أحد على انتقاد أيّ أداء خاطئ، ما دام عرّابا الصندوقين يخوضان، كلٌّ من موقعه، معارك مصيرية. لا داعي لأن يغصّ أيّ من العرّابين بعد اليوم لدى تأييده «الدولة الحديثة». فبعدما طالبته الدولة بتسليمها صندوقه، ها هي تعيد له مفاتيح الصندوق.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments
الجمعة، 1 سبتمبر 2006,12:06 ص
بائعو الهزيمة


خالد صاغيّة

الأخبار عدد الخميس ٣١ آب

لا أعرف لمَ يبكي الأطفال عادة في أعياد ميلادهم.

الأرجح أنّ جهاز الطفل العصبيّ لا يحتمل الإثارة التي تنتجها احتفالات كهذه.

لا أعرف أيضاً كيف يتصرّف الأهل عادة عندما يبكي الأطفال في أعياد ميلادهم. الأرجح أنّهم يحاولون استرضاءهم، ثمّ يعجزون عن ذلك، فيرسلونهم إلى النوم.

ثمّة نوع من الأطفال ثقيلي الظلّ حقاً.

يبكون... ثمّ يرفضون الانصراف إلى النوم.

يبدون فجأة وكأنّهم يرغبون في إنهاء الحفل تماماً.

يرغبون في إنهائه بالصراخ والبكاء.

كأنّهم يعلنون، وسط حشد المدعوّين، أنّهم ما زالوا هم مركز الانتباه، وأنّ عشرة أو حتّى مئة مدعوّ ينبغي ألا يبدّلوا شيئاً في هذه المعادلة.المشهد العام، في لبنان والعالم العربيّ، مليء بهذا النوع الأخير من الأطفال.

كلفة الحفل كانت عالية جداً.

وعندما دُعينا إليه، ثمّة من قرّر إعلان الهزيمة.

إعلان الهزيمة التي لم تقع، بعد سلسلة من الهزائم التي وقعت فعلاً على مرّ العقود الماضية.

إنّه نوع من التفوّق على الذات.

تفوّق يعيد إنتاج الوقائع السابقة.

فحينما كانت الهزائم تُحوَّل إلى انتصارات وهميّة، كان ذلك يحدث خدمةً لمن هم في السلطة.

واليوم، حينما يراد لنا التسليم بهزيمة وهميّة، فإنّ ذلك يحدث أيضاً خدمةً لمن هم في السلطة.

السلطة هي السلطة.

الأطفال ثقيلو الظلّ هم الأطفال ثقيلو الظلّ.

باعوا النصر يوماً، وها هم يبيعون الهزيمة.

آن لهم أن ينصرفوا إلى النوم.

التسميات:

 
posted by Thinking | Permalink | 0 comments